وصل الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الأربعاء إلى الجزائر في زيارة رسمية هي الأولى له تستمر ثلاثة أيام بدعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وقال بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية "إن هذه الزيارة التي تندرج في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين اللذين يربطهما تصريح الشراكة الإستراتيجية الموقع بموسكو في إبريل/نيسان 2001 ستسمح لرئيسي البلدين ببحث التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول قضايا الساعة الإقليمية والدولية". وأضاف البيان أنه "من المقرر أيضا خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاقات ثنائية تخص مجالات مختلفة". ويرافق الرئيس الروسي وفد هام يتكون من أعضاء من الحكومة ومسؤولين من الفدرالية الروسية ومن رجال أعمال سيشاركون في المنتدى الاقتصادي الجزائر الروسي وفي معرض للمنتجات الروسية سيتم تنظيمهما على هامش هذه الزيارة. وشهدت علاقات البلدين ما بين 2006-2008 أزمة صامتة بسبب صفقة شراء 34 طائرة ميغ 29 المتطورة، والتي اكتشفت وزارة الدفاع الجزائرية بعد تسلمها لدفعة أولى تتألف من 15 طائرة تمّ فحصها بدقة من طرف خبراء عسكريين بأن بعض مكوناتها قديمة ومستعملة، وهو ما أثار غضب الرئيس الجزائري الذي أمر بإرجاعها على الفور وإلغاء الصفقة. ولم تهدأ الأمور بين البلدين إلا بعد أن منحت موسكوالجزائر صكا لتعويض الطائرات. وقد شملت الصفقة العسكرية الضخمة التي أثارت مخاوف قوى إقليمية، شراء 28 طائرة مقاتلة من طراز"سو-30 أم كيه إيه" و 34 مقاتلة من طراز "ميغ 29 - آس آم تي" و 16 طائرة للتدريب من طراز "ياك 130" وأربعة أنظمة للصواريخ أرض جو "آس 300- بي آم يو – 2" و 38 صاروخا أرض - جو "بانتسير" و185 دبابة من طراز "تي 90 سي". ومن بين أهم المؤسسات والشركات الإقتصادية الروسية التي ترافق مدفيديف في زيارته، رئيس شركة "غاز بروم" عملاق صناعة الغاز في العالم، ألكسي ميلر. وسبق أن وقعت "غاز بروم" العام 2006 مع شركة "سوناطراك" الوطنية عملاق صناعة النفط والغاز في الجزائر، على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنقيب واستغلال ونقل النفط والغاز، بالإضافة إلى تطوير خطوط أنابيب نقل الغاز، وتحويل وتكرير الغاز الطبيعي والنفط وتسويقهما في الجزائر وروسيا ودول أخرى. وسيقام طيلة فترة زيارة الرئيس مدفيديف أول معرض للشركات الإقتصادية والمنتجات الروسية في الجزائر. وقال السفير الروسي بالجزائر، ألكسندر إيغوروف، أن الشركات الروسية مستعدة للعمل بالجزائر وفق قواعد الشراكة الجديدة التي حددتها الحكومة الجزائرية. واضاف أن حوالي 70 شركة روسية ستشارك في المعرض تعمل في 25 مجالا صناعيا فضلا عن انعقاد منتدى الأعمال الجزائري الروسي بمشاركة حوالي 120 رجل أعمال روسي. يذكر أن قيمة المبادلات بين الجزائر وروسيا بلغت ملياري مليار دولار العام 2009، إلا أن المبادلات التجارية غير العسكرية تقدر ب500 مليون دولار، بينما بلغ حجم التبادل في الشهور الثماني الأولى من العام الحالي 700 مليون دولار.