أكّدت مصادر قضائية أنّ فرنسا تعتزم محاكمة مدوِّن متطرف صوّر نفسه وهو يحرق نسخةً من القرآن الكريم، بتهمة الحضّ على الكراهية الدينية ضد الإسلام. ويظهر المدون- وهو ثلاثيني من بيشهايم قرب ستراسبورغ شرق البلاد- في مقطع الفيديو الذي بثّ على الإنترنت، جالسًا في بيته وعلى وجهه قناع يمزّق صفحات من المصحف ويصنع منها طائرات ورقية، ثم أخذ يقذف الطائرات إلى صندوقين مقلوبين رُتّبا بحيث يمثلان بُرْجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك، قبل أن يحرق المصحف في شرفته. وقد اعتقلت الشرطة الفرنسية المدوّن المتطرف بعد أن تمكنت من التعرف عليه من خلال رقم هاتفه الظاهر في الصور، ليواجه عقوبة بالسجن تصل إلى خمس سنوات. كما ذكر جيل ديلورم نائب مدعي ستراسبورغ أن المتهم أعلن مسؤوليته الكاملة وقال: إنه "ليس يمينيًا متطرفًا"، مضيفًا أنه "في فرنسا يستطيع أن يحرق المصحف تمامًا مثلما يستطيع حرق كتاب عن الدُّبّ ويني دون أن يخشى أي عواقب". ولم يقدم المدون أي تفسير لِمَا قام به حسب ما ذكره ديلورم، لكن القضية تندرج ضمن سلسلة من أعمال التخريب المناهضة للسامية وللمسلمين في المدينة منذ مطلع العام الجاري. ومن جهته، قال مجلس مسلمي فرنسا خلال ردّ فعله على إساءة المدون: إنّه سيقدم شكوى ضده، لكنّه دعا المسلمين في فرنسا إلى "اليقظة ومواجهة هذه السلسلة من الاستفزازات بهدوء".