(CNN)-الفجرنيوز: بعض الأمهات يخترن ما ترغبن من طعام لتقديمه لأطفالهن، في حين أن هناك أمهات يخترن من بين أطفالهن من سيأكل ويتركن البقية لتموت، بالطبع جوعاً. هذه الأمور باتت حقائق، وليس مجرد أحاديث متداولة لا أساس لها من الصحة، وهي موجودة في مناطق تعاني من المجاعة، مثل هاييتي، بحسب باتريشيا وولف، المديرة التنفيذية لمنظمة الدواء والغذاء للأطفال. وتقول وولف إن الشعب في هاييتي يتوق للحصول على المواد الغذائية، بل هناك العديد من الأمهات اللواتي ينتظرن لتسمية مواليدهن الجدد، لأن كثيراً من هؤلاء الرضع يموتون بسبب نقص التغذية. وتضيف أن هناك أمهات ينجحن في إبقاء أطفالهن على قيد الحياة بتقسيم حصص الطعام فيما بينهم، في حين لا تجد بعض الأمهات بداً من اختيار البعض منهم ليعيشوا، والبعض الآخر ليموتوا، بسبب النقص في الغذاء. وتقول وولف: "أنه لأمر مرعب حقاً، عليهن أن يخترن من بين أطفالهن من ينبغي أن يموت ليحيا الآخر." وكان العالم قد شهد هذا العام الكثير من أحداث العنف بسبب الغذاء، بما في ذلك مصر والهند. وتشير إحصائيات منظمة برنامج الغذاء العالمي إلى أن طفلاً واحداً يموت جوعاً كل ست ثوان، فيما يقتل الجوع حالياً من الناس كل عام أكثر من أي شيء آخر كالحروب والكوارث الطبيعية. تعتقد وولف أنه من الممكن الانتصار على الجوع، ذلك أن منظمتها نجحت في إنتاج وجبة غذائية، أطلقت عليها اسم "ميديكا مامبا"، الغنية بالطاقة والمؤلفة من زبدة جوز الهند، لتأمين حياة الأطفال في هاييتي وإبقائهم على قيد الحياة. وتقول إن المسألة تحتاج إلى الإرادة فقط، مشيرة إلى أن ما تقوم الحكومة الأمريكية بتنفيذه في "وول ستريت"، أي خطة الإنقاذ المالي. وتضيف ساخرة: "لا يوجد لدينا المال الكافي لإقامة بنى تحتية أو بناء مدارس، ولكن فجأة أصبح لدينا كل ذلك المال من أجل وول ستريت!" ويقول مؤلف كتاب "نهاية الغذاء"، بول روبرتس، إن الكثير من الناس، وعلى مستويات مختلفة، باتوا يدركون الآن أن النظام الغذائي العالمي بصورته الحالية لن يمكنه الاستمرار، وسيصل إلى نهاية محتمة. ويضيف روبرتس أنه في كل مرة يقضم فيها أمريكي لقمة من قطعة رحم أو هامبورغر فإنه يساهم بزيادة الجوع في العالم، مشيراً إلى أن الأزمة ستتفاقم طالما أن العديد من الدول بدأت تعتمد على الطريقة الأمريكية في الطعام، في إشارة إلى الوجبات الغنية باللحوم. ويوضح أن الوجبات الغنية باللحوم تستهلك الكثير من الحبوب والموارد الأخرى بهدف إنتاج المزيد من اللحوم. وقال إنه إذا واصلت دول العالم الأكل على الطريقة الأمريكية فإن الكوكب سينهار، فهناك دول لا يمكنها ذلك، مثل الصين. على أن من الأمور الأخرى التي تزيد من حدة الجوع العالمي، والتي تم توثيقها: ارتفاع أسعار النفط، ما جعل عملية الحصاد مكلفة للغاية، وكذلك السماد وعمليات التخزين وتوزيع المواد الغذائية. أضف إلى ذلك زيادة معدلات الجفاف والأعاصير في العالم، والتي تقضي على المحاصيل الغذائية، إلى جانب استنزاف المواد الخام كالمياه و والنفط والأراضي الصالحة للزراعة.