ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية بظلالها على الأطفال والكبار بالولاياتالمتحدة خلال احتفالاتهم بأعياد الميلاد (الكريسماس) هذا العام، والتي تجلت بصورة واضحة في قوائم رغباتهم التي يرسلونها إلى "بابا نويل"؛ حيث انحصرت طلبات الأطفال في الاحتياجات الأساسية كالملابس بدلا من الألعاب والدمى، بينما وصل الحال بالنسبة للكبار أن طلب بعضهم دفع فواتير الكهرباء. وكتب الطفل سيزار، ذو السبعة أعوام، في رسالة إلى بابا نويل (وهي شخصية ارتبط ظهورها في التراث المسيحي الأوروبي القديم بعيد الميلاد لدى المسيحيين ويطلق عليه أيضا اسم "سانتا كلوز")، يوضح فيها معاناة والدته هذا العام بسبب عدم توافر المال لديها للإنفاق على طلباته التي اعتادت شراءها في مثل هذا التوقيت من السنة للاحتفال برأس السنة ( الكريسماس). وقال في رسالته: "هذا العام أمي ليس لديها المال للإنفاق على هدايا عيد الميلاد.. لذلك أنا اكتب إليك... سنكون في غاية السعادة إذا قمت أنت (بابا نويل) وأصدقاؤك الخيرون بتوفير الملابس لنا هذا العام"، وفقا لموقع أمريكا اليوم الأربعاء 15-12-2010. ورسالة الطفل سيزار هي واحدة من بين آلاف الرسائل التي يرسلونها إلى "بابا نويل" وأصدقائه، عبر أكثر من 20 مكتب بريد موزعة في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. وانعكست آثار الأزمة الاقتصادية هذا العام على طلبات الأطفال واحتياجاتهم التي يكتبونها، فطلباتهم لم تحتو على كثير من الكماليات التي كانوا يطلبونها خلال الأعوام السابقة مثل الألعاب والدمى وألعاب الفيديو أو رحلات بل اشتملت في مجملها على الأساسيات من الملابس مثل المعاطف والجوارب وكذلك الأحذية. كما احتوت نسبة كبيرة من رسائل الأطفال في غالبيتها على طلبات لمساعدة عائلاتهم الذين يكافحون في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. وفي واحدة من تلك الرسائل كتبت ميالاني (9 سنوات): "لا أرغب هذا العام في شراء عروسة باربي التي أعشقها.. ولكني أريد معطفا وحذاء". ويتذكر بيت فونتانتا، الذي يشرف على خدمات الرسائل البريدية في مدينة نيويورك منذ 15 عاما، رسالة من طفلة "تطلب فيها معطف شتاء لأمها".. وفقا لموقع أمريكا اليوم. وعلى الصعيد ذاته يواجه المسئولون في مكاتب البريد هذا العام متاعب في العثور على من يسمون ب"أصدقاء بابا نويل" الذين يتسلمون الرسائل للاستجابة لاحتياجات الأطفال. وقال فونتانتا: "يبدو أن الناس الخيريين الذين اعتادوا مساعدة الأطفال في تحقيق رغباتهم هذا العام قد قلوا بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة"، مشيرا إلى أن الأطفال "في أشد الحاجة هذا العام من أي وقت مضى". وعبر مارك رينولدز عن أسفه من عدم تحقيق الأمنيات الواردة في عدد كبير من رسائل الأطفال قