افتتح بطرابلس الليلة الماضية معرض المصحف الشريف الذي تنظمه الهيئة العامة للكتاب التابعة للجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية وذلك بمناسبة مرور ربع قرن على الإنتهاء من كتابة افتتح بطرابلس الليلة الماضية معرض المصحف الشريف الذي تنظمه الهيئة العامة للكتاب التابعة للجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية وذلك بمناسبة مرور ربع قرن على الإنتهاء من كتابة مصحف ليبيا الذي خط فيه العقيد معمر القذافى بيده لآخر كلمة في سورة الناس بالمصحف وهي كلمة " والناس" ليلة القدر اخلال عام 1983 .
وحضر الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة الدكتور محمد نجل العقيد القذافي أمين الهيئة العامة للإتصالات ، ونورى الحميدى أمين اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام ، ومنسق القيادات الشعبية الإجتماعية بشعبية طرابلس، وأمين عام جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ومندوبو الكنائس المسيحية في ليبيا.
كما حضره شيخ المقاريء المصرية " الشيخ أحمد المعصراوي " وعدد من العلماء والباحثين المسلمين من كل من نيجيريا ، والنيجر ، ومالي ، وتشاد ، والسنغال ، وعدد من رؤساء البعثات السياسية لدى ليبياومن حفظة القرآن الكريم والمثقفين والمهتمين بهذا المجال . وأفتتح أمين عام جمعية الدعوة الإسلامية العالمية الدكتور " محمد الشريف " هذا المعرض بكلمة أبرز فيها الرعاية والإهتمام الذي توليه الثورة والقذافي لقضايا الإسلام والمسلمين وحرصها الدائم على الإهتداء بهدي القرآن الكريم .
وأكد أنه من هذا المنطلق أصبح القرآن الكريم ينظم حياة المجتمع الليبي ويؤسس لإنطلاقة إسلامية فيها رسالة تحمل الخير والبشرى ليس للمسلمين في كل أنحاء العالم فقط بل للناس جميعا . وبين كيف تتجلى في القرآن الكريم صورة الدعوة الحقة التي تجمع الناس على طريق الصدق والسلام .
وشدد على أن الإنسانية في هذا العصر الذي يعج بالعدوان وبالكراهية وبمحاولة احتواء الإنسان لأخيه الإنسان لمصلحة ثقافة معينة أو ثقافة أخرى ، تحتاج إلى هذه الوقفة الحقيقية الصادقة التي أرادها الله لنا جميعا .
وقام الحضور بجولة داخل أجنحة المعرض مستمعين إلى شروح ضافية حول روايات المصحف الشريف المختلفة وخطوطه وزخارفه وأحجامه وطباعاته واللغات التي ترجم إليها ، والمخطوطات التاريخية ومراحل نسخ طباعاته المكتوبة والناطقة .
ويركز المعرض على إبراز الإهتمام والرعاية التي توليها الثورة لحفظة القرآن الكريم وللمنارات العلمية المنتشرة في مختلف أنحاء ليبيا.
ويسهم في التعريف بمختلف روايات المصحف الشريف وخطوطه وزخارفه وأحجامه وطبعاته واللغات التي ترجم إليها ،وبالمخطوطات التاريخية للمصحف الشريف وبمراحل نسخ وتطوير طباعته مكتوبا ومنطوقا .
كما يسهم في التعريف بحفظة كتاب الله من الطلبة الليبيين المتفوقين في المسابقات المحلية والدولية التي تقام في العديد من الدول العربية والإسلامية .
ويسعى أيضا إلى تحفيز أصحاب المخطوطات التاريخية للمصاحف الشريفة والخطاطين بخلق روح التنافس الشريف بينهم وتشجيع روح المبادرة لديهم لبذل المزيد من الجهد والوقت في هذا المجال . وتعود المصاحف المطبوعة المعروضة بأجنحة المعرض تعود إلى سبع روايات هي ( حفص ، وورش ، وقالون ، وحمزة ، والدُوري ، وقُنبل ، شُعبة ) وهي مختلفة الخطوط والطبعات والزخارف .
ويتم عرض المصاحف المطبوعة في ليبيا وفي كل من المغرب ، وتونس ، والجزائر ، ومصر ، وسوريا ، والأردن ، والعراق ، واليمن ، ولبنان ، وعُمان ، وفلسطين ، وتركيا ، وإيران ، والباكستان ، والبوسنة ..
ويصل عدد لغات المصاحف الشريفة المعروضة المترجم إليها القرآن الكريم إلى ما يقرب من مائة لغة منها اللغات الإنجليزية ، والفرنسية ، والإيطالية ، والروسية ، والمالطية ، والأوردية ، والصينية ، والفلبينية .
كما يضم المعرض مئات من التسجيلات الصوتية لعدد من القراء من ليبيا ، ومصر ، وسوريا ، والعراق ، وتونس ، والمغرب ، وإيران .. ويخصص ضمن الجناح الرئيس بالمعرض ركن خاص لمصحف الجماهيرية بمختلف طبعاته وأشكاله .
كما يضم المعرض أجنحة للمصحف المخطوط و للمصحف المطبوع و لصور المساجد والمنارات ، وجناح يشتمل على نفائس مخطوطات المصحف وأندر المصاحف المطبوعة ، وركنا خاصا بالمصحف المسجل وآخر لكتب التفسير .
إلى جانب أجنحة للمؤسسات التي خدمت القرآن الكريم مثل جمعية الدعوة الإسلامية العالمية وإذاعة القرآن الكريم والهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة ، وجمعية واعتصموا للأعمال الخيرية .
ويشتمل البرنامج العام للمعرض على عدد من المحاضرات من بينها محاضرة عن ( رحلات القذافى الجهادية) ومحاضرة عن ( دور الطرق الصوفية في نشر الإسلام بإفريقيا ) .
وسيعقد ضمن فعاليات المعرض مؤتمر علمي بعنوان ( القرآن : ذلك الكتاب لاريب فيه ) بمشاركة علماء وأساتذة وباحثين من ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وسوريا .
وسيخصص المحور الأوّل للمؤتمر ل ( تاريخ القرآن ) من حيث نشأة وتطور القراءات القرآنية ، ومن حيث رسم المصحف من حيث تعليل ظواهر الرسم العثماني ، وصلة القرآن الكريم بعلوم العربية ( النحو ، الصرف ، الأصوات ) ، وصلة القرآن الكريم بعلوم الشريعة ( الفقه ، التفسير ) .
وسيخصص المحور الثاني ل ( مسألة الإعجاز ) ويتناول مفهوم الإعجاز والتحدي ، ومظاهر الإعجاز القرآني في الجوانب البيانية والتشريعية والعلمية والعددية . أما المحور الثالث فسيخصص ل ( لغة القرآن ) . وسيبحث المحور الرابع موضوع ( القرآن وثقافة الإنسان ) . ويتناول القرآن وثقافة الحوار ، والثقافة القرآنية في زمن العولمة ، والملامح الإنسانية في الثقافة القرآنية .