اتفقت سورية ولبنان على مبدأ ترسيم الحدود بين البلدين واعلن ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزيرا الخارجية اللبناني فوزي صلوخ والسوري وليد المعلم في ختام زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى سوريا. وقال صلوخ ان هذه الزيارة كانت مناسبة هامة لتداول الرئيسين بالمواضيع الهامة التي تعني البلدين، مشيرا الى انه "ليس للبنان حاليا مصلحة بمفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع اسرائيل عندما نرى ان هناك ضرورة من اجل المفاوضات سندرس الموضوع من كل جوانبه لكننا محكومون بقرارات من الاممالمتحدة". بينما قال وزير الخارجية السوري ان "دمشق ستطلع الاخوة في لبنان على اي تطور في المفاوضات السورية الاسرائلية غير المباشرة". واضاف المعلم ان "باب سوريا مفتوح ونحن نتعامل مع حكومة وحدة وطنية وأهلا وسهلا بمن يريد المجيء الى سوريا". واضاف الوزير اللبناني ان "لجنة ترسيم الحدود ستنشط من أجل مصلحة البلدين"، فيما قال المعلم ان "ترسيم الحدود يعني اتفاق الجانبين على الاولويات في المناطق التي يجري ترسيمها ومزارع شبعا لا يمكن ترسيمها في ظل الاحتلال (الاسرائيلي) الذي يشكل السبب الرئيسي للتوتر في المنطقة". وفيما يتعلق بالمفقودين منذ الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) والذين تعتقد منظمات حقوق الانسان انهم في سوريا قال المعلم انه "يجب الفصل بين موضوع المفقودين وموضوع المحكومين والبيان تحدث عن المفقودين، وموضوع المفقودين بحث بالتفصيل واتفق على آلية ستفعل وهذا الموضوع شائك ومعقد ويحتاج لفتح قبور جماعية في لبنان ويحتاج لكشف مصير من سلمتهم المليشيات اللبنانية لإسرائيل". واضاف الوزير السوري ان "هناك آلية ولجنة مشتركة من القضاة من البلدين المطلوب ان يكثفوا اجتماعاتهم للتعاون مع الاجهزة المختصة في البلدين ويقدموا نتائج أعمالهم هذا في ما يتعلق في موضوع المفقودين". وعن قرار اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين قال صلوخ ان وزارتي الخارجية اللبنانية والسورية "ستنفذان قرار التبادل الدبلوماسي وهناك آليات متبعة يجب تنفيذها، وفي لبنان يجب ان تتخذ الحكومة التي تجتمع الاسبوع المقبل قرارا بإنشاء العلاقات بين البلدين، وبعد أسبوع من ذلك تبدأ الإجراءات اللازمة مع وزارة الخارجية السورية لتنفيذ ما اتفق عليه". وتعليقا على ترحيب وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بقرار اقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا قال المعلم ان "العلاقات السورية اللبنانية موضوع محض ارادة لبنانية سورية واذا رآه الاخرون خطوة ايجابية فهذا شيء مرحب به والله يهدي من يشاء". وكان قد سبق المؤتمر الصحفي للوزيرين بيان القاه رئيس المجلس الاعلى اللبناني السوري نصري الخوري جاء فيه ان "الجانبين اكدا على ضرورة العمل المشترك والتنسيق في القضايا السياسية لا سيما الصراع العربي-الاسرائيلي، وعلى ضرورة احلال السلام العادل والشامل وفق الشرعية الدولة ومرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية". واضاف البيان ان "الرئيسين السوري واللبناني اتفاقا على إقامة علاقات دبلوماسية، واستئناف أعمال اللجنة المشتركة وفق سلم أولويات يتفق عليه الجانبان، والعمل من أجل ضبط الحدود ووقف التهريب وذلك عبر تنسيق الإجراءات على جانبي الحدود، وتفعيل وتكثيف أعمال اللجنة المشتركة حول المفقودين من الجانبين للوصول من أجل إقفال هذا الملف، والعمل على اتخاذ الإجراءات اللزمة لتفعيل التبادل التجاري وتأمين التكامل الإقتصادي". وقد تطرقت محادثات الرئيسين التي جرت الخميس الى ملفي المفقودين وترسيم الحدود لاسيما في مزارع شبعا التي تدعي اسرائيل انها سورية بينما يقول لبنان ان هناك وثائق تثبت وقوعها ضمن سيادته. يذكر ان ملف المفقودين من اكثر المواضيع تعقيدا اذ تقول منظمات تعنى بحقوق الانسان ان سوريا تحتجز 650 شخصا لم تكشف عن مصيرهم ولم تعترف رسميا باحتجازهم، فيما ينفذ اهالي المفقودين اللبنانيين والذين يعتقد انهم محتجزون في سورية اعتصامات دائمة في لبنان وطالبين بالافراج عن ذويهم. وكانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري قد اعلنت الاربعاء ان الرئيسين اتفقا على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين. واضافت شعبان ان هذا القرار اتخذ خلال اللقاء الذي جمع الرئيسين مساء الاربعاء، مشيرة الى ان كلا من الرئيسين طلب الى وزير خارجيته اتخاذ الخطوات الادارية اللازمة لبدء العمل في هذا القرار. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد وصل الى دمشق في زيارة رسمية بعد ظهر الاربعاء لعقد قمة مع نظيره السوري ولقاء مسؤولين سوريين آخرين. وكان سليمان قد حدد هدفا لزيارته هو اطلاق عجلة العلاقات الدبلوماسية وتبادل البعثات الدبلوماسية بعدما اعرب الطرفان عن رغبتهما في ذلك. يذكر انه منذ استقلال لبنان وسورية عن الانتداب الفرنسي في اربعينيات القرن العشرين، لم تكن هناك يوما علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين. ولطالما اتهمت اطراف لبنانية الحكومات السورية المتعاقبة منذ خمسينيات القرن العشرين بعدم الاعتراف بلبنان كبلد سيد ومستقل.