صدر مؤخرا ضمن سلسلة عالم المعرفة كتاب "التلامس الحضاري الاسلامي الاوروبي" للدكتور إيناس حسني، وهو فى الأصل يتضمن كتابين هما الأصول الفكرية وخصائص الفن الاسلامى، ثم تأثير هذا الفن فى الفن الأوروبي بكل معطياته ومدارسه، حتى الحديث منها. الآثار الإسلامية الأولى التي نجدها في بناء قبة الصخرة، والمسجد الأموي والقصور الصحراوية، دليل واضح على مدى استفادة العرب المسلمين من الحضارات القائمة، بل واستيعابها خلال فترة وجيزة. ووفقا للسيد نجم بصحيفة "البيان" الإماراتية فقد عبرت الموازنة بين التجسيد الجمالي والبساطة، في فنون العمارة الأموية الأولى، وما تلاها فى الآتي: التنوع فى شكل الأقواس.. توافر الحيز أو الفضاء الداخلي.. الجمع بين الهدوء وتدفق أو توفر الضياء.. كما تلاحظ الجمع بين الاستقرار والحركة المتاحة السهلة داخل البناء. كما صاحبت الزخارف والرسوم، تلك الأبنية، سواء بالمساجد أو القصور، بل أصبحت تلك الزخارف العنصر البارز فى الفنون الإسلامية.. بينما استفاد الفنان الاسلامى بكل عناصر الطبيعة من حوله، بتكوين مبتكر جديد، يتولد من اشتباكات قواطع الزوايا ومزاوجة الأشكال الهندسية لتحقيق الجمال الرصين. لقد عبر الفن الاسلامى عن ملامحه وخصائصه من خلال عدد من التناولات. ففي فن الكتابة والخطوط.. يمكن القول أن جوهر الفن الاسلامى هو انعكاس للكلمة القرآنية. وقد تخلى هذا الجوهر (في الشعر والرسم والموسيقى) على مبدأ التكرار. أي تكرار أشكال معينة تتخللها تحويرات وتغييرات مفاجئة تعارض الخلفية المنظمة. أما فن الرقش أو التوريق (الأرابيسك)، فهو يشمل زخرفة أشكال نباتية، وعملا متشابكا يسير وفق نظام هندسي صارم. وقد درس بعض الباحثون ما وجدوه فى سمراء من زخرفة لورق العنب، فيقولون بتطورها على نحو مفاجئ لتتخذ شكلا لولبيا، ثم يعزون ذلك إلى هيمنة النفوذ التركي فى البلاط العباسي آنذاك. أما ما يلاحظه المشاهد من تشابك يعتمد على وحدات هندسية داخل دائرة، فانه ينمو وفق مبدأ الشكل النجمى المتعدد الرؤوس (المثمن والمسبع..) وهو ما يعنى تكرار الشكل الذي فى داخل الدائرة فى وحدات زخرفيه أخرى، وبالتالي تنتج تصاميم متنوعة. وفى المقرنصات التي هي الأشكال المعمارية، هي تكوينات تجريدية تجلت فيها فكرة الإيقاع والسكون، وقد استخدمت في قباب الأبنية، والحركة والسكون فى المقرنصات يتأتيان من ذلك التقابل ما بين القبة والأرضية، وهو ما يرمز للتقابل ما بين السماء والأرض. وأخيرا يبدو توظيف الضوء فى الفن الاسلامى، من منطلق القدسية الخاصة لمعنى الضوء. فالضوء غير قابل للتجزيء، ولا تتغير طبيعته بامتزاجه بالألوان.. والظلام لا يبدو مرئيا إلا من خلال تقابله مع الضياء أو الضوء.. "الم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا، ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا"(الفرقان،45-46). ليس أدل على عمق ورسوخ جوهر الفن الاسلامى، أكثر من تأثر الفن الغربي ببعض ملامحه، حتى طغى جوهر الفن الاسلامى على أعمال فنان مجرى شهير "فيكتور فازاريللى" الذي اعتمد على فن الرقش الاسلامى، واستمد منه فكرة "الفن البصري". مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1045&t=جديد "عالم المعرفة" حول تلامس الإسلام وأوروبا&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"