في وقت ازداد فيه الإهتمام بالإسلام وبرسوله صلى الله عليه وسلم يقام في مدينة ميونيخ بجنوب المانيا معرضان حول الإسلام: المعرض الأول تحت عنوان "معجزة الخَلْق: معرض المخطوطات الإسلامية" وتشرف عليه مكتبة ولاية بافاريا بميونيخ في الفترة من 16/09/2010 إلى 5/12/2010 وفيه مختارات من المخطوطات الإسلامية باللغات العربية والفارسية والتركية القديمة، أي المكتوبة بالحرف العربي، التي جمعتها المكتبة منذ تأسيسها في منتف القرن السادس عشر. وتعد مكتبة ولاية بافاريا أهم مكتبة في هذه الولاية وواحدة من أهم المكتبات الجامعية في أوروبا، وقد خولتها مجموعتها الغنية من المخطوطات بأكثر من 45 لغة لتكون بين أفضل مكتبات الأبحاث في العالم. أسست المكتبة سنة 1558 لتكون مكتبة بلاط الدوق ألبريخت الخامس وكانت تحتوي على مجموعتين من المخطوطات الشرقية وأعمال لكتاب معروفين تتناول علوم اللاهوت والفلسفة والقضاء، وازدهرت بعد ذلك بفضل انضمام العديد من المجموعات الخاصة إليها خاصة مجموعة السياسي والمستشرق يوهان ألبريخت فيدمانستر (15061557) وبجموعة إتيان كاترمير (17821857) التي أثرت المكتبة بشكل كبير إضافة إلى جهد المكتبة المتواصل في شراء المخطوطات الإسلامية في القرن الأخير خاصة بعد أول معرض أقامته حول المخطوطات الإسلامية سنة 1910 ومن بين المخطوطات المعروضة نجد مصاحف للقرآن الكريم وكتب أدعية وحكم ودواوين شعرية وغيرها ومن مخطوطات المصاحف المعروضة نجد مثلا مصحف السلطان مراد، ولعله مراد الثالث لأن تاريخ المخطوط يعود إلى 15621574 ، كما نجد مصحفا من الذهب ومصحف آخر يعود إلى تاريخ حصار العثمانيين لفينا وهو مكتوب بالعربية والتركية إلى غيره من المصاحف. ومن الدواوين الشعرية نجد مثلا مخطوطة لديوان المتنبي تعود إلى سنة 1516 ومخطوطة لديوان الشاعر الفارسي الكبير حافظ الشيرازي إضافة إلى مخطوطة لكتاب الأغاني تعود إلى سنة 1216 ومخطوطة لتعليق قام به المترجم إسحاق بن حنين على كتاب هيبوقراطيس وتعود إلى تاريخ 1079 م وتوجد مخطوطة لمائة موعظة للإمام علي كرّم الله وجهه قرأت على الصفحة المفتوحة للعرض حكما مثل: "لا كرم أعز من التقى"، أو "الجزع أتعب من الصبر"، أو "في كل جرعة شرقة ومع كل أكلة غصة" وهذه الجملة الأخيرة هي الحكمة التي اختارتها إدارة المعرض وحلت بها جميع لوحات المعرض ولافتاته الإشهارية.
وأما المعرض الثاني فهو يحمل اسم "التسامح الديني، الإسلام في سلطنة عمان: الإسلام المعاش في مجتمع عربي معاصر" وتشرف على المعرض وزارة الشؤون الدينية لسلطنة عمان ويمتد من 25/09/2010 إلى 12/10/2010 بمكتبة جاستايك بميونيخ وهو معرض متجول عرض لحد الآن في مجموعة من المدن الألمانية منها لودفيجزهافن وافنبورج ودورتموند. ويهدف المعرض إلى التعريف بالإسلام عامة وبالإسلام المعاش في سلطنة عمان ويحتوي المعرض على 20 معلقة تناولت موضوعات مختلفة منها التعايش الديني لمختلف الأديان في عمان والإسلام المعاش في عمان ودور المرأة إضافة إلى التعريف بالقيمة المركزية للقرآن عند المسلمين والتعريف ببعض مبادئ العقيدة الإباضية. وتوجد بالعرض أيضا مجموعة من المخطوطات للقرآن الكريم بعضها كتب بماء الذهب وكذلك نسخة للرسالة التي وجهها الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 629 م إلى ملكي عمان جيفر وعبد ابني الجلندى ويدعوهما فيها إلى الإسلام.