كشفت مصادر إعلامية وإسلامية جزائرية متطابقة النقاب عن أنّ الخلاف بين جناحي حركة مجتمع السلم "حمس"، ممثلا في الرئيس الحالي للحركة أبو جرة سلطاني ونائبه السابق والبرلماني الحالي عبد المجيد مناصرة، قد استعصى على الحل، وأنّ الفريقين يمضيان في اتجاه تعميق الخلاف بينهما بعد فشل وساطات جزائرية وإسلامية. وقد أعلن رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح عيسى بلخضر، في تصريحات نشرتها صحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم الأحد عن برنامج نشاط الجمعية في شهر رمضان، مبدياً عدم اكتراث بمحاولات رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، الإطاحة به. وقال بلخضر عنه دون ذكره بالاسم ''من أثبت فشله في الموقع الذي يحتله، يسعى إلى التشويش على الآخرين''، على حد وصفه. وتعهد بلخضر في شهر رمضان الكريم المرتقب هذا الأسبوع، بفتح أكثر من 100 مطعم للإفطار، تسيّرها حاليا الجمعية وبتقديم قفة رمضان لأكثر من 200 ألف عائلة، وبكفالة حوالي 10 آلاف يتيم. وأعلن بلخضر كذلك عن إطلاق ''خيمة رمضان الثقافية'' في بعض الولايات لتكون "فضاء فكرياً وترفيهياً هادفاً" وفق تعبيره، وعن تكريم بعض الفنانين في ميدان الغناء والمسرح، مشيراً إلى أنّ الجمعية ''ترفض أن يكون رمضان شهراً للابتزاز المادي والاستنفار الأمني''.
وفي لندن قلل مصدر سياسي جزائري تحدث ل "قدس برس" وطلب الاحتفاظ باسمه، من صدقية الأنباء التي تحدثت عن أنّ لجنة للصلح قد تمكنت من تذويب جبل الجليد الذي تراكم بين جناحي حركة مجتمع السلم، ونفى أن يكون جناح أبو جرة سلطاني قد قدم أي تنازلات مخلة بنتائج المؤتمر الرابع للحركة. وأكد المصدر أنّ القرار المتخذ داخل الحركة جوهره الالتزام بالقوانين الناظمة لعمل الحركة، وأنه وفقاً لذلك ليس لدى تيار أبو جرة سلطاني أي مانع في عودة العناصر المحتجة ضده إلى العمل من داخل المؤسسات وإبلاغ رأيهم عبر مجلس الشورى باعتبارهم أعضاء فيه، حسب توضيحه. وأشار المصدر إلى أنّ البيان الذي نشرته لجنة الصلح عن وجود تنازلات متبادلة أمر غير دقيق، وأنّ الالتزام بمؤسسات الحركة وقراراتها لا يزال سيد الموقف، وأنّ قيادة الحركة ليست لها خلافات شخصية مع تيار عبد المجيد مناصرة، وأنها مستعدة لاستيعاب "ملاحظاتهم النقدية من داخل المؤسسات السياسية وليس من خارجها"، على حد تعبيره. وكانت ''لجنة الصلح'' في حركة مجتمع السلم، قد أعلنت ارتياحها إزاء مسعى التقريب بين الفريقين اللذين جمعتهما خصومة حادة قبل وأثناء وبعد المؤتمر الرابع للحزب، ودعت إلى ''إقامة جدار حركي ضد أي محاولة للتقسيم".