لأني أحبّك قررت الانسحاب.. قررت الخروج في هدوء دون سؤال.. دون تعنّت.. دون تعسّف أو انتظار.. لأني أحبك أحتاج الانفراد مع نفسي لأرد لها بعض ما أضاعته من أحلام.. ربما ستصفني بالغباء.. أو ستصفني بكل أوصاف الجحود والنكران.. لكن لا.. فبداخلي لازال نبضك يحرّكني ولازال عشقك يغريني.. وبين تراتيل غرامنا الجميل مازال حبّك يستهويني ويلهمني الحسّ الرهيف.. لكن ما عساي أفعل بدفء أحضانك وقلبي تمزّقه الرياح وتتقاذفه نسائم الخريف.. بين أغوار نفسي اشتعلت نيران عشقك سنوات وسنوات لكن أبدا لم يمتد لهيبها إلى صدري فيمنحني متعة الاحتواء الجميل. هكذا أنا ملهمي.. تارة أحن وأشتاق وطورا تتجرّد منّي كلّ مفردات الهوى حتى الانسلاخ.. إنه التيه.. إنها رحلة الضياع.. فلا تكرهني على حبّك فهو بارد أبرد من ليالي شتاء نيسان الطويل.. ولا تجعل مني صورة حلوة تتأملها يوما ثم ترمي بها بين أدراجك ليلفها حبل النسيان المتين.. لا يا حبيبي.. أنا ما خلقت لأكون سلوى تشبع بها روح الطفولة داخلك.. ما خلقت لأكون جسرا ممتدا يربطك بعالم الرجال حيث تتاح حرية التعبير. أنا لست كغيري من النساء يغريني دخان سجائرك المتناثر وتلهبني نسائم أنفاسك الحارقة الممتدة مع الهوى اللطيف.. كلا أنا امرأة نادرة من زمن نادر.. امرأة تحب دون مقابل كالأرض العطشى تنتشي فرحا وتزهر عبقا إذا داعبتها حبات المطر فترتوي حتى الثمالة.. هكذا أنا أيها الحبيب البعيد.. أحب أن أتغير في اليوم وفي الغد الجديد.. أحب أن تكون لي السند والرفيق.. الأب الحنون والوطن الأمين.. لا رجلا أرافقه بين الحين والحين ليبادلني الكلام وأعطيه من عمري أحلى الأعوام وأعذب السنين.. وكم وددت حبيبي لو بقيت معك المزيد لكن للأسف الشديد فحبّك لا يتشكل أبدا فهو صلب قاس أقسى من قبضة الحديد. * سعاد العبيدي (حي ابن خلدون تونس) *** قصيدتان: 1) العبور إلى خارج الأسوار أكتب باسم الشفاه المهجورة التي تقطر كلاما... باسم العيون المحفورة التي تنزف أحلاما... باسم العقول المسعورة التي ترفل أوهاما... باسم المواليد «المقبورة» تحت وطأة الظلم والظلام إني سأعبر إلى هناك إلى خارج الأسوار يدفعني صراخ العذارى المرتفع في الفضاء يدفعني نوح السلام ووؤد الحقائق بكاء الجياع وأزقة الضياع سأعبر على جسور من موتى وأحياء على خطّ النار والحرية والفداء على قوس الثورة كي لا أسقط.. كما سقط أحبائي لأرفع راية الحق وأشهد خلف الأسوار مولد أطفال أحرار ومطلع فجر بلا قرار 2) لن تدفن مدن النار من أنتم يا سادتي حتى تسيروني من أنتم يا قادتي حتى تقيدوني لم تغتصبون البسمة من شفتي لم تقتلون الكلمة في حلقي لم تسحبون أرضي من تحت قدمي متى كان لكم سلطان على العربي تمهلوا.. اسمعوني.. أنصتوا لي لو بترتم يدي سينطق لساني ولو قطعتم لساني سيشع نور عيني ولو فأقتموها سينفجر قلبي وعقلي براكين ثورة ومدن دفينة إنكم تحركون رمادا تتوقد النار تحته سترتفع مدائن النار وجدرانها سأقول لا بطريقة ما.. ولكن حتما ويوما سأقولها.. أنا عربي شرس حين تظلموني أتحوّل إلى وحش لأكسر القيود.. لو قيد تموني فالنيران لا تخمد بداخلي والمدن الدفينة في أعماقي لا