القدس (CNN) -- بعد يوم على إطلاق "إسرائيل" سراح نحو 200 أسير فلسطيني في مسعى لإعادة تقوية جهود السلام المتعطل بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، يبدو أن الدولة العبرية تخضع لضغوط متجددة حالياً من أجل وقف النشاط الاستيطاني. فقد أعادت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، التأكيد على موقفها الثلاثاء بأن عمليات البناء "الإسرائيلية" في مناطق متنازع عليها "يقوض الثقة بين الجانبين." وقالت رايس، التي تزور منطقة الشرق الأوسط حالياً، في مؤتمر صحفي جمعها مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني "لقد قلت لنظيرتي الإسرائيلية إنني لا أعتقد أن النشاط الاستيطاني يساعد في العملية (السلمية)، بل إن ما نريده في الواقع هو خطوات تعزز الثقة بين الجانبين." والثلاثاء، أطلقت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية تقريراً جاء فيه أن إسرائيل، وخلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي، تقوم بأعمال بناء في الضفة الغربية تصل إلى ضعفي عدد الشقق والمنازل التي قامت ببنائها خلال الفترة نفسها من العام السابق. ويأتي هذا النشاط "الإسرائيلي" بعد موافقة كل من رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، على عقد قمة برعاية أمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للعمل على التوصل إلى تسوية سلمية شاملة قبل نهاية العام 2008. ورغم أن الطرفين واصلا المفاوضات، غير أنهما لم ينجحا بالتوصل لمثل هذه الصفقة، ومن غير المتوقع أن يتوصلا إليها خلال الشهور الأربعة المقبلة.ووفقاً لمنظمة "السلام الآن" فإن أكثر من نصف الوحدات السكنية يجري بناؤها وراء الجدار الفاصل، أي داخل أراضي الضفة الغربية. من جهتها، جادلت ليفني بصحة تقرير منظمة السلام الآن، قائلة إنه بحسب معرفتها فإن النشاط الاستيطاني تقلص بطريقة كبيرة جداً، وخصوصاً في المناطق الواقعة خلف الجدار الفاصل. وأضافت: "إن التوسع الاستيطاني ليس من سياسة الحكومة الإسرائيلية، وليس من سياستها بناء مستوطنات جديدة، وليس مصادرة الأراضي من الفلسطينيين.. لقد كان هناك بعض النشاط الاستيطاني الصغير الذي لن يؤثر على الحدود المستقبلية للدولة الفلسطينية." وفي وقت لاحق، توجهت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى رام الله بالضفة الغربية والتقت بمحمود عباس. يذكر أن زيارة رايس هذه هي السابعة إلى المنطقة هذا العام، والتاسعة منذ مؤتمر أنابوليس، الذي عقد في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.