انقرة- رد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الخميس على الانتقادات التي وجهتها إسرائيل لبلاده بسبب قرارها استبعاد إسرائيل من مناورات جوية مقررة في تركيا، مؤكدا إن بلاده لا تتلقى تعليمات من أحد. وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي عقده قبيل توجهه في زيارة رسمية إلى بغداد أود أن يعلم الجميع بأن تركيا دولة قوية تتخذ قراراتها بنفسها وتركيا لا تتلقى تعليمات من أي كان لاتخاذ قراراتها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول للأنباء. وأفاد أردوغان إن تركيا اقترحت إما تأجيل المناورات أو إجرائها بدون إسرائيل، في قرار ناتج عن اعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية. وقال إن أي سلطة سياسية ملزمة بالأخذ بمطالب شعبها ورأيه .. لا يسعني تجاهل مطالب شعبي، أنها مسألة صدق. وكان مسؤولون إسرائيليون أعربوا عن قلقهم بعدما قررت أنقرة إلغاء المناورات الجوية التي كان من المقرر أن تبدأ الاثنين الماضي في سهل كونيا بوسط تركيا بمشاركة الطيران الإسرائيلي، ورأوا فيه رغبة لدى أنقرة بالابتعاد من حليفها الإسرائيلي. وتجري هذه المناورات سنويا منذ العام 2001. وتوترت العلاقات بين إسرائيل وتركيا في الأشهر الأخيرة بعد الانتقادات غير المسبوقة التي وجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إسرائيل بسبب العدوان الهمجي على قطاع غزة الشتاء الماضي والذي أسفر عن أكثر من 1400 شهيد، كما ذكرت مصادر طبية فلسطينية. وتفاقم الوضع الأربعاء مع إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان استدعاء السفير التركي في إسرائيل للاحتجاج على بث التلفزيون العام التركي مسلسلا اعتبرت إسرائيل انه يشجع على كراهية الدولة العبرية. وعرضت نشرات الأخبار الرئيسية المسائية في إسرائيل الأربعاء مقتطفات من المسلسل التليفزيوني الذي يصور الجنود الإسرائيليين وكأنهم ساديون يقتلون الأطفال مع سبق الإصرار والترصد. ويظهر أحد المشاهد جنديا يقترب من فتاة فلسطينية وهى تقف وظهرها للحائط في أحد الأزقة فيما تبدو وكأنها مدينة في الضفة الغربية. ويرفع الممثل الذي يقوم بدور الجندي سلاحه ببطء وينظر بتصميم إلى الفتاة التي كانت تبتسم ببراءة ثم يطلق النار علي صدرها من على بعد أمتار قليلة. ويظهر مشهد أخر جنودا إسرائيليين يقتلون طفلا رضيعا عند حاجز على إحدى الطرق. ويظهر مشهد آخر رصاصة بالتصوير البطيء تطارد صبيا يفر في الوقت الذي يقوم فيه الجنود بتفريق مظاهرة بالذخيرة الحية، وتصيب الرصاصة الصبي في الظهر ويسقط على الأرض. وقال بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وصف عرض هذا المسلسل بأنه (تحريض خطير) للغاية ضد إسرائيل، وأنه تم تحت رقابة حكومة أنقرة. وتركيا، الدولة التي يدين سكانها بغالبيتهم الكبرى بالإسلام غير إن نظامها علماني، هي الحليف الأساسي لإسرائيل في المنطقة منذ وقع البلدان اتفاق تعاون عسكري في 1996، لكنها تقيم علاقات وثيقة مع الفلسطينيين.