بيان للهيئة الوطنية للمحامين حول واقعة تعذيب تلميذ بسجن بنزرت    لاليغا الاسبانية.. سيناريوهات تتويج ريال مدريد باللقب على حساب برشلونة    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    الاتحاد المنستيري يضمن التأهل إلى المرحلة الختامية من بطولة BAL بعد فوزه على نادي مدينة داكار    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    بايرن ميونيخ يتوج ببطولة المانيا بعد تعادل ليفركوزن مع فرايبورغ    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهر رمضان شهر الانتصارات للمسلمين


بسم الله الرحمان الرّحيم
شهر رمضان شهر الانتصارات للمسلمين
دروس و عبر
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم" (آل عمران 103)
"قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله" (سورة يوسف 108)
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة"
(النحل - 125)
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، "
(النساء - 1)

باريس في 9 سبتمبر 2008
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، طالب علم في مدرسة الحياة من تونس

الحمد لله الذي جعل الصيام جنة، وسبباموصلا الى الرضوان و الجنة وهو الذيمنّ علينا معشر المسلمين بمواسم الخيرات، و خصّ شهر رمضان الكريم بالفضل والتشريف والبركات، وحثّ الله تعالى فيه على الطاعات والاكثار منها وتعدّد القربات و الصدقات.
نحمده تعالى على نعمه الوافرة ونشكره على آلا~ه المتكاثرة ، الذي جاد علينا ، معشر المسلمين بأوقات البر والاحسان، وازمان الخير والفضل والامتنان، ونشهد أنّ لا إلاه الا الله ربّ العالمين ،الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي منّ على عباده المؤمنين بمواسم الرحمة و المغفرة، والفضل والامتنان، ونحمده تعالى على آلائه حمدا كثيرا ، و نذكره ذكرا لا يغادر في القلب استكبارا و لا نفورا ، و نشكره إذ جعل الليل و النهار خلفة لمن ألااد ان يذكر او اراد شكورا.
و نشهد ان محمدا رسول الله ، فهو عبده ورسوله، خير من صلّى وصام، وأفضل من تهجّد و قام، وسجد وركع لله تعالى .نحمده سبحانه و تعالى الذي شرّع لنا من العبادات العظيمة والمواسم الكريمة، التي بها تزكو النفوس وتمتلئ خيرا وصلاحا، وبركة ونماءا، و نشعّ نورا وضياءا ، و تلألأ إشراقاو صفاءا، وان ما تعيشه هذه الأمة الاسلامية المباركة، في ظلال هدا الشهر الكريم، شهر الصيام والثيام وتلاوة القرآن، انّه حقا موسم عظيم، حيث الايام مباركة و اليالي فاضلة كريمة، إنه من أعظم الفرص الايمانية التي لا تعوّض، ولا تقدّر بثمن، كيف لا و المسلمون يعيشون طوال هذا الشهر الكريم، مع آخر الكتب السماوية المنزلة، يبتغون في هذا الشهر العظيم، الرحمة و المغفرة والرضوان، والفوز بالجنان، و العتق من النيران، يتعرّضون طوال هذا الشهر الى نفحات الملك الديّان، ربّ العزّ والجلال.
حقّا ان هذا الشهر الكريم، ميدان خير وتقى، و صلاح و هدى، يستبق في ساحته المؤمنون، ويتنافس في في اداك فضله المتنافسون، حقيق بالمسلمين ان يتسائلوا عن مآثر هذا الشهر الكريم، ويبحثوا عن حكمه و اسراره، وفضائله وآثاره، كيف لا يلتزمون بمنهجه السليم وطريقه القويم، كيف لا يطبّقون و يعملون بما جاء من اجله، الصيام، و ما اكثر المسلمين، الذين يجهلون حكمة تشريعه، ويتناسوا آثاره الخيرة، وسننه النيّرة، ويكتفون من الصيام بحبس النفس عن الطعام والشراب والمفطرات الحسية فقط.
إن امة الإسلام هي في اشد الحاجة، في هذه الأيام ، هي في حاجة ماسة واكيدة الى ان يستدعي من ابناء هذه الأمة الاسلامية، المعطاءة، الى معاني المحاسبة و التدبّر والتقويم والتفكّر، التي يبرزها هذا الشهر الكريم،الذي يمثّل للامة جامعة للخير و البرّ، و مدرسة للصبر والحلم والمجاهدة.
إن مدرسة الصيام هي منارة للايمان والتقوى، وحصنا من الفتن، وغذاءا للارواح ، وبلسما للجراح، و كابحا للشهوات و الغرائز، وشاحذا للهمم والعزائم، ومجنّبا للضغينة و الحقد في النفوس، وامراض القلوب، و طريقا لتآلف الشعوب، وتراحم ابناء هذه الامة التي هي خير الأمم.
في هذا الشهر الجليل، الذي يتراحم ويتعاون فيه المسلمون، هو حقّا، ربيع المؤمنين، و غنيمة للصالحين، وفرصة للعصاة والمذنبين، بالاكثار من الاعمال الصالحة، والتوبة الصادقة، عسىأن يتقبّل الله أعمالنا و اعمالهم، انه على ذلك قديرو هو الله بحقّ أرحم الراحمين.
ففي هذا الشهر الكريم، تتذكّر أمة الاسلام مجدها الخالد، وعزّها التالد، وماضيها المشرق، وانتصاراتها الباهرة، فيحفّز الصيام الهمم، ويصقل المشاعر والاحاسيس، لكي يقف كلّ مسلم موقف الجدّ لمحاسبة نفسه على ما اقترفت خلال السنة الماضية.
ففي الحديث الصحيح الذي رواه النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: " يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان". قال الحبيب المصطفى :" ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان، هو شهر ترفع فيه الاعمال إلى ربّ العالمين، و أحبّ أن يرفع عملي و أنا صائم" .
و في الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني وابن حبّان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال :" يطلع الله الى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"
فالحمد لله الذي منّ علينا معشر المسلمين أن بعث فينا و منّا نبيّا ، سيد الأولين و الآخرين و أشرف الانبياء والمرسلين محمدا صلى الله عليه وعلى آله الطيبين و أصحابه الغرّ الميامين ، و أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، والتابعين و من تبعهم بإحسان و القارئين إلى يوم الدين و علينا معهم والوالدين، برحمتك يا أرخم الراحمين.
يقول الله تعالى في سورة المائدة: " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتمّ نعمته عليكم لعلّكم تشكرون" (المائدة - 6)
الاختلاف حول بداية الأشهر القمرية وبالخصوص مطلع الهلال ورؤيته في بداية شهر رمضان هو اختلاف متواصل في الازمان وملازم للتاريخ.
وقد اتخذ الافتراق حالة من سوء التفاهم والعناد وجب الظهور والتميز والمحافظة على الخصوصية من طرف بعض المذاهب في مقابل مذاهب أخرى وخاصة بين السنة والشيعة وبين المشرق والمغرب وبين الشمال والجنوب وبين الدول العربية والدول الإسلامية, ووصل الفرق أحيانا إلى ثلاثة أيام بين الدول وفي كل مرة يتحجج الفقهاء ومفتيي الديار أنهم اعتمدوا الوسائل الشرعية لرصد الهلال ولم يتمكنوا من مشاهدة ولادته بالعين المجردة.
ويحاول البعض إثارة التباعد بين الحديث الشريف الأول الذي يؤكد على المشاهدة والمواكبة والحضور:"من شهد منكم الشهر فليصمه" وبين الحديث الثاني الذي يهتم بمصطلح الرؤية:" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" رغم أن معنى كل من المشاهدة والرؤية في هذا السياق هو معنى متقارب.
ان غياب الإجماع وبروز التعدد والافتراق مع أن الخلاف رحمة والتعدد منطقي نظريا إذ "لكل منكم شرعة ومنهاجا" بل استعمال هذا الأمر من أجل تغذية نزعة الانفصال والتخريب وتقوية درجة الاختلاف والتقسيم والتشتت وهو ما يعطل أي حركة تسعى إلى التمدين والتنوير ويشجع علىالتشدد وتصاعد موجة الدغمائية.
ما العمل للتجاوز؟
بارقة أمل جاءت من عالم قدير التونسي المولد محمد الأوسط العياري الذي يشتغل بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالولايات المتحدة الأمريكية والذي اخترع العديد من الآلات الدقيقة التي تهتم بمراقبة المجارات والنجوم والكواكب وخاصة المريخ والقمر والأرض و بدأ منذ سنتين بانجاز مشروع حضاري سماه الشاهد قصد إزالة الخلاف حول دخول الأشهر القمرية واتجه نحو صناعة منظومة رصد دقيقة تمكن من مشاهدة الهلال لحظة ميلاده والاستناد على الحساب والإحصاء الرياضي والقياس الهندسي من أجل التثبت والبحث.
الأستاذ العياري شكل لجان تتكون من علماء فلك وعلماء الشريعة الاسلامية ومفكرين تقوم بجمع الملومات ودراستها ثم البت في الموضوع وإصدار الحكم النهائي بشأن مولد الهلال وبداية الشهر من عدمه وخلال هذا العام ترتكز العمل على شرق وسط إفريقيا ولكنه طالب ببعث مركزين الأول في شبه الجزيرة العربية وخاصة في مكة المكرمة والثاني في منطقة أخرى من العالم.
أهمية الاختراع أنه يجمع بين الالتزام بالنص الشرعي مع الاستعانة بالادوات و التقنيات ويمكن الإنسان من رؤية الهلال بعينه المجردة لحظة انبثاقه ولا يكتفي برسم صورة رقمية عنه مثلما كان يحصل في الماضي وبالتالي حلت العين الالكترونية محل الصورة التقريبية والتخمين الافتراضي الذي كان سائدا في الأوساط العلمية..
فهل سيعوض الشاهد الذي اخترعه الاستاذ العياري القبب الفلكية الموجودة في كل دولة ويوحد المسلمون حول ميلاد اليوم الأول لشهر رمضان المبارك و غيره من الشهورو يساهم في توحيد اعياد المسلمين ولا سيما عيدي الفطر والاضحى.
شرع الله سبحانه وتعالى صيام شهر رمضان و جعل له الوسيلة الميسورة والميسّرة لجميع الأمّة لضبط بدايته ونهايته برؤية الهلال عند الغروب أيّ في تعبّدنا نعتمد على الحساب القمري وكما هو معلوم أنّ السنة القمريّة بها 12 شهرا أيّ 12 دورة للقمر حول الأرض تسمّى سنة.
دورة القمر حول الأرض مدّتها 29 يوم و 12 ساعة و 44 دقيقة ووو.القمر يقوم بدورة حول نفسه في مواجهة الشمس كلّ دورة حول الأرض إيّ في 29 يوم 12 ساعة و 44 دقيقة بالنتيجة نحافظ على نفس الجهة المشاهدة من الأرض.
وضع القمر دائما نصف في مواجهة الشمس مضيء والنصف الآخر مظلم. الهلال = الجزء المرئي من النصف القمر المضيء وكلّما إبتعد عن الشمس كلّما كبر (منازل القمر) الى أن يصبح دائرة كاملة بعد 14 او 15 يوم و تسمّى * بدر*
للقمر شروق وغروب مثل الشمس إنطلاقا من الأرض.
العلم يتعامل لتحديد بداية ونهاية كلّ دورة للقمر حول الأرض بلحظة الإقتران المركزي أيّ لمّا تتموقع القمر بين الشمس والأرض على مستوى مركز الكواكب الثلاث.
نحن المسلمون وعملا بحديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم * صوموا لرؤيته وأفطروا * نعتمد في بداية الشهر القمري برؤية الهلال أيّ بعد خروجه من المحاق كليّا ويرى عند الغروب .
وهذا يمرّ بمراحل ومنها دخول الهلال منطقة المحاق ثمّ الإقتران المركزي ثمّ الخروج من منطقة المحاق هذا يتطلّب أكثر من 12 ساعة أيّ من رأى الهلال بعد صلاة الصبح يستحيل رؤيته عند الغروب ذلك اليوم من نفس المنطقة. المحاق المسافة التي يقطعها القمر وهو بين الشمس والأرض (ينجر عنه حدوث الكسوف)
معنى ولادة الهلال : الدّقائق الأولى لخروج الهلال كليّا من المحاق تسمّى ولادة الهلال وهذه تحدث في لحظة معيّنة في مكان معيّن من الأرض عند غروب الشمس ويختفي بسرعة فائقة لمن شاهده.
ولذلك تكون الولادة واحدة والمطالع متعدّدة ينجرّ عنه منازل القمر عبر الدورة الكاملة. شكل الأرض الكروي و ميلان محور الأرض يغيّر توقيت رؤية الهلال من نفس الخطّ من الأرض ويصل الإختلاف في ثبوت رؤية الهلال الى 3 أو 4 أيّام أيّ كلّما إقتربت من القطبين إستحالت رؤية الهلال فيزداد فارق الإختلاف....
إذا إختلاف رؤية الهلال واقع علمي : خلاف المسلمين في بداية الشّهور القمريّة ينقسم الى قسمين
قسم فلكي أيّ مدى ثبوت رؤية الهلال من عدمها, وأتصوّر بعد إختراع عالمنا الدكتور محمّد الأوسط العيّاري لجهاز الشاهد سيحلّ هذا المشكل.
لكن هذا التطوّر العلمي يمكن أن يكرّس الفرقة علميّا لو تمسّكت كلّ دولة برؤيتها لأنّ الإختلاف واقع فلكيّا. إذا المطلوب للخروج من مسألة الإختلاف هو الإعتماد على رؤية مكّة المكرّمة و عليه أن تلتزم كلّ الدول بترصّد الهلال من مكّة المكرّمة.
ولا نستطيع توسيع رقعة الإعتماد ليشمل كلّ الدّول الإسلاميّة لأن بهذه القاعدة سنقع دائما في البحث على الهلال لإقرار 29 يوما من كلّ شهر بدلا من 29 أو 30 يوما وهذا غير ممكن ويوقعنا في خلل, من إجابيات الإعتماد على رؤية مكّة توحيد بداية الشهور القمريّة وعليه يسهل الإعتماد على الحساب القمري بدلا من الحساب الشمسي لكلّ الدّول الإسلاميّة, ولما لا يطرح كبديل لتوفيق التاريخ بما أنّه أكثر دقّة من الحساب الشمسي,وكذلك المطالبة بتغيير نقطة التوقيت العالمي من قرينيتش الى مكّة المكرّمة بصفتها تتوسّط اليابسة زيادة على أنّها أم القرى أيّ أوّل بقعة أرض بزغت من الماء وهي أوّل بيت وضع للناس فيها.
نحمده سبحانه و تعالى على نعمه، ونشكره على ما هيّأ لنا من المناسبات العظيمة التي تصقل الايمان، و تحرّك المشاعر، فتزيد بالطاعات، و تضيّق مجالات الشرّ في المجتمعات، و تعطي المسلمين دروسا في الوحدانية الربانية و الإخاء ، والتضامن والصفاء، و البرّ و صلة الارحام، و الهناء والطّهر، و الخير والنقاء، والصبر في السرّاء والضرّاء، و الشجاعة والإباء، انها منهل عذب، وحمى أمين، و خصن حصين للطائعين، و فرصة لا تعوّض للمذنبين،بالاكثار من الطاعات و فضائل الاعمال، و محاسن الأفعال، و مكارم الخصال.
إن مستقبل الإسلام في الغرب والشرق يشغل الكثيرً من الباحثين والمثقفين لان معرفة المستقبل من الغيب الذي استأثر به الله، اوهذا البحث يقوم على أحاديث أخبر بها النبي (صلى الله عليه وسلم) عن انتشار الدين... إقباله وإدباره.([1])
ويشكّل المستقبل الذي ينتظر الإسلام في العالم، و التطورات الجارفة التي تجري في العالم اليوم، والتي يعتقد بأن من شأنها أن تبدل ما استقر في نفوس المسلمين من مفهوم وتأويل لدينهم، بعد أن كان التناغم والانسجام قائمين على المستويين النظري والتطبيقي، بعد أن كانت العلوم الإسلامية تكوِّن منظومة متكاملة يسند بعضها بعضاً وينبني كل فرع منها على النتائج المقولة في الفروع الأخرى.
إن الحديث عن الأوضاع الاجتماعية والخلقية والفكرية للمسلمين، ورأى البعض أنه لا مجال للاتفاق على ملامح المستقبل، وإن في خطوطها العريضة، أنه ما لم يتوفر قدر أدنى من الاتفاق على خصائص الماضي والحاضر.
أن مستقبل الإسلام هو بأيدي المسلمين، وبقدر فهمهم و وعيهم بتحديات المرحلة الراهنة أن أوضاعاً خاصة تتحكم فيهم.
ان البحوثً عديدة بين أيدينا مقتبسة من التفاسير للقرآن الكريم وقيمته، إذ ان هذا النص لا يقرأ قراءة مباشرة بقدر ما يقرأ عبر نصوصٍ تدوَّن تأويلاته وتوظيفاته التاريخية المتعددة، ويتجلى هذا التأويل بالخصوص في التفاسير القرآنية، ولئن ميّز القدماء بعد عصر الطبري بين التفسير والتأويل، وخصوصاً لما ظهر التأويل الشيعي الباطني والتأويل الصوفي الإشاري و كذلك التأويل الظاهري، فإن البحوث اللسانية الحديثة تؤكد أن كل نص، مهما بدا معناه واضحاً صريحاً، إنما يخضع فهمه لمواصفات اللغة التي كتب بها، ولقواعدها، ولكنه يخضع كذلك عند قراءته لشخصية القارئ ولثقافته، مثلما يخضع للظروف التاريخية و الجغرافية التي تتم فيها القراءة.
ولمواجهة هذه الإشكالية لمن يفسر الكلام بأن للنص القرآني معنى واحداً أوحد، و انطلاقاً من حقيقة أن القرآن صالح لكل زمان ومكان. وهو يعني أنه يخاطب المؤمنين كافة كل على حسب ثقافاته ومؤهلاته، وكذلك استقلال التفسير عن علم الكلام، أو أن يكون علم كلام جديد مستنبطاً منه لا محدداً لفهمه وتأويله، بما لا يسمح بتطبيق المناهج النقدية التاريخية على النص القرآني المنزل و المحفوظ في النص القرآني، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
إذ لا مجال مستقبلاً لتفسير أية أو جزءاً من أية ويبني عليها من النتائج ما لا يستسيغه منطق النص والعلاقات الضرورية بين مختلف آياته.
كثيرون في العالم يخشون من كل ما هو إسلامي، ويؤمنون بما طرحه «صموئيل هينغتون» وغيره من «صراع حضارات» بغض النظر عن عيوبهم، ويرى أن الأصولية تفيد أعداء الإسلام، وتلائم الصهيونيون، فبمجرد وصف المرء بأنه (إسلامي) ينحرف الانتباه عن دوافع سلوكه والظلم الهائل الواقع عليه والذي ربما الدافع لمقاومته بالقوة.
ويؤكد «هوفمان» أن مستقبل الإسلام في الشرق سيتأثر بجملة أمور منها بالتربية العامة، ويقترح بهذا الخصوص تكييف التربية مع المعايير التعليمية الإجمالية، - التربية الإسلامية وهنا يدعو إلى أن العودة إلى تعليم الإسلام بوصفه طريقة شاملة للحياة، وحلقة روحية ميتافيزيقية ترتبط بالخالق بوصفه قادراً على حل إشكالات الفرد والإشكالات العالمية وحقوق الإنسان.
إن العالم الإسلامي لن يقبل عالمياً ما دام أن هناك شكاً مسوّغاً بأن المسلمين لم يصلوا بعد إلى تفهم قضية حقوق الإنسان والتصالح معها و إعطاء المرأة حقها في المساهمة في المجتمع المنشود. فالقرآن يقر بحقوق متساوية للرجل والمرأة على صعيد الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وبالكرامة ذاتها، والروحية نفسها، والطبيعة البشرية ذاتها، إنما المشكلة تكفي في رأيه في قراءة القرآن بمنظار رجال العصر الجاهلي.
ويشير «هوفمان» إلى التحديات الكبرى التي تواجه مستقبل الإسلام في الغرب غير الإسلامي، وفي مقدمها ميل المسلمين إلى التجمع في إطارات قومية أو مذهبية، حيث يصعب أمام هذا التنوع الوصول إلى تمثيل عام للمسلمين، فشرك الأوطان، أي محافظة المسلمين على روابطهم بأوطانهم الأم، الأمر الذي يشكل عقبة أمام الاندماج المثمر في المجتمعات الغربية، وشرك الذاكرة، حيث يرتبط الوضع الفريد للإسلام في الغرب بالذاكرة التاريخية للحروب الإسلامية، المسيحية خلال العصور الوسطى الأمر الذي يكرّس الإسلامي تهديداً في ذاكرة الغربيين، وشرك التمثل/ الاندماج، فالمسلمون في الغرب يدافعون من أجل الاحتفاظ بخصائصهم لقناعتهم بأن المجتمع كله يجب أن ينتفع من مدخلات الإسلام إليه.
ويعقد «هوفمان» مقارنة بين وضع ومستقبل الإسلام في أوروبا وأميركا، وقد بدا متفائلاً بوضع الإسلام في أميركا لأن أكثرية المسلمين من الطلبة الذين قدموا من البلدان العربية وشبه القارة الهندية، حيث يتمتع هؤلاء بفعالية تنظيمية وتأثير ثقافي وسياسي واضح، كما أن المسلمين الأميركيين ديناميكيون ومنظمون.
أما في أوروبا فالوضع الراهن لا يدعو كثيراً إلى التفاؤل، لأن غالبية المسلمين هناك هم عمال غير مهرة يقيمون في مناطق ذات دخل منخفض ويعاملون كمواطنين من الطبقة الدنيا، ولهذا ينظر إلى الإسلام على أنه دين غير المثقفين، و هذا صحيحا الى حد الا انه نتيجة الاستعمار الذي كان من مهامه صناعة اجيال من الأميين و التابعين ثمّ تكوين اطارات مستغربين يقومون بالمهمة المناطة بعهدتهم بإبعادهم عن هويّتهم وثقافتهم .
أن الإسلام كلما حقق مزيداً من النجاح في أوروبا، ازدادت العقبات التي تعترضه بسبب الخوف والقلق مثلً قضية الحجاب المثارة في أوروبا و هذا يرجع الى تقصير المسلمين في التعريف بالاسلام من جهة والصورة التي يقدمها الكثير من ابناء جلدتنا البعيدين عن الاسلام سلوكيا واخلاقيا.
الأيادي المسلمة : تشهد فرنسا في شهر رمضان من هذا العام بداية نشاط منظمة العمل الخيري المسماة "الأيادي المسلمة" عبر حملة "الإعانات الغذائية"، بمناسبة تفاقم أزمة الغذاء العالمي.
ففي فرنسا الذي يحتوي على أكبر أقلية مسلمة في الغرب، تطمح منظمة "الأيادي المسلمة" أن تفتتح مكتب لها على الأراضي الفرنسية بداية نقلة نوعية في عمل المنظمة التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها.
في شارع "فيبورج سانت ديني" في الدائرة العاشرة من العاصمة الفرنسية باريس، في شقة متواضعة، بدأت منظمة "الأيادي المسلمة" أولى خطواتها في العمل الخيري في فرنسا.
تأسست منظمة "الأيادي المسلمة" ببريطانيا سنة 1993 عقب من أجل جمع الأموال للمحتاجين والمتضررين من الحرب في البوسنة والهرسك ، ويمتد نشاطها إلى مناطق أخرى من العالم مثل بنجلاديش وأفغانستان والعديد من الدول الإفريقية؛ لتصبح -وبعد حوالي خمس عشرة سنة من تأسيسها- من أكبر المنظمات الخيرية البريطانية التي لها فروع في مختلف أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أن هذه الجمعية تعمل طبق قواعد ومبادئ منظمة "الأيادي المسلمة" العالمية، فإنها مسجلة باعتبارها منظمة فرنسية، خاضعة للقانون الفرنسي.
حملة رمضان هذا العام، تأتي في إطار الأزمة العالمية للغذاء وهي تواصل لعمل المنظمة في هذا الإطار، والتي استفاد منها خلال رمضان الماضي حوالي نصف مليون شخص من مختلف أنحاء العالم.
طرود رمضانية : وللتعريف بالحملة يقول كمال الزين المدير المالي والإعلامي للمنظمة: "نحن بصدد القيام بحملة إعلامية في وسائل الإعلام الفرنسية حاليا، وبالنسبة للعمل الميداني فإننا - وكبادرة أولى للتنسيق مع الجمعيات المحلية الفرنسية - شاركنا في معرض التضامن الذي عقد هذه السنة في باريس وجمع كل الجمعيات والمنظمات الخيرية التي تعمل فوق الأراضي الفرنسية".
يقول كمال الزين المدير المالي والإعلامي للمنظمة- عقدنا اتفاقية مع إحدى الجمعيات المحلية في مدينة (كلورنفورون) في وسط فرنسا من أجل توزيع الطرود الغذائية خلال شهر رمضان من هذا العام على المحتاجين والطلبة واللاجئين والمساجين في هذه المدينة. وحول الإضافة التي يمكن أن تقدمها المنظمة للعمل الخيري بفرنسا في ظل وجود منظمات أخرى مثل "الإغاثة الإسلامية" و"اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين بفرنسا"، يقول "طبعا لكل منظمة خصوصياتها مع أن عمل كل الجمعيات الخيرية في العموم يتكامل، وليس فيه أدنى تزاحم".
الاستقلال الذاتي: وعن خاصيات عمل المنظمة يقول المدير المالي والإعلامي للمنظمة: "إنها تعمل على أن تكون مساعداتها للمحتاجين في اتجاه يمكنهم في وقت لاحق من الاستقلال الذاتي؛ أي لا يبقون رهن المساعدات، وهذه إحدى أبرز خصائص المنظمة، ولهذا السبب فإن "الأيادي المسلمة" تستثمر في المدارس على سبيل المثال، إذ أنها تدير حوالي 290 مدرسة في كل أنحاء العالم؛ لعلمها بأن التعليم هو رأس مال لا ينفد، ومن خلاله نستطيع التمكن من دخول سوق العمل، وبالتالي سد الحاجات باستقلالية كاملة".
وبحسب المدير المالي والإعلامي للمنظمة فإن منظمة "الأيادي المسلمة" التي تمثل تبرعات المحسنين 90 بالمائة من دخلها تعمل في مشاريع خيرية أخرى كمشاريع كفالة اليتامى والمساعدات للمحتاجين في مناطق الكوارث والحروب والحملات من أجل توفير الغذاء والمياه.
وبالنظر إلى الإنجازات التي حققتها طوال خمسة عشر عاما من تأسيسها، تمكنت منظمة "الأيادي المسلمة" من نيل جائزة الأيزو للجودة سنة 2004، وأصبحت شريكا للعديد من منظمات الإغاثة العالمية مثل: منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمات أخرى عاملة في مجال الطفولة والتعليم والعناية الصحية والاجتماعية.
ومن ضروري ألا يتوقف المسلم بعد انتهاء رمضان عن إصلاح نفسه وتهذيبها وتحسين علاقته مع الله أولا ثمّ مع الناس و سائر خلقه من المسلمين وغيرهم، بل يجب أن يستمر هذا بعد انقضاء شهر رمضان، فرب رمضان، هو رب شوال، وهو رب محرم، وهو رب الشهور كلها.
و وما رمضان إلا محطة وقود يتزود منها العبد لباقي الشهور، فلا تكن من عبَاد رمضان، ولكن كن من عبَاد الله عز وجل، فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان شهر سوف يتولي وينقضي ثم يعود في العام القادم،أما نحن فهل نشهده في المرة القادمة، إن الله وحده هو العالم وأن ال وحده حي باق لا يموت.
وصدق الله العظيم اذ قال في كتابه العزيز من سورة المائدة :" يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ اذا إهتديتم" (المائدة -105)
و قال تعالى في سورة آل عمران: "ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (آل عمران 104) و قال تعالى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل:97). و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه
باريس في 9 سبتمبر 2008
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، طالب علم في مدرسة الحياة من تونس
[1] - الدكتور اعلية العلاني، في كتابه بعنوان: "الحركات الاسلامية بالوطن العربي-دراسة مقارنة بالحالة التونسية"، صدر عن دار مصر المحروسة بالقاهرة
المصدر بريد الفجرنيوز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.