كشف طارق المخزومي، عضو المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والمسؤول عن الموارد الطبيعية والدراسات الاستراتيجية، أن نسبة امتلاء السدود على المستوى الوطني بلغت 39% بمخزون يقدّر ب922 مليون متر مكعب، وذلك بعد الأمطار الأخيرة التي شهدتها البلاد خلال ال24 ساعة الماضية. أمطار مفاجئة في جوان… وتأثيرات متفاوتة وأشار المخزومي، في تصريح لإذاعة "إكسبريس أف أم"، إلى أن هذه الأمطار الغزيرة نزلت أساسًا في ولايات نابل وتونس الكبرى وبعض معتمديات بنزرت، مؤكدًا أن هذه الكميات تُعتبر مفيدة للفلاحة عمومًا، رغم عدم وصولها إلى المناطق الشمالية الغربية مثل باجة وجندوبة والكاف التي تحتوي على أكبر السدود. تأثيرات الأمطار على الحبوب والقمح الصلب أكد المخزومي أن الأمطار لم تُسجل أضرارًا كبيرة على صابة القمح، إلا أنها تسببت في تأخير عملية الحصاد ليوم أو يومين نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة في الحقول. كما أشار إلى تأثير طفيف على جودة التبن الذي لم يُخزن بعد من قبل الفلاحين. وفي ما يخص القمح الصلب، أوضح أن بعض الحبات فقدت لونها الذهبي وتحولت إلى الأبيض بسبب ما يُعرف بظاهرة "la vivification"، لكنها سرعان ما تستعيد لونها الطبيعي خلال أسبوع تقريبًا، دون أن يؤثر ذلك على القيمة الغذائية أو السعر عند تسليمها إلى الشركات المجمعِة. ثمار الصيف والزياتين… الفائز الأكبر اعتبر المخزومي أن تأثير الأمطار على الخضر والغلال الصيفية كان إيجابيًا، حيث ساهمت في تقليص كلفة الري وتحسين الظروف العامة للإنتاج. كما لفت إلى أن هذه التساقطات سيكون لها تأثير كبير على إنتاج الزيتون في الموسم القادم، مشيرًا إلى أن البلاد قد تشهد صابة استثنائية من الزيت والزيتون خلال فصل الخريف. دعوة إلى الاستعداد المبكر ودعا المخزومي إلى ضرورة الاستعداد المسبق لجني الصابة في أفضل الظروف، وتسويق الإنتاج بطريقة منظمة، لا سيما في ظل التقدم في عمليات الحصاد في ولايات الوسط والجنوب، وبقاء بعض الولايات الشمالية على غرار الكاف وسليانة في المراحل الأولى من الجني.