نواكشوط (ا ف ب) الفجرنيوز: حاول الانقلابيون الذين اطاحوا الاربعاء باول رئيس منتخب ديموقراطيا في موريتانيا الخميس حشد الدعم الشعبي وطمأنة الاسرة الدولية التي دانت الانقلاب الذي قاده قائد الحرس الرئاسي. ووعد الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد الانقلاب العسكري الذي اطاح الاربعاء بالرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله في اول ظهور علني له الخميس بانه سوف "يحل كل مشاكل البلاد". وشارك نحو الف شخص في مسيرة دعم للانقلابيين الذين اطاحوا الاربعاء بالرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله الخميس في وسط نواكشوط على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وردد المتظاهرون "عزيز عزيز" اسم زعيم الانقلابيين الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الرئاسي الذي اطاح بالرئيس صباح الاربعاء بعيد اعلان اقالته. ووصلت المسيرة التي انطلقت قرب المطار الى القصر الرئاسي في الساعة 0011. وبمعزل عن ذلك كان الموريتانيون منشغلين بنشاطاتهم العادية في حين تمركزت آليات تنقل شرطيين من وحدة مكافحة الشغب في بعض النقاط الحساسة من العاصمة. واعلن "مجلس دولة" مكون من ثلاثة جنرالات وثماني ضباط برتبة عقيد يقوده الجنرال عبد العزيز ليل الاربعاء الخميس في بيان "انهاء سلطة الرئيس" الذي انتخب في اذار/مارس 2007 ووعد بانتخابات "حرة وشفافة" في "اقرب وقت ممكن". واعتقل الرئيس عبد الله وهو اول رئيس ينتخب ديموقراطيا منذ استقلال البلاد عام 1960 الاربعاء بعد قليل من اعلانه اقالة عدة ضباط كبار بينهم الجنرال ولد عبد العزيز. ووعد الجنرال محمد ولد عبد العزيز (52 سنة) في اول ظهور علني له الخميس بانه سوف "يحل كل مشاكل البلاد". وقال الجنرال ولد عبد العزيز "اتعهد بحل كل المشاكل في البلاد وباحلال العدالة والمساواة". والقى قائد الانقلاب خطابا على مدخل القصر الرئاسي محاطا باعضاء المجلس الاعلى للدولة. وقد خرج من القصر لتحية المتظاهرين في ختام تجمع نظموه "دعما للانقلابيين وقائدهم". وقال الجنرال ولد عبد العزيز في ختام التظاهرة التي حشدت نحو الف شخص ومئات السيارات ان "المجلس الاعلى للدولة يشكركم على هذه المسيرة التي تعبر عن اهتمامكم بشؤون بلدكم". كما تعهد الانقلابيون في محاولة الطمأنة "باحترام جميع المعاهدات والالتزامات الدولية التي وقعتها موريتانيا". ويبدو ان الانقلابيين يسعون جاهدين لعدم استفزاز المجتمع الدولي الذي دان الانقلاب بعد 15 شهرا من انتخابات رئاسية اشاد بها الجميع ورأوا انها "نموذج ديموقراطي" في افريقيا والعالم العربي. واعربت مصر الخميس عن "دهشتها" من الانقلاب فيما اعربت جامعة الدول العربية عن "قلقها الشديد" وتحدثت فرنسا عن "انعكاسات على علاقات" موريتانيا والاتحاد الاوروبي اذا لم "تتم العودة الى الشرعية الدستورية". كذلك اعربت اسرائيل التي تقيم علاقات دبلوماسية مع نواكشوط عن "دعمها المسار الديموقراطي في موريتانيا". وعبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء عن "اسفه العميق" للانقلاب العسكري الذي ندد به بشدة الاتحاد الافريقي والمفوضية الاوروبية ورئاسة مجلس الاتحاد الاوروبي (الفرنسية حاليا) والولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وفي موريتانيا بات الطرفان يتخاطبان عبر ناطقين باسمهما عبر وسائل الاعلام. فمن جهة دعا عبد الله محمد با الناطق باسم الرئيس الموريتاني المخلوع المجتمع الدولي الى "عدم الاعتراف باي حال من الاحوال" بسلطة الانقلابيين. واكد محمد با الذي قال انه "مختبئ في مكان ما" في اتصال هاتفي مع فرانس برس الاربعاء انه يتكلم باسم "المؤسسة الرئاسية" وندد "بمهزلة الانتخابات التي ينوي الجنرالات تنظيمها بعد شهرين". من جهته دعا سيدي محمد ولد مهام الناطق باسم برلمانيين "عصاة" استقالوا بداية الاسبوع من حزب الحاكم العهد الوطني للديمقراطية والتنمية (عادل) "كل المواطنين" الى المشاركة "في مسيرة دعم لمجلس الدولة ورئيسه الجنرال محمد ولد عبد العزيز". وتعاني موريتانيا البلد الفقير والذي تغطي الصحراء جزء كبير منه من الازمة الغذائية العالمية وازمة امنية غير معهودة بعد ثلاثة اعتداءات نفذها تنظيم القاعدة نهاية 2007 وبداية 2008.