كل عام وفي مثل هذا اليوم نحاول أن نلملم ما في الذاكرة من صور ومشاهد ,ونختزل ما في خفايا الكواليس ومطابخ الساسة من محتويات قد يكون البعض منها جميلا ومشرقاً,والبعض الآخر أسوء من السوء نفسه ,قد نبكي من فرط الألم ,وقد نضحك حتى الثمالة دونما نبيذ ! فلا تعجبوا ولا تندهشوا فلو عادت بكم الذاكرة والذكرى إلى تلك السنين التي كان الثوار فيها يبذلون النفس والأهل والولد من أجل الوطن لعرفتم ماذا أعني بذلك ؟ بداية الفدائي الثائر الذي يحمل وطنه في كل خطوة وفي كل كلمة يتفوه بها وعن وعي وإدراك بأنه الوطن الأم ومن أجله تهون الصعاب لتمنيتم أن تعود عجلة الزمان لتلك الحقبة المقدسة . عظماء شهداء ثواراً رحلوا , وبقي الوطن أمانة معلقة في رقاب الحكماء فهل من مجيب لداعي الحكمة والرشاد ؟ هاهو القائد الشهيد الوليدالرضيع الذي فطم على حب الوطن وتاق بكل جوانحة بأن يصلي في بيت المقدس وأن يحتضن التراب ويموت شهيداًوهو قابضاً بكفية حفنة من تراب الاقصى المبارك ومعفرأ بتراب الأرض الطهور مصلاه وقالها يريدونني إما أسيراً أو طريداًأو قتيلاً وأنا اقول لهم بل شهيداً شهيداً شهيداً........ نلت ما تمنيت من شهادة أبا عمار فلتحلق روحك مرفرفة فوق القدس في محاصل الطير ولتنشد ترانيم الدعاء بحرية الوطن وسلام الأرض المباركة الطهور بكامل الأرض ووحدة الشعب كما كنت دوماً,مجمعاً لا مفرقاً موحداً ورفيقاً بكل أبناء شعبك المؤيد منهم والمعارض وكنت تسمو دوما فوق الصغائر وتعلو فوق الهمم بإباء وشمم كنت القائد والمعلم والأب الحنون فكم هو الفراق صعب وكم هو الحزن عميق لفقدك أبا عمار, فهلا بقيت بروحك عوناً لرفقاء دربك ليكملوا المشوار حتى يتحقق الحلم ويكملوا المشوار ؟ الخامس عشر من تشرين الثاني 1988يوم أعلنت بسم الله وباسم الشعب نعلن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف , تقت لتحقيق كامل الإستقلال والتحرير وسعيت بكل جهد مضني وبكل السبل لتحقيق الهدف والحلم لم تكن يوماًممن لم يؤمن بحتمية النصر والسلام وبشتى الظروف ورغم كل العراقيل ولكنك استطعت أن تحصل على اعتراف أكثر من 105دولة صديقة بتحقيق هذا الوعد . ثابرت وناضلت بكل ما هو ثمين لديك لم يهمك العدو وتهديده, رفعت غصن الزيتون وطلبت أن لا يسقطوا غصن الزيتون من يدك بل زرعت البلاد بشجرة الزيتونة المباركة وتمنيت على أبناء شعبك السعي الحثيث للنضال بالحوار والسلام قبل الدم والبندقية , وكان شعا ر البندقية تزرع والعمل السياسي يحصد متواصلاً,تجلت الحكمة والنبوغ لديك في كل المراحل الحرجة والصعبة ولكنك استطعت أن تحقق الكثير من الإنجاز من أجل قيام دولة فلسطين بسلطة وطنية معترف بها وتمثيل للسفراء في دول عديده ,وكان أكثر ما يهمك هو شعبك ,الصغير قبل الكبير والمعارض قبل النصير والصديق . وها نحن اليوم نمر على هذا اليوم مرور المثخن بالجراح ويذرالملح على الجراح وقد نتساءل هل سيذهب ما أنجزته سدى وتذروه رياح الفتنة وعبث العابثين ,وهل نبعد عن مواصلة الدرب للتحرير بتثاقل الخطى وبشتات الحواروتغيب الوحدة ,وبتحميل الأوزار كل للآخر ,أم سنتعالى بهمم الأحرار ونسموا فوق الصغائر لان همنا ليس ماذا جنيت أو ماذا امتلكت أو من أنا ومن أنت ؟ نحن أبناء فلسطين جميعاً أبناء الجاسر ولن يسعده الشقاق بين الأشقاء بمرقده , لم يصنف يوماً شعبه لا بتصنيفات ولا شيع ,كان السباق إلى المبادرة بالخير وكنت ممن ويؤثرون على أنفسهم ,لن نستطيع تعداد حسن مناقبك لكثرتها ولكننا نتمنى أن يعم السلام أرض الرباط ويتحقق الحلم بوحدة أبناءك ونعود كما كنت فينا لتهنأ في جنان النعيم وتقر عينا . ويعاهدك الثوار الأحرار بنصرة الدين الحق والاستقلال الشامل ولنحقق بقية الرؤيةالتي تبنيت ,و لن يضيع الحق عند أصحاب الرأي الرشيد فلتنهض أبا عمار ولتعانق الشهب . وسيرفع شبل من أشبال فلسطين أو زهرة من زهراتها علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس , فلا تحزن ما زال نبض شعبك متقداًوبوصلة الحق لن تغيب حتى إعلان تمام قيام الدولة الفلسطينية ,وتحلو أحلام الصغار بعمل الثوار العظماء , فهلا بني قومي وعروبتي سعيتم لتحقيق الوحدة واكتمال الحلم وصنتم فلسطين وشعبها من اغتيال وعد بحلم التحرير والاستقلال على درب العظماء حتى النصر .