بروكسل لوبي سياسي ليهود أوروبا على غرار اللوبي الأمريكي.. ذلك ما تسعى إليه جماعات يهودية في القارة البيضاء لتوسيع نفوذ المنظمات اليهودية في العواصم الأوروبية بغية الضغط على صناع القرار ليتعاملوا باهتمام مع قضاياهم واهتماماتهم من خلال توحيد كلمتهم تحت مظلة مؤسسية، وذلك في وقت تواجه فيه إسرائيل موقفا حرجا إثر اتهامها بارتكاب جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة المُحاصر. موشيه كانتور، رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي، أعرب عن اعتقاده بأن افتتاح فرع جديد للمؤتمر اليهودي الأوروبي الأسبوع الماضي في عاصمة الاتحاد الأوروبي (بروكسل) يعد "تطورا دراماتيكيا" للنشاط السياسي اليهودي في أوروبا كمظلة جامعة لفروع المؤتمر في أنحاء أوروبا، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الأحد 18-10-2009. وأوضح كانتور: "في أوروبا.. نلاحظ أن ثمة تسامح أكثر من اللازم حيال عدة قضايا مثل طموحات النظام الإيراني (النووية)، ومن ثم سوف نسعى من خلال مكتبنا في بروكسل إلى دفع قضايا مهمة فيما يتصل بالتشريعات والقضايا القانونية والبحث.. هدفنا هو النهوض بعمل حقيقي على الأرض". وشدد على أن افتتاح مكتب بروكسل الأربعاء 14-10-2009 "يرجح أن المؤتمر اليهودي الأوروبي قد امتلك القدرة على الوصول إلى أعلى المستويات السياسات في أوروبا". التنظيم والضغط "جيرزاليم بوست" ذكرت أن "يهود أوروبا الذين كانوا يمثلون نحو 90% من يهود العالم في القرن العشرين، وأضحوا الآن أقل من 10%، يريدون التأثير على أوروبا بالتنظيم والضغط على رؤوس مراكز صنع القرار". إلا أن الصحيفة شددت على أنه من المبكر جدا التنبؤ بقوة هذا "اللوبي"، لكن من أجل تفعيله دعت إلى عدم التوقف والسير في هذا الاتجاه ل"يصبح لليهود في يوم ما لوبي أوروبي يضاهي اللوبي الأمريكي". ويتفق الكثير من أعضاء هذا المكتب الجديد على أن التوسع الذي يشهده المؤتمر اليهودي الأوروبي هو في حد ذاته دليل على "وعي يهود أوروبا بكيفية تطوير أنفسهم تحت مظلة الهوية الأوروبية". وتأسس المؤتمر اليهودي الأوروبي في العاصمة الفرنسية باريس ولديه مكاتب في ستراتسبورج وبرلين وبودابيست وأخيرا بروكسل. وقال المؤتمر في بيان له: إن رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو والمفوض الأوروبي لشئون العدل والحريات والأمن جاك بارو ووزير البنى التحتية الإسرائيلي أوزي لاندو وعدد من الدبلوماسيين علاوة على ما يقرب من خمسين من أعضاء البرلمان الأوروبي، شاركوا في حفل افتتاح مكتب المؤتمر في بروكسل. ويعمل المؤتمر اليهودي الأوروبي كمؤسسة موحدة تمثل الجاليات اليهودية في أوروبا برئاسة كانتور الذي التقى في الماضي عدة مرات بالمسئولين في الاتحاد الأوروبي لحثهم على التعامل باهتمام مع قضايا مثل الملف النووي الإيراني ومكافحة العداء للسامية وإنكار المحرقة وتطوير العلاقات الأوروبية الإسرائيلية. ومن أهم أهدافه كذلك النهوض بسياسة خارجية أوروبية "متوازنة" تجاه إسرائيل والشرق الأوسط والمساعدة على بناء جسور للتفاهم بين الأوروبيين والإسرائيليين. وهو ما يطرح علامات استفهام بحسب مراقبين حول إمكانية تفعيل توصيات تقرير القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون، الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية في غزة، على سبيل المثال في ظل مثل هذه الجهود الضاغطة لصالح إسرائيل في محافل أوروبية في وقت لا يقابله جهد عربي موازٍ.