ولن تهدم.. * منى الورغي (بنزرت) *** أوتار الفجيعة بدايات الصباح مزّقتها وأهديت شظاياها لشاعر يرقص على أوتار الفجيعة أرى «يوسف» يداعب أنثى ذئب تتمطى، تتراخى على أوتار الفجيعة أرى موتى يصنعون بالتين والزيتون لحود قبورهم وأرى غمامة سوداء تهدي السماء عصافير ظمآى باحثة عن أوتار للفجيعة أرى خيولا تصاعد بلا أجنحة وطفلة تداعب حلمة أمها.. .. لبؤات أهدت للطبيعة صغارها.. ونامت في العراء ... وتتساقط سويعات الشتاء رذاذا على شفاه طفلة فقدت كلّ التواريخ وراحت تصنع بالأمواج قاربها.. وبزبدة الأمواج مجدافها.. وأراها تجوب بحار العالم، باحثة عن أوتار أخرى للفجيعة.. * عايدة بن رمضان (حمام الزريبة) *** لم تعدل الحياة بيننا من رحم الحياة ولدنا وإلى رحم الأبدية سنعود غير ما كنا ولدنا لكن الحياة لم تعدل بيننا لأن في قرارة نهايتها عدل يا بني أمي لمَ لا نكون.. عادلين؟ كما سنكون.. متساوين؟ يا بني أمي، تطرق أبوابكم في ليالي الصّقيع لا تفتحون، ولكنكم تسخرون تسخرون ممن سهر يكافح الظلام يدور في الأزقة عن طعام تتساءلون «كيف لا ينام» «يا بني أمي لأن الحياة غير عادلة» نحن نبكي وأنتم تضحكون نحن نعدل وأنتم تظلمون نحن نفي وأنتم تخونون فإلى متى سنظل نبكي للقمر وأنتم تستهزؤون؟ لا تسخرون فمازال في أوطانكم متسولون مازال في أوطانكم جياع ومازالت في قلوبنا غصص وشجون والزمان من حولنا يمر من حولكم إنسان، يناجي الليل يروي ما حلّ به من أحزان للفضاء الأسود تسخرون وتقولون «مجنون» وتسألون «لماذا لا ينام» * فاطمة السهيلي (بوحجلة) *** إلى مجهول لم أكن أعرف إنني دونت ذكرياتي في كتاب يجهل التاريخ وكتبتها على صفحاته البالية. لم أكن أعرف انني احتفظت بلوحاتي رسومي في خزانة من نار فتحترق كل صورة زاهية لم أكن أعرف أنني نائمة في ظلمة قاتمة انني مسافرة البحر بعاصفة هوجاء قاتلة. آه.. ها هو زفير قطار الزمن يستيقظ الذاكرة فشكرا أيها القوم وألف شكر. لقد علمتموني كيف؟ ألعب بالنار ولا أحترق كيف؟ أسكن بالبيوت الخالية علمتموني التمثيل ونظّم القصيدة وكتابة الخاطرة وداعا أيها القوم لن أموت لهجركم حزنا ولن أنسى من أنا لكن سأبقى أهلا للوفاء وللجميل لست ناكرة. * عواطف عاتي (سدي بوزيد) *** ردود سريعة * شيماء الرنتيسي باجة: شكرا على مشاعرك تجاه «الشروق» ننتظر منك نصوصا أخرى ودمت صديقة «لواحة الابداع». * فاتن ب بوعبد اللّه: أمل ضائع وشوق وصرخة قلب مكسور فيها نفس شعري جميل. ننتظر منك نصوصا أكثر تماسكا أو نضجا. * خالد صفاقس: «ضاق صدري» ننتظر أفضل منها. دمت صديقا وفيا لواحة الابداع. * نجيب الجلاصي القيروان: ننتظر قصائد أفضل من «الخائنة» مرحبا بكل مساهماتك في «واحة الابداع». * علي الفزعي غار الدماء: شكرا على مشاعرك تجاه «الشروق» ننتظر منك نصوصا أخرى. * معز العبيدي سوسة: المقال الذي وصلنا فيه أفكار معقولة لكن تضمّن عددا من الأخطاء. مرحبا بك في نصوص أخرى. * أسماء التيس تطاوين: «آه يا أحزان» ننتظر أفضل منها ودمت صديقة لواحة الابداع. * نادية برج العامري: «حديث» فيها ومضات شعرية جميلة اكتبي على وجه واحد من الورقة ودمت صديقة ل»الشروق».