ضجة إعلامية غير مسبوقة تتناولتها وسائل الإعلام المحلية والإقليمة والدولية ، زعمت فيها استقالة المرشد العام للإخوان المسلمين فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف ، تناقلت الخبر بخلفيات متنوعة وأهداف متباينة ، منها : ** الخلفية الإعلامية ، بهدف سكب مزيد من الزيت على النار لإشعال فتيل الأزمة داخل صفوف الجماعة وإيجاد مادة صحفية خصبة تحقق المزيد من التسويق والتوزيع وبعث الحيوية في البرامج التلفزيونية والفضائية التي تعاني النمطية والملل، ويتم استضافة المفكرين والسياسيين لمزيد من التحليل والتدقيق ** الخلفية الأمنية ، والتي تسعي لمزيد من الاحتقان داخل قواعد الجماعة ليضاف العبء الأمني للأعباء الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها الأفراد كجزء من معاناة الشعب المصري بهدف إحداث ارتباك وأزمات تنظيمية والتشكيك في وحدة الصف وفي قدرة القيادة على التعاطي مع الأحداث كمحاولات أمنية يائسة بعد حالات الإفلاس المتكررة التي خاضها النظام مع شخص المرشد تشويهاً وتجريحاً ومع الجماعة إقصاءً وتهميشاً فضلاً عن شغل الإخوان عن ميدانهم الحقيقي إلى ميادين أخرى ** الخلفية الفكرية ، التي يتبناها بقايا التيار العلماني واليساري من بعض الساسة والإعلاميين والأكاديميين ورجال المال والأعمال أدوات النظام لمزيد من التحريض كتصفية حسابات تاريخية قديمة عندما سحب الإخوان البساط من تحت أقدامهم فلم يعد لهم شرعية ولا شعبية وقد أخذوا فرصتهم الكاملة في الحكم والوقت والإمكانات ولم تجنى البلاد منهم إلا مزيد من الفشل فضلاً عن إفراز هذا النظام المستبد والفاسد. ** الخلفية السياسية ، حرجاً من نموذج نوعي وغير مسبوق يقدمه مرشد نوعي وغير عادي ، يعلق به الجرس في رقاب كل القطط السمان في الحكومة والمعارضة سواء بسواء، و في مجتمع بل ومنطقة لم تعهد ثقافتها وممارستها طلب الإعفاء أو الاعتذار عن المناصب والمواقع التنظيمية بل العكس هو الكائن مزيد من التكالب والصراع الذي صدع بنيان الأحزاب السياسية والكيانات الشعبية ، عموماً ،رغم كل ما يطرح بل ويراهن عليه فما زالت الجماعة – قواعد وقيادات - تمتلك مقومات الصمود والقدرة على الإنجاز . محمد السروجي كاتب مصري