نيويورك (الاممالمتحدة) (ا ف ب) -الفجرنيوز: انهى المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) الاربعاء في نيويورك يومين من المفاوضات حول مستقبل الصحراء الغربية من دون التمكن من تجاوز "الاختلافات القوية" بينهما بشأن النزاع المستمر منذ 32 عاما لكنهما اتفقا على استئناف المفاوضات في اذار/مارس. وقال بيان اصدره بيتر فان فالسوم الموفد الخاص للامم المتحدة الى الصحراء الغربية ان الطرفين واصلا خلال هذه المحادثات المغلقة في مانهاست في ضاحية نيويورك "التعبير عن اختلاف كبير في وجهات النظر حول المسائل الاساسية" لكنهما اتفقا على عقد جولة رابعة من المفاوضات من 11 الى 13 اذار/مارس المقبل في المكان ذاته. وعلى غرار جولات المحادثات السابقة التي اجريت في حزيران/يونيو وآب/اغسطس في مانهاست ايضا حضر مندوبون عن الجزائر وموريتانيا المجاورين الجلسات الافتتاحية والختامية وقد استشيروا خلال المحادثات. وترمي هذه المحادثات الى ايجاد حل يوافق عليه الطرفان لتسوية المشكلة المستمرة منذ 32 عاما. وفي كانون الاول/ديسمبر لوحت البوليساريو باستئناف الكفاح المسلح ضد المغرب اذا ما فشلت المفاوضات. واوضح موفد الاممالمتحدة ان الطرفين "ناقشا اجراءات لبناء الثقة من دون ان يتفقا عليها" واجريا كذلك محادثات حول "مواضيع اساسية كالادارة والصلاحيات والهيئات". لكن البيان اشار الى انهما "كررا تأكيد التزامهما ابداء الارادة السياسية والتفاوض بحسن نية كما يطالب بذلك مجلس الامن واتفقا على ضرورة ادخال العملية في مرحلة تفاوض كثيف تشهد مزيدا من التركيز على المسائل الاساسية". من جهة اخرى قال فان فالسوم انه ينوي التوجه قريبا الى المنطقة "لاجراء مشاورات معمقة" لتسهيل الاعداد لهذه المناقشات موضحا ان الاطراف المعنية رحبت بزيارته المقبلة. وقد ضم المغرب الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية السابقة في 1975. وناضلت البوليساريو المدعومة من الجزائر من اجل استقلال هذه المنطقة حتى عقد اتفاق على وقف اطلاق النار في 1991. وتطالب البوليساريو اليوم باجراء استفتاء حول تقرير المصير تحت اشراف الاممالمتحدة يترك للناخبين الصحراويين حرية الاختيار بين الالتحاق بالمغرب والاستقلال او الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ويتمسك المغرب باقتراحه القاضي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره السبيل الوحيد الذي يؤدي في رأيه الى "سلام الشجعان". وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ان مجلس الامن وصف عرض بلاده بمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا واسعا بانه اقتراح "جدي ويتمتع بالصدقية لدفع العملية قدما باتجاه الحل". واوضح ان المجلس حث في تشرين الاول/اكتوبر على اجراء محادثات مباشرة ومكثفة بين الطرفين "مع الاخذ في الاعتبار الجهود التي يبذلها المغرب منذ العام 2006". وقال الفهري "نتمنى ان يتحقق ذلك خلال الجولة المقبلة. المغرب قام بخطوة كبيرة. وننتظر من الطرف الاخر ان يقوم بالمثل". لكن رئيس فريق البوليساريو التفاوضي محفوظ علي بيبا اعاد تأكيد التزام وفده "باستفتاء حر وعادل لتقرير المصير يعرض على ارادة الشعب الصحراوي الحرة خيار الاستقلال الذي تدافع عنه البوليساريو وخيار الحكم الذاتي المعروض من المغرب". ورحب بالاتفاق على جولة رابعة من المحادثات لكنه حث الطرف المغربي على "التخلي عن سياسة الامر الواقع وعن عزمها فرض حل احادي الجانب". وكان مجلس الامن حث في 15 تشرين الاول/اكتوبر الطرفين على الاستمرار في المحادثات التي تراعاها الاممالمتحدة "من دون شروط مسبقة وفي حسن نية ..بغية التوصل الى حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين".