حاول حوالي 150 مهاجرا من دول افريقية فجر أمس الاثنين اقتحام السور الفاصل بين الأراضي المغربية ومدينة مليلية التي تحتلها اسبانيا وتقع شمال المغرب، في حين تستمر مأساة الهجرة السرية بوصول قارب من افريقيا الغربية إلى جزر الخالدات وعلى متنه عشرات المهاجرين وجثتا آخرين فارقا الحياة. وهكذا، فقد فوجئت قوات الأمن الإسبانية فجر أمس بمجموعات من المهاجرين مسلحة بسلاليم تحاول اجتياز السور السلكي الفاصل بين مليلية والمغرب بحكم أن الوصول إلى هذه المدينة التابعة إداريا لإسبانيا يعني عدم الطرد نحو المغرب ويعني بدء المسلسل الطويل للحصول على بطاقة الإقامة، والأمر نفسه مع مدينة سبتة الواقعة في أقصى شمال المغرب وتحتلها اسبانيا كذلك. وتؤكد مصادر حكومية من مليلية أنه نظرا لحدة هجوم المهاجرين الذين لم يترددوا في استعمال الحجارة ضد قوات الأمن، اضطرت هذه الأخيرة إلى استعمال الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع حتى تمنع تسرب أي مهاجر. ولم يتسنّ التأكد من الرواية الرسمية في غياب أعضاء الجمعيات الحقوقية وإن كانت بعض الجمعيات قد أعلنت فتح تحقيق للتأكد من هذه الأخبار لا سيما وأن هناك جرحى بين المهاجرين وجرحى بين أفراد الأمن من شرطة وحرس مدني. وتمت السيطرة على الوضع بعد تدخل قوات الأمن المغربية من الجانب الآخر من السور الفاصل بين مليلية وباقي الأراضي المغربية، حيث جرى اعتقال بعض المهاجرين الأفارقة الذين يُجهل مصيرهم الآن، وإن كان الرأي السائد هو طردهم نحو دولهم. يذكر أن المهاجرين بدأوا يحاولون التسرب إلى مليلية منذ أسبوعين في أعقاب انهيار جزء من السور الفاصل بين الأراضي المغربية ومليلية نتيجة الأمطار الطوفانية التي شهدتها المنطقة. وعمليا تمكن البعض منهم من وصول مليلية في حين فشل الباقي. وتبقى هذه العمليات الجديدة دون عمليات الاقتحام الكبيرة التي شهدتها المنطقة ما بين آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر 2005، حيث حاول الآلاف من الأفارقة الدخول إلى سبتة ومليلية، مما جعل قوات الأمن المغربية والإسبانية تفتح النار عليهم بين الفينة والأخرى، وخلف ذلك مقتل 14 مهاجرا وإصابة المئات بجروح. وتستمر مآسي الهجرة السرية، حيث وصل أمس قارب إلى جزيرة هيرو في أرخبيل الخالدات وعلى متنه 123 مهاجرا في وضع صحي متدهور، إذ مباشرة بعد الوصول توفي اثنان نتيجة التعب والإرهاق في رحلة امتدت قرابة 20 يوما من سواحل السنغال إلى جزر الخالدات الإسبانية، في حين يوجد 14 آخرون في وضع صحي خطير للغاية، جرى نقلهم إلى مستشفيات جزر أخرى. وتعتبر جزر الخالدات المعروفة باسم جزر الكاناري أيضا قبلة للمهاجرين الأفارقة خلال الثلاث سنوات الأخيرة التي يقصدونها بقوارب تتجاوز سعتها 150 شخصاً وأحيانا تصل إلى 300 شخص. 11/11/2008 مدريد 'القدس العربي' من حسين مجدوبي