صادق البرلمان الايطالي يوم الاربعاء 15 أكتوبر الجاري، على مسودة مشروع - قدمه حزب رابطة الشمال حليف برلوسكوني في الحكومة الايطالية - ينص على احداث "فصول جسور" أو ما يطلق عليه في ايطاليا ب " Classi Ponte" و تتعهد بموجبه الحكومة على احداث فصول دراسة خاصة بأطفال الأجانب المقيمين بايطاليا اذ يشترط على كل من يريد أن يسجل في المدارس الحكومية أن يكون ملم بالحد الأدنى من اللغة الايطالية اضافة الى المامه بالثقافة المحلية و الجهوية لمقر اقامته كما اشترط احترام الديانة و الثقافة للبلد المظيف ( و كأن الأطفال يعوا معنى الاختلاف الديني) و ايمانه بالمبادئ الديمقراطية و علل رئيس كتلة رابطة الشمال في البرلمان "روبارتو كوتا" هذا القانون بالصعوبات التي تعترض المدرسين من جراء وجود أطفال مهاجرين لا يحسنون الايطالية و هو ما من شأنه أن يعرقل العملية التربوية على حد زعمه، غير أن المعارضة شككت بل اتهمت الحكومة بالتميز العنصري حيث صرحت "موسليني" رئيسة اللجنة البرلمانية للطفولة بأن هذا القانون هو "اجراء ذا طابع عنصري" كما اعتبر "كازيني" رئيس البرلمان السابق أن هذا القانون هو فظيحة في ايطاليا و أضاف أن هذه الخطوة ستأدي مستقبلا أن يرسم الطفل المهاجر على قميصه حرف "ا" في اشارة الى الحرف الأول من كلمة مهاجر بالايطالي ( Immigrato ). و اعتبرت مجلة " عائلة مسيحية" ( Familgli Cristiana ) ( لسان حال الفاتكان ) أن هذا القانون هو جواب خاطئ لمشكلة حقيقية تتمثل في دمج الأجانب، متسائلة في نفس السياق "كيف يمكن لطفل عمره بين خمس و ست سنوات أن يحترم تقاليد البلد و خصوصيتها الدينية اضافة الى تنوعها النفسي و الثقافي؟" و يظيف الكاردنال "سكولا" بأن الاختلاف هو غنا للبلد و الا سنجد أنفسنا أمام مجتمع منقسم الى اثنين واحد كامل الحقوق و ثان بأقل الحقوق" على حد قوله. و قد ختمت المجلة مقالتها بالاشارة الى أنه في الستينات عندما هاجر الجنوبيون الى مدينة "نوفارا" لم يطلب منهم أحد أن يدرسوا الثقافة النوفارية أو العادات النوفارية ( في اشارة الى مسقط رأس رئيس كتلة رابطة الشمال في البرلمان صاحب المشروع "كوتا") و انما طلب منهم دراسة اللغة الايطالية فقط. هذا و تجدر الاشارة الى رابطة الشمال برئاسة بوسي قد طرحت عدة مشاريع منذ تحالفها في حكومة برلوسكوني و لعل أهمها هو بصمات أطفال الغجر و الذي اعتبره الاتحاد الأوروبي ذو طابع عنصري، اضافة الى بعض مشاريع بصدد الانجاز كأن يصبح اقامة الأجانب بالنقاط أو مسودة مشروع بناء المساجد و الذي من شأنه أن يمنع مستقبلا اقامة أي مسجد في ايطاليا بل تصبح المساجد المتواجدة مهددة بالغلق ( لعلنا نعود الى مشروع القانون في الأيام القادمة ان شاء الله). و لا يخفي المسلمون في ايطاليا مخاوفهم من هذا القانون الذي سيدفع يالأطفال الى الانكماش و التقوقع بدل الاندماج و الانفتاح على المجتمع الذي يعيشون فيه. و في معرض تقليله من ردة الفعل الشديدة اعتبر رئيس الوزراء "برلسكوني" أن هذا المشروع "لا يحمل أبعادا عنصرية و هي فكرة منطلقة من حسن نية" على حد تعبيره و أضاف "أنه يجب دراسة اللغة الايطالية ثم تأتي بعد ذلك بقية المواد". رضا المشرقي / ايطاليا المصدربريد الفجرنيوز