الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (قي سنتها ال33 من وجودها القانوني=10 سنوات قبل مجيء نوفمبر) فرع قليبية/ قربة (في السنةال5 من الحصار البوليسي الظالم وغير القانوني المضروب عليه=18سنة بعد مجيء نوفمبر) إصبري،سيدتي الفاضلة،فإنك تدفعين ضريبة الحرية علينا جميعا
على إثر التصريحات التي أدلت بها، لقناة الجزيرة،يوم 26/10/2010، الأستاذة عفاف بن نصر( المُعَطّلة عن العمل والسجينة الطلابية، السابقة، لمدة سنتين ونصف، في قضية كلية "رقّادة"/ القيروان1994/، وزوجة الصحفي الفاهم بوكدّوس، الذي، بحكم عمله الصحفي، نقل صورا عن التحركات الشعبية في منطقة الحوض المنجمي،وبثتها وقتها قناة الجزيرة. ويقضي في السجن محكوميته بأربع سنوات، وهو مريض بالربو وصحته تتدهور باستمرار، مما جعل نقله بين الحين والآخرمن السجن إلى المستشفى ضرورة لازمة، وبالتالي فإن إعادته من المستشفى إلى السجن، تزيد في اعتلاله وتدهور صحته، علما وأن المحافظة على صحته وتوفير الظروف الملائمة لذلك حق من حقوق الفاهم بوكدوس، وحقوق كل إنسان، ومن واجب المصالح السجنية المسؤولة عن الفاهم بكدوس، قانونيا، أن تحافظ على صحته وحياته. وما سجلناه ساقا في حق بوكدوس، هو ما صرحت به زوجة بوكدوس لقناة الجزيرة، وهي قناة عربية وليست صهيونية، ومن حق كل زوجة أن تدافع عن زوجها، وأن تبحث له بكل وسيلة أن تخفف عنه وتجعل الآخرون يتعاطفون معها ومعه، ويساندونها ويساندونه في المجتمع المدني، التعددي، الديمقراطي، المتحضر. لكن هذه السيدة الفاضلة تتعرض إلى الضرب، ومِمّن ؟ من المحافظين على الأمن وهم الشرطة، وبالطبع لن يتجرأ شرطي على ارتكاب هذه الجريمة الإرهابية البشعة، لو لم يًدُسْ على مشاعره الإنسانية ويخنق قلبه، بدفْع قاهرٍ ممن هم أقوى منه وأكبر، ونعني به الضباط الكبار الذين ينزلون عليه تعليماتهم اللاقانونية الجائرة والجاهلة، الآمرة بضرب امرأة بريئة، وغير مسلحة. فماذا يكون من هذا السيد الآمر، لو تعرضت زوجته أو ابنته لما تعرضت إليه السيدة عفاف بن نصر زوجة المواطن، الفاهم بوكدوس، من إعتداء إجرامي أثيم من ِقبل مجرمين آثمين( مع تأكيدنا على استحالة أن يحدث مثل هذا الإجراء لزوجات الآمرين وبناتهم لوجود الفوارق الإجتماعية والوظيفية، التي لا تخفى على أحد)؟ لكن السيدة بن نصر هي زوجة المناضل بوكدوس، وليست زوجة لأحد الآمرين. ولأنها كذلك، وتعرف مَن هي بالضبط وأنها ليست في مجتمع مدني،تعددي، ولا ديمقراطي، ولا متحضر( وإن كان متحضرا لما فعل حكامه هذه الأفعال الدنيئة التي لا يقول بها شرع ولا قانون ولا ذوق ولا إحساس إنساني، ولا إجراء مؤسّساتي. فقولو بربكم من أنتم لتعاملوا شعبنا، الطيب، هذه المعاملة الحيوانية القاسية، التي صارت غير مقبولة عند المتحضرين، لا على البشر ولا، حتى، على البقر؟ ثم من نحن لنرى ونسمع كل هذا وتفرضوا علينا أن نخنق ألسنتنا ونغمض أعيننا؟لا، ومليون لا، لمثل هذه الممارسات البوليسية ضد شعبنا، ونرى من واجبنا أن نفضحها في أي مجال نجده، وفي أي قناة نجدها، ولن نكون مسيئين إلاّ للمجرمين االذين لا إحساس لهم ولا قانون، فهل هذا الذي يحدث لبوكدوس وزوجته وغيرهما من أبناء الشعب التونسي، طلبة وتلاميذ وصحفيين وأساتذة وغيرهم يتوافق مع"لا قهرَ بعد اليوم"، أي بعد السابع من نوفمبر، وتكون هذه ال" لا" غير نافية للجنس؟.أما أنتِ ، أيتها السيدة الفاضلة" بوكدوس" فلا عزاء لكِ إلاّ الصبر الجميل، لأنك تقومين، أنت وأمثالك، نيابة عنا جميعا، بتقديم ضريبة الحرية، وسيكون لك وسامها الوهّاج الذي توشّحين به صدرك وصدر تاريخك، وتاريخ النضال المجيد، كما سيكون للمجرمين، المعتدين على حقوق الناس وحرياتهم، وصمة عار تلطخهم وتمسحهم من ذاكرة التاريخ وذاكرة أبنائهم، والأمثلة القريبة والبعيدة معروفة.ونحن في فرع قليبية لا تملك إلاالتعاطف معك ومع زوجك ومع كل الحراروالمضطَهَدين في كل أنجاء العام، دون تمييز بجنس ولا بعرق ولا بدين ولا بلغة ولا بتاريخ، ولا بجغرافيا، فالمجد كل المجد للمناضلين في سبيل الحق والحرية والعدالة، والعار كل العارللمجرمين، أعداء الحرية والإنسانية. قليبية في 27/10/2010 رئيس الفرع عبد القادر الدردوري