إن القلب ليحزن و العين لتدمع على بلد يفعل هكذا بأبنائه, أما الشهيد فنفرح له ليقيننا الراسخ بأنه من أهل الجنة إن شاء الله و لا نزكي على الله أحدا.
و بعد تقديم التهاني و المواساة لنا جميعا والوطن الحبيب تونس و لأهل الشهيد و أصدقائه و على رأسهم الأخ المناضل زهير مخلوف , فإني أحيل هذا الخبر الذي هزني و الجمادَ من قبلي إلى أصحاب المربعات البيضاء و السوداء و ما بينهما من منهج بل مناهج ترد علينا من هنا و هناك من كافة المستويات و من تبعهم بإستسلام إلى يوم الدين.
هل ينفع مع هؤلاء منهج أو مربع أسود كان أو أبيض؟ مستطيل أو دائرة؟
ما بال القوم لا يعتبرون؟ أم تراهم يتعامون و يستغفلون.
كيف تبوبون يوم القيامة و يوم الحساب بل في أي خانة أو مربع تضعون هاته الجحافل من الشهداء و المرضى و السجناء و المفقودين و المحرومين من العمل و السكن و التعليم و التنقل بحرية و حتى التواصل الأسري ناهيك عن باقي الحقوق المدنية التي تكفلها كل الشرائع السماوية و الوضعية .
ماذا نقول للقوي العزيز عندما يسألنا عن سبب تقاعسنا على المطالبة بحقوق هؤلاء و أولئك و نصرتهم و الضرب على أيد الظلمة و عدم مداهنتهم ؟ هل نقول يا رب قد تشابهت علينا المربعات و الدوائر و المناهج كما تشابه البقر على بني اسرائيل.
لقد قالها لي أبي ذات يوم إن الطريق وعرة و المسافة طويلة ~ وكان قد خبرها قبلي~
و الرفاق أصناف فتزود فإن خير الزاد التقوى و الرجولة. ثم استطرد قائلا ليست الرجولة ذكورة، و ليست الرجولة مالا و لا جاها، وليست الرجولة شهادات أو ألقابا، وليست الرجولة طولا أو قصرا، وليست الرجولة بدانة أو نحافة، وليست الرجولة أنوثة أو ذكورة، و لكن الرجولة رجولة. الرجولة تحري الحق و الثبات على المبدإ و الكلمة، الرجولة يا ولدي أمانة، الرجولة يا ولدى شهامة، الرجولة شجاعة فلا تكن نعامة. الرجولة يا ولدى وقوف مع الجماعة و العمل على رصها, فإياك و شق الجماعة حتى لو خالفتهم أو خالفوك ساعة.
رحم الله شهيدنا شهيد الدين و الوطن و المبادئ و تقبله الله قبولا حسنا و ألهم أهله جميل الصبر و السلوان، وثبتنا الله على الدين و الحق بعده . آمين أهوى الحياة كريمة لا قيد **** لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي **** يغلي دم الأحرار في شرياني أنا لست أدري هل ستذكر قصتي **** أم سوف يعروها دجى النسيان أو أنني سأكون في تاريخنا **** متآمرا أم هادم الأوثان كل الذي أدريه أن تجرعي **** كأس المذلة ليس في إمكاني لو لم أكن في ثورتي متطلبا **** غير الضياء لأمتي لكفاني