أكد قيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي أن المهزم الوحيد في الانتخابات الجزئية الأخيرة التي شهدها المغرب لملء عدد من المقاعد البرلمانية هو الديمقراطية، وأن ما جرى فيها كان صراعا حادا بين مراكز النفوذ والمال بينما كانت السلطة تراقب. ونفى نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وعضو مجلس النواب المغربي عبد الله بهاء في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن يكون فشلهم في الفوز بمقعد واحد من أصل ستة مقاعد تم التنافس عليها في الدائرة الانتخابية المحلية (اسفي الجنوبية) يوم الجمعة الماضي، دلالة على تراجع دور الحزب أو مكانته بين الناس، وقال: "طوال تاريخه المغرب نحن لا نعول على الفوزفي الانتخابات الجزئية لأن شروطها وظروفها مختلفة عن الانتخابات العامة، وبالتالي غالبا ما ندخل فيها للمشاركة لا أكثر ولا أقل، أما الفوز بها فلم يكن هدفا أساسيا لنا، إذ أن التعبئة العامة في هذا النوع من الانتخابات عادة ما تكون ضعيفة، وبالتالي من يستطيع أن يعبئ زبائنه يستطيع أن يحصل على أكبر الأصوات، وفي هذا يبرز دور نفوذ السلطة والمال، أما الذين يتحدثون عن المشاركة العامة مثل حزبنا قغالبا ما يكون حظهم ضعيفا، وفي الانتخابات الأخيرة كان الصراع حادا بين أصحاب المال والنفوذ والسلطة تتفرج والمهزوم الوحيد هو الديمقراطية، ولذلك لم ننزعج كثيرا من النتائج، على الرغم من أننا لا نعفي أنفسنا من التقصير طبعا"، على حد تعبيره. وأشار بهاء إلى أن استمرار دور أصحاب النفوذ والمال في الانتخابات المغربية هو واحد من العراقيل التي تجابه إرادة الإصلاح والتحول الديمقراطي التي قال بأنها "لا تزال غير متوفرة في المغرب". ورفض القبول بأن من بين عوائق الديمقراطية وجود أحزاب إسلامية تعمل في الساحة، وقال: "نحن على قناعة بأن المسار الديمقراطي هومسار طويل وهو يتصل بتدافع إرادات، وليس من بين عوائق الديمقراطية وجود الإسلاميين ضمن الخارطة السياسية، فالمؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية هو المؤتمر الأكثر ديمقراطية وشفافية في الأحزاب المغربية، وتمهة "معاداتنا للديمقراطية" هي وسيلة غير عادلة وغير منصفة يستعملها الخصوم ضد حزب العدالة والتنمية وضد الحركة الإسلامية عموما، وهذا غير صحيح على الإطلاق". ونفى بهاء وجود تحالف بين أحزاب اليسار وحزب الأصالة المعاصرة الناشئ حديثا ضد حزب العدالة والتنمية، وقال: "نحن ننظر بكثير من الأهمية لبلاغ حزب الاتحاد الاشتراكي الذي أصدره أثناء الحملة الانتخابية الجزئية الذي اعتبر فيه أن حزب الأصالة والمعاصرة هو في الطريق إلى أن يصبح الحزب الوحيد في المغرب، وهي أول مرة يتخذ فيها الاتحاديون موقفا بهذا الوضوح من حزب الهمة، وبالتالي الحديث عن تحالف بين أحزاب اليسار وحزب الأصالة والمعاصرة غير موجود، أما كون زعيم الاتحاد الاشتراكي محمد اليازغي أو القيادي في حزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله يحاربوننا فهذا أمر قديم". وقلل بهاء من أهمية اعتبار الرعاية التي تحظى بها حركة التصوف في المغرب وسيلة لمواجهة تيار الإسلام الحركي، وقال: "نحن لا نشعر بأننا في نزاع مع الصوفيين، فالمجتمع المغربي فيه من السعة ما يستوعب الجميع ويتيح المجال لكل التيارات بالعمل، ولا أعتقد أن التصوف ولا غيره قادر على تهميش اهتمام المواطن بالشأن العام، وأعني به الشأن السياسي". على صعيد آخر استبعد بهاء أن تؤدي معاداة حزب الأصالة والمعاصرة وبعض رموز اليسار المغربي إلى إفساد ما بين حزب العدالة والتنمية والقصر الملكي من علاقات، وقال: "لقد أكد جلالة الملك في خطاب العرش الأخير أن المؤسسة الملكية هي لجميع المغاربة، وبالتالي أن يزعم أحد أنه يتكلم باسم القصر الملكي فهذا أمر لا يعنينا، والمعهود في المغرب أن المؤسسة الملكية لم تكن في يوم من الأيام طرفا سياسيا مع هذا الطرف أو ذاك، ولذلك فعلاقتنا بالمؤسسة الملكية قائمة ولا تشوبها أي شائبة، وأصدق تعبير عليها كان اتصال جلالة الملك محمد السادس بالأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية عبد الاله بنكيران لتهنئته بنتائج مؤتمر الحزب"، كما قال.