أعلنت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" أنّ سفينة جديدة، تُقل وفداً برلمانياً دولياً، ستنطلق من ميناء قبرص البحري مساء الجمعة المقبل (7/11) لتصل قطاع غزة صباح السبت، لتكون بذلك ثالث رحلة من نوعها لكسر الحصار في غضون ثلاثة أشهر. وقال الدكتور عرفات ماضي، رئيس الحملة، في تصريح له من بروكسيل اليوم الثلاثاء، إنّ الوفد البرلماني الذي سيكون على متن سفينة "الكرامة" مكوّن من ثلاثة عشر برلمانياً من عدة دول أوروبية هي بريطانيا وإيطاليا وتركيا وسويسرا واسكتلندا وأيرلندا. ويمثل هؤلاء الوفد البرلماني الدولي المكوّن من 53 نائباً برلمانياً دولياً، الذي لم تسمح مصر بدخوله إلى غزة عبر معبر رفح، إلى جانب ناشطي سلام وحقوقيين. وأوضح الدكتور ماضي، أنّ السفينة الجديدة لكسر الحصار، التي سيكون على متنها إعلام غربي، ستنطلق من ميناء لارنكا القبرصي يوم الجمعة المقبل في الخامسة مساءً بتوقيت قبرص، مشيراً إلى أنّ هذه الرحلة تمّت بالتعاون ما بين "الحملة الأوروبية" وحركة "غزة حرة"، التي نظّمت رحلة سفينة "الأمل" التي وصلت غزة يوم التاسع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت. وستحمل هذه السفينة، بحسب القائمين عليها، طناً من الأدوية، إضافة إلى المعدات الطبية النادرة لتشخيص وعلاج أمراض العظام، وذلك بتنسيق بين الحملة الأوروبية ووزارة الصحة الفلسطينية في القطاع. ولفت رئيس "الحملة الأوروبية" النظر إلى أنّ السفينة ستبقى في قطاع غزة، كما هو مقرّر، لمدة ثلاثة أيام، وستنظم خلالها عدة زيارات تفقدية للاطلاع على الأوضاع في غزة المحاصرة للسنة الثالثة على التوالي، وعلى آثار الحصار التدميرية على كافة النواحي، لا سيما الطبية والإنسانية والتعليمية. وشدّد الدكتور ماضي على أنذ "الحملة الأوروبية" ماضية في جهودها حتى "كسر الحصار الظالم والمدمر على قطاع غزة"، داعياً إلى ضرورة "تفعيل الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية والعمل من أجل هدف وواحد وهو كسر الحصار بكافة الوسائل المدنية والسلمية"، كما قال. وكانت السلطات المصرية قد رفضت السماح لوفد برلماني دولي مكوّن من ثلاثة وخمسين نائباً، هم من بريطانيا وأيرلندا والسويد واليونان وإيطاليا وسويسرا واسكتلندا والبرلمان الأوروبي وغيرها، وكذلك من دول شمال أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومن الدول العربية كالسعودية والجزائر والكويت واليمن والأردن والسودان ومصر، من الدخول إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح الحدودي. من جهة أخرى؛ اعتبر الوفد البرلماني الدولي قرار السلطات المصرية الرافض للسماح للوفد البرلماني بدخول قطاع غزة من خلال معبر رفح، بأنه مثّل إهانة لهؤلاء النواب وشعوبهم التي يمثلونها. وقال اللورد نظير أحمد، رئيس الوفد البرلماني الدولي، في مؤتمر صحفي عقدته "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" في البرلمان البريطاني الاثنين (3/11)، "إنه بالرغم من الرفض المصري؛ فنحن مصرّون على الذهاب إلى قطاع غزة للاطلاع على الأحوال الإنسانية الصعبة، حتى عن طريق البحر مع كل المخاطر التي تحيق بالرحلة". بدوره؛ أشاد الدكتور عرفات ماضي رئيس الحملة الأوروبية، خلال المؤتمر الصحفي، بشجاعة النواب "الذين يخاطرون بحياتهم ويتحدون الصعاب والتهديدات الإسرائيلية من أجل الوصول إلى قطاع غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره. وقال ماضي "إنّ التحركات البرلمانية الدولية تأتي في إطار تحركات أوسع للحملة الأوروبية للتضامن مع الشعب المحاصر، وتعبيراً عن رفض مثل هذا الحصار الجائر الذي يمثل جريمة حرب ضد البشرية". من جانبها؛ ندّدت البارونة جيني تونغ، بالحصار المفروض على قطاع غزة للسنة الثالثة على التوالي وما تسبب به من آثار مدمرة لمختلف مناحي الحياة في القطاع. وقالت تونغ "إنّ ما يحدث في قطاع غزة مأساة إنسانية"، مشيرة إلى أنّ "هدفنا هو التضامن مع الشعب المحاصر والعمل على إنهاء الحصار بشتى السبل". أما النائب البريطانية كلير شورت، وهي وزيرة التنمية الدولية السابقة؛ فاستهجنت من جانبها الرفض المصري لدخول الوفد البرلماني الدولي إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح، واعتبرت ذلك بأنه "شكّل إهانة لثلاثة وخمسين نائباً برلمانياً دولياً ومن يمثلونهم"، وقالت "نحن سنجتمع مع ممثلي الشعب الفلسطيني المنتخبين ديمقراطياً".