موقف حدث معي أردت تدوينه كشهادة من امرأة أوروبية تتحدث عن الحالة المؤسفة التي آلت إليها واحة قابس.. جارتي سويسرية في العقد السابع أو الثامن من عمرها تعبر عن شعورها بالحزن عن قابس. استوقفتني قائلة : · صباح الخير يا سيدي · صباح الخير سيدتي · بلغني أنكم من تونس · نعم سيدتي · أنا ذاهبة غدا إلى بلدكم · أه جميل تونس بلد جميل · أنا صديقة تونس وأحب تونس كثيرا,من أي مدينة أنتم؟ · من قابس في الجنوب التونسي · أنتم من قابس لا تذكرني بقابس,أنا حزينة من أجل قابس ,لقد ذهب جمالها لقد كانت جنة من الجنان . تصور سيدي إني أزعم أن لا مثيل لواحة قابس في العالم ,البحر الواحة الصحراء ولكن أين أوديتها ؟ أين خرير المياه ؟ أين زقزقة العصافير؟أين؟وأين؟ وأين؟ لقد ذهب كل شيء من قابس,اخر مرة زرت فيها قابس تعود إلى عشرين سنة,ذهبت مع زوجي وابنتي وصديقها. يا ليتني لم أزرها,نزل زوجي وصديق ابنتي إلى البحر وبعد خروجهم شعرا بحرقة في أجسادهم في البداية تصورنا أنهم سبحا قرب أحد الحيوانات البحري و لكن بعد اشتداد الحالة ,قررنا الذهاب إلى الطبيب ,وبدون تردد أخبرنا أنهم تعرضوا لمادة كيميائية ويبد أنها من فواضل المركب الكيمائي. · استوقفتها لأقول لم تعد الواحة تفي بالغرض وخرجت من الدائرة الاقتصادية وكان لزاما على الدولة أن تجد مواطن رزق بديلة ؟ · ردت بانفعال: سيدي هذا كلام لأقبله ولا يقبله عاقل في الدنيا ,ألا يوجد مكان أخر ؟ لماذا يحاول الإنسان الإساءة للطبيعة ؟ لو قامت فرنسا بهذا الشيء لقلنا فرنسا بلد استعماري ولا يهمها مصلحة البلاد, لماذا لا يحتج المواطنون ويطالبون بإصلاح ما أفسده السياسيون. عجيب أمر تونس مركبات سياحية ضخمة,فنادق من أرقى طراز في جربه الحمامات سوسة... ,ولكن في المقابل لا تجد شيء.. قطارات بدائية , سكك الحديد,الطرق السريعة,مستوى العيش مازال متدنيا إلى أبعد الحدود,أعذرني سيدي هذا شعوري عبرت عنه لأني أحب تونس وشعبها وأتمنى له كل الخير. ودعتها وأنا أقول في نفسي أه لو يسمعك أمن الدولة ماذا سيفعلون بك؟ستكونين متآمرة وستمنعين من زيارة تونس . قالت لي نفسي متحدية : شعورها أرقى من شعورك رغم أنها ليست تونسية ,قلت كذبت ورب الكعبة يعلم الله أني أحب تونس أحب الأرض والهواء والإنسان,أحب كل ذرة تراب فيها ,أحبها من جنوبها إلى شمالها ومن غربها إلى شرقها أحب البحر رغم فساوته وأحب الصحراء رغم شدة حرارتها وشدة بردها. جريمتي أني رجل حر لا يقبل الظلم ولو من أقرب الأقربين.. أهوى الحياة كريمة لا قيد لا .... إرهاب لا استخفاف بالإنسان فإذا سقطتُ سقطتُ أحمل عزتي .. يغلى دم الأحرار في شرياني فتحي حاج بالقاسم 17-10-2010