فيينا (ا ف ب)الفجرنيوز: يدلي الناخبون النمسويون باصواتهم الاحد لانتخاب اكثرية جديدة بعدما انهار في تموز/يوليو الائتلاف بين اليسار واليمين الذي حكم البلاد لمدة 18 شهرا اثر الخلاف على الاصلاح. الضريبي وسبل مكافحة غلاء المعيشة وكان بعض الناخبين الذين يبلغ عددهم 6,3 ملايين شخص بدأوا التصويت بعيد منتصف ليل السبت الاحد في محطة لينز للقطار غرب البلاد واعتبارا من الساعة واحدة صباحا في مطار فيينا. وافادت استطلاعات الرأي في الايام الاخيرة ان الحزبين الكبيرين الحزب الاجتماعي الديموقراطي وحزب الشعب المحافظ سيتعادلان في هذه الانتخابات التشريعية المبكرة مع انهما مسؤولان عن هذا الفشل لكن كلا منهما سيسجل ادنى نتيجة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بحصوله على اقل من ثلاثين بالمئة. وسيحصل الاجتماعيون الديموقراطيون على ما بين 26 و29% من الاصوات والمسيحيون الديموقراطيون في حزب الشعب على ما بين 25 و27% حسب هذه الاستطلاعات. واستفاد اليمين المتطرف من الفشل الحكومي في كل الملفات الكبرى. وكشفت استطلاعات الرأي انه سيحصل على ما بين 17 و19% بزيادة 10% عن الانتخابات السابقة ليصبح من جديد ثالث قوة سياسية في البلاد. وكان اليمين المتطرف الممثل بحزب الحرية ثالث قوة سياسية في النمسا في التسعينات ويتزعمه حاليا هاينز كريستيان ستراتش. وهذا الحزب منشق عن تيار اليمين المتطرف بزعامة يورغ هايدر عضو الائتلاف الحكومي الذي تشكل مع محافظي المستشار فولفغانغ شوسيل في 2000. ويورغ هايدر الذي انكفأ في معقله في كارينثيا قرر العودة مجددا الى الساحة الوطنية زعيما لحزبه الجديد "التحالف من اجل مستقبل النمسا" الذي انشئ في 2005 والذي سيحصل بحسب الاستطلاعات على ما بين ستة وثمانية بالمئة من الاصوات اي ما يزيد عن نسبة ال4% اللازمة لحصوله على تمثيل برلماني. وهذا الصعود لليمين المتطرف والشعبويين في وقت تتمحور فيه الحملة الانتخابية حول التضخم اكثر مما تتمحور حول الهجرة تم على حساب الخضر الذين لا تعطيهم التوقعات اكثر من 11 الى 12% من الاصوات. واذا كانت كل الاحزاب تقر بضرورة تدخل الدولة لمساعدة الشريحة الاكثر عوزا في مواجهة ارتفاع الاسعار فإن الخلاف مستحكم بينها حول الحلول الواجب اعتمادها. فالحزب الاشتراكي الديموقراطي النمسوي يريد خفض الضريبة على القيمة المضافة المفروضة على المواد الغذائية الى النصف ويؤيده في هذا المطلب اليمين المتطرف. ومع تقديم الحكومة مساعدات جديدة الى العائلات المحتاجة وازالة الرسوم المفروضة على دخول الجامعات ستبلغ كلفة هذه الاجراءات في العام 2009 نحو 31 مليارات يورو يؤكد الاشتراكيون الديموقراطيون انه مبلغ يسهل تأمينه بفضل الفائض المجمع من ضرائب 2008. اما المحافظون فيريدون حلا قائما على اساس تعديل نظام الاعانات العائلية وهو حل اقل كلفة. وعلى صعيد الاتحاد الاوروبي ينقسم الحزبان الكبيران حول موضوع وجوب اعتماد الاستفتاء في المصادقة على المعاهدات الاوروبية المقبلة ولكن كليهما متمسك بالانتماء الى الاتحاد الاوروبي في حين يدعو اليمين المتطرف الى الخروج من الاتحاد الاوروبي. وتسبب المحافظون بهذه الانتخابات المبكرة بعد تبني الاجتماعيين الديموقراطيين موقفا مشككا في الوحدة الاوروبية اثر قرارهم طرح كل المعاهدات الاوروبية المقبلة للتصويت عليها في استفتاءات. ويرى عدد من الخبراء السياسيين ان عدم تمتع زعيم اليمين فيلهلم مولترر (53 عاما) بحضور قوي يشكل عائقا امام تبوئه المركز الاول. اما اليسار فقد اختار زعيما جديدا له هو فيرنر فايمان (48 عاما) الذي حل محل المستشار الفرد غوزنبوير الذي واجه انتقادات ناشطي حزبه لافتقاده الى الارادة الصلبة على رأس الحكومة الائتلافية. ومنذ بدء الحملة الانتخابية يتصدر فايمان وزير النقل والنائب المحلي السابق عن فيينا الذي لا تفارق الابتسامة وجهه قائمة المرشحين الى تبؤ منصب المستشار. وهيمنت على الحملة الانتخابية قضايا مكافحة غلاء الاسعار. وكان فايمان نجح في دفع البرلمان الى ان يتبنى في آخر جلسة له قوانين تقضي بخفض ضريبة القيمة المضافة المفروضة على الادوية والغاء الرسوم الجامعية وزيادة رواتب التقاعد. وللمرة الاولى سيشارك 183 الف شاب تبلغ اعمارهم 16 او 17 عاما في الاقتراع. وفتحت مراكز الاقتراع التي يبلغ عددها سبعة آلاف في جميع انحاء البلاد ابوابها من الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (005 تغ) حتى الساعة 0019 (0017 تغ). ويتوقع ان تصدر اول التقديرات لنتائج التصويت فور اغلاق مراكز الاقتراع. الا ان 279% من الناخبين طلبوا التصويت بالمراسلة ولن تنشر نتائج تصويتهم الا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر.