فجر رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة الإصلاح الوطني جمال صوالح قنبلة من العيار الثقيل بدعوته المؤسسين إلى مؤتمر استثنائي يعيد النظر في قيادة الحزب واستراتيجيته، وقال صوالح خلاله زيارته أمس لمقر الشروق إنه يدعو 25 مؤسسا لحركة الإصلاح لحضور المؤتمر الاستثنائي الذي أصر على أنه سينعقد قبل نهاية ديسمبر الداخل، وكشف جمال صوالح لأول مرة أن المؤتمر الاستثنائي لن يعترض على عودة الشيخ عبد الله جاب الله إلى قيادة الحركة إذا رغب هذا الأخير في استئناف العمل السياسي. جاءت تصريحات جمال صوالح لتضفي المزيد من التعقيد على وضعية حركة الإصلاح الوطني التي لم تتعاف إلى حد الآن من أعراض انشقاق 2007 الذي انتهى بإبعاد جاب الله من قيادة الإصلاح بعد معركة قضائية مثيرة، وقال جمال صوالح إن اللائحة التي أقرها المؤتمر الأول للإصلاح القاضية بإبعاد جاب الله واثنين من مقربيه من الحزب لا تطرح إشكالا لأن القانون الأساسي ينص على أن كل المؤسسين أعضاء في المؤتمر. لا أحد يستطيع سحب الثقة مني إلى ذلك أبدى جمال صوالح استخفافا بقرار سحب الثقة منه، وهو القرار الذي اتخذ خلال دورة مجلس الشورى قال صوالح إن المكتب الوطني استدعاها عشية العيد في غياب عدد كبير من الأعضاء بالإضافة إلى رئيس المجلس نفسه، وفي سياق دفاعه عن أحقيته برئاسة مجلس الشورى قال جمال صوالح إن استدعاء مجلس الشورى يتم عن طريق رئيس المجلس أو ثلثي أعضائه، أو ثلثي أعضاء المكتب الوطني وهذا أمر لم يتم، وأضاف أنه تفاجأ بدعوة لحضور دورة مجلس الشورى الوطني، وقال إن الدعوة وصلته على شكل رسالة نصية قصيرة عشية العيد من شريحة هاتف مجهولة لديه، ثم سمع بعد ذلك بقرار سحب الثقة منه، وأضاف أنه بالإضافة الى إجراءات استدعاء المجلس - التي اعتبرها غير شرعية- قال جمال صوالح إنه لا يوجد في القانون الأساسي لحركة الإصلاح الوطني شيء اسمه سحب الثقة من رئيس مجلس الشورى، وفي المقابل قال جمال صوالح إنه قام بإخطار وزارة الداخلية بعدم شرعية الأمين العام للحركة الذي انتهت عهدته قبل عام بناء على النصوص المسيرة للحزب، وأصر جمال صوالح أنه هو الشرعية الوحيدة في حركة الإصلاح الوطني بعد استقالة رئيس الحزب وانتهاء عهدة الأمين العام للحزب. الإصلاح حركة تدور حول شخص واحد وتحدث جمال صوالح عن أن حركة الإصلاح الوطني مازالت تعاني من نفس المشاكل التي قامت ضدها الحركة التقويمية، مؤكدا أن مجلس الشورى لم يكتمل نصابه بسبب استقالة 25 عضوا وتجميد عضوية 26 آخرين بسبب غيابهم غير المبرر عن أكثر من دورتين، كما ينص القانون، ثم انتهاء عهدة الأمين العام للحركة، وعدم انتخاب رئيس جديد للحركة رغم أن القانون ينص على ضرورة انعقاد مجلس الشورى والدعوة لمؤتمر استثنائي في غضون 45 يوما التي تلي إعلان شغور منصب رئيس الحركة، لكن ذلك لم يتم وعندما بادرت كرئيس لمجلس الشورى لاستدعاء الدورة ومبادرة للتنسيق مع المكتب حول جدول أعمال دورة المجلس، اعترض أعضاء من المكتب على مناقشة لائحة تقدم بها 32 من أعضاء المجلس تحمل اقتراحا بإطلاق مبادرة لجمع جناحي الإصلاح، فأصررت على ضرورة إدراجه للنقاش وهو ما أثار بعض أعضاء المكتب ضدي، ولكن قلت لهم إن النفوس هدأت الآن وفي الطرف الآخر نصف حركة الإصلاح الوطني يحق لهم العودة.
جاب الله له الحق في العودة لم يستبعد جمال صوالح عودة الشيخ عبد الله جاب الله إلى قيادة الحركة على اعتبار أنه مؤسسها الرئيسي، وعلى اعتبار أن خلفيات إبعاده والمشاكل التي أعقبت ذلك قد زالت، ولم يستبعد المتحدث عقد جلسات مع جاب الله ومحيطه للتنسيق سويا للمؤتمر الاستثنائي وترك المؤتمرين يختارون قيادتهم بكل حرية، بعيدا عن قمع الرأي الآخر والاستبداد بالرأي.يذكر أنه ومنذ أن أبعد الشيخ عبد الله جاب الله عن قيادة الاصلاح عرفت الحركة هزات وانهيارات كبيرة خاصة على الصعيد الانتخابي، خاصة وأن الشيخ يمتاز بشخصية كاريزماتية افتقدتها الحركة حاليا حتى وإن اعتمدت القيادة الجماعية.