نفت وكالة المغرب العربي للأنباء ما بثته وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) من مكتبها في الجزائر عن تعرض أجانب لسوء معاملة بمطار مدينة العيون على يد عناصر من قوات الأمن. وقالت وكالة المغرب "أن هذا الخبر نفته السلطات المحلية بالعيون نفياَ قاطعاَ، وأنه بمثابة سقطة مهنية وأخلاقية مدوية وقعت فيها وكالة الأنباء الفرنسية، بل أن ترويج الفرنسية لهذه الأكاذيب تكون قد هوت، ربما في غفوة أو سهو من هيئة تحريرها المركزية إلى منحدر سحيق إلى جانب أبواق الدعاية التي كانت سائدة في أنظمة غابرة ولت غير مأسوف عليها". وأضافت أن العالم اكتشف أن مكتب وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) بالجزائر تحول إلى بوق للأكاذيب التي تروجها الجزائر وصنيعتها البوليساريو، خاصة أن هذا الخبر المزعوم لم تتناقله أي وسيلة إعلام أخرى. وتابعت وهي في حيرة من بث الأخبار الكاذبة، أنه ودون قليل من الخجل، أو ربما بكثير من سوء النية من قبل مراسل الوكالة الفرنسية بالجزائر العاصمة، نشرت (أ ف ب)، "خبرا مسموماَ"، دون أن تتحقق من عناصره، ومن صدقيته، ومن أهدافه المبيتة، علماَ بأنها تتوفر على هيئة تحرير كبيرة بمكتبها في الرباط، بل أكثر من ذلك، تتوفر على مراسل في مدينة العيون، المكان المفترض لوقوع الحادث المفترض. وأشارت إلى أن سلوك الوكالة الفرنسية هذا يدعو إلى الاستغراب والتساؤل، كيف يقع حدث من هذا القبيل في مدينة مغربية دون أن يكون لمراسل (أ ف ب) بها، علم به؟، كيف يقع ذلك دون أن يأخذ مكتب الرباط علماَ به وتغطيته، إذا لزم الأمر؟، وهنا لا يخرج الأمر عن تفسيرين لا ثالث لهما، إما ينبغي اعتبار عدم تغطية الحدث المفترض من مكان وقوعه المفترض تقصيراَ مهنياَ من المراسل ومن المكتب على السواء، وهو ما نستبعده تماماَ، ولكن نترك على كل حال لوكالة (أ ف ب) البث فيه، وإما أن شيئا لم يقع على الإطلاق، وهذا هو الصحيح، فتكون الوكالة قد بثت كذبة كبرى، وهذا ما حدث فعلاَ. وتعجبت وكالة المغرب، إذ كيف لم يخطر على بال الصحفي من الجزائر أو على رئاسة التحرير، أن يطبقا أبسط المعايير الصحفية وهي مراجعة أكثر من مصدر للتحقق من الأحداث قبل نشرها، كيف لم يخطر ببالهما مراجعة زملائهما في العيون وفي الرباط للتوضيح والتأكد، كيف لم يخطر ببالهما الاتصال بالطرف الآخر، وهو هنا، السلطات المغربية، للتحقق لديها في الموضوع، خاصة وأن الأمر يتعلق بكذبة تسيء للحقيقة، قبل كل شيء، إساءة كبيرة، طبعا لا يمكن أن يخطر ببال أحد أن تغيب هذه القواعد المهنية البسيطة عن ذهن صحفيي وكالة عالمية كبرى، إلا إذا كان الهدف هو الإساءة وترويج الأكاذيب عن سبق إصرار وترصد. وهنا يمكن للمرء أن يتساءل مرة أخرى، هل أضحت الإساءة إلى المغرب، بنشر مثل هذه الأكاذيب، عنصراَ ثابتاَ في الخط التحريري لوكالة (أ ف ب)؟، هل تشويه الحقائق حول قضية المغرب الوطنية يندرج ضمن مواقف مسبقة ومبيتة ضد المغرب؟، أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى مواقف بعض صحفييها الذين لا يتورعون، بين الفينة والأخرى، في نشر ترهات وأكاذيب حول المغرب ؟. وقالت وكالة المغرب أنه بالأمس القريب، جاء إلى مدينة السمارة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود المفتش العام لما يسمى شرطة "البوليساريو" في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، وفي ندوة صحفية أمام ممثلي وسائل الإعلام المغربية والدولية، أدلى مصطفى سلمى، بشجاعة وجرأة برأيه حول مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، وأكد أن هذه المبادرة تعتبر الحل الوحيد لقضية الصحراء. وقد شكل هذا التصريح تحولاَ جذرياَ، كونه جاء من داخل "البوليساريو"، الذي ما إن يتخلص أطره وقياديوه من مناخ القمع الذي يكبت أنفاسهم حتى يصدحوا بمثل هذه الحقيقة، غير أن وكالة (أ ف ب) لم تعط هذا الحدث الأهمية المهنية التي يفرضها، ولم تتابع بما يكفي من الاهتمام أيضا ردود الفعل التي خلفها هذا الحدث، خاصة وأن ولد سيدي مولود، تعرض للاختطاف من طرف مليشيات "البوليساريو" فوق التراب الجزائري، كما أنها لم تعر لردود الفعل الصادرة عن هيئات ومنظمات دولية، خاصة في مجال حقوق الإنسان، التي نددت بهذا الاختطاف واعتبرته عملاَ منافياَ للقوانين والمواثيق الدولية. واختتمت وكالة المغرب بطرح عدة تساؤلات وهي، هل كل عدم الاهتمام هذا ناتج عن ضعف في الرؤية أم عن نقص في الحس المهني أم هي الأيادي الخفية التي تستعمل نشرة (أ ف ب) بوقا للدعاية وترويج الأكاذيب حول المغرب؟.