غزة - اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس الثلاثاء جيف هيلفر ناشط السلام الإسرائيلي المشارك في رحلة سفينتي كسر الحصار "غزة حرة" و"ليبرتي" بعد محاولته العودة إلى إسرائيل عبر معبر بيت حانون " إيرز" شمال القطاع. وشارك هيلفر، أستاذ شؤون علم الإنسان بجامعة بن غوريون في بئر السبع، ورئيس "اللجنة الإسرائيلية ضد هدم البيوت"، منذ وصوله إلى غزة يوم السبت رفقة 46 ناشطا ومتضامنا آخرين في فعاليات كسر الحصار. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزينفيلد إن هيلفر "يجري استجوابه في مركز الشرطة بسديروت لدخوله قطاع غزة متحديا الأمر العسكري الذي يمنع المواطنين الإسرائيليين من القيام بذلك". وانتقد الناشط الإسرائيلي بشدة من منبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية والإسرائيلية سياسية الاحتلال الإسرائيلي إزاء الفلسطينيين والتنصل من حقوقهم الوطنية المشروعة. رحلة صيد وشارك هيلفر صحبة ثلاثة متضامنين آخرين طيلة يوم كامل في رحلة صيد خمسة مراكب فلسطينية في سواحل غزة في عمق لا يتجاوز 10 أميال وهو ضعف العمق الذي تسمح به البحرية الإسرائيلية للصيادين. وقالت زوجة المتضامن الإسرائيلي شوشانة هيلفر إن "قوات الجيش الإسرائيلي في معبر إيرز أبلغت زوجها لدى وصوله إلى المعبر بأنه وصل إلى غزة لكسر الحصار بسفينة، وعليه العودة بنفس الطريقة". وأضافت في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت، أن زوجها انتظر لبضع دقائق على مدخل المعبر، وبعدها سمحوا له بالمرور لكن فور وصوله الأراضي الإسرائيلية اقتيد إلى محطة للشرطة الإسرائيلية في بلدة سيدروت القريبة حيث اعتقل. وسبق لهيلفر أن توقع في مقابلة له مع الجزيرة نت تعرضه لعقوبات من قبل تل أبيب لأنه كسر قرارا عسكريا يمنع قدوم إسرائيليين إلى غزة. وأبدى حينها عدم خشيته من أي عقاب قد يتعرض له، لأنه سيكون ثمن قدومه لكسر حصار غزة . تكريم مهنة المتاعب وكانت كتلة الصحفي الفلسطيني قد أقامت لقاء تكريميا منحت فيه هدايا رمزية ودروعا للصحفيين الذين قدموا على متن السفينتين تقديرًا لما بذلوه من جهود في سبيل كسر الحصار عن غزة من خلال تغطيتهم الإعلامية وتسليطهم الضوء على جهود المتضامين. وأقيم اللقاء التكريمي بمدينة غزة بحضور عياش دراجي مراسل قناة الجزيرة في باريس، وحيان الجعبة مدير عمليات وكالة أنباء رامتان في أفريقيا، والصحفي التونسي فتحي جوادي، والصحفية البريطانية المسلمة "إيفون ريدلي" مراسلة قناة براس تي في, وأعضاء في كتلة الصحفي الفلسطيني وشخصيات إعلامية فلسطينية. وتحدث ياسر أبو هين رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني عن دور الإعلاميين الذين كانوا على متن السفينتين القادمتين إلى غزة في إنجاح هذه الرحلة. واعتبر في حديث للجزيرة نت أن الإعلاميين الذين رافقوا سفينتي كسر الحصار بمثابة سفراء إعلاميين للقضية الفلسطينية، ملاحظا أن إقامتهم في غزة ستطلعهم على الأوضاع المأساوية لسكان القطاع. بدوره قال وزير الصحة الفلسطيني في حكومة غزة المقالة باسم نعيم في حفل التكريم "إن الابتسامة التي ارتسمت على شفاه كل مواطن غزي هي أكبر رسالة ترحيب لكل متضامن جاء من أجل فتح نافذة أمل للشعب الفلسطيني المحاصر". وبين نعيم أن زيارة المتضامنين لغزة أعطت الأمل لسكانها بقرب انكسار الحصار الإسرائيلي وأثبتت وجود ضمير حي في العالم، لافتًا إلى أن الجهود الإعلامية أعادت حصار غزة إلى نشرات الأخبار. مهمة إعلامية وإنسانية من جهته تطرق الصحفي حيان الجعبة إلى العقبات التي واجهت الفريق الإعلامي الذي جاء على متن سفينتي كسر الحصار، مؤكداً حرص الإعلاميين على اختراق حصار غزة وإبراز الجانب الإنساني. وأوضح أن الإعلاميين القادمين على متن سفينتي كسر الحصار أرادوا أن تتصدر غزة نشرات الأخبار بعد أن غيبت، مشدداً على ضرورة توحيد الجسم الإعلامي الفلسطيني وعدم انزالاق الصحفيين في الانقسام السياسي بين حركتي حماس وفتح. وقال دراجي "سفري إنساني وفيه مغامرة وحب لفلسطين وغزة" مؤكدا أن مرافقة وكالة أنباء رامتان لقاربي كسر الحصار كان له دور مهم بالنسبة لقناة الجزيرة.وأشار إلى أن الجزيرة نجحت في تغطية الرحلة رغم الصعوبات التي واجهها خلال سفره، لافتا إلى أن صمود المتضامنين وقوة عزيمتهم دعمت الإعلاميين وأعطتهم دفعة كبيرة لمواصلة العمل. من جهته قال جوادي "حين حطت أقدامنا على أرض غزة هبت إلينا مدينة كاملة ووصفنا أهلها بالأبطال لكن الحقيقة أنهم هم الأبطال الحقيقيون لأنهم صامدون تحت الحصار الإسرائيلي".أما الصحفية ريدلي فأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي منعها من الوصول إلى غزة قبل عامين وحقق معها ووصفها بالإرهابية، لتتمكن الآن على متن السفينة من الوصول إلى غزة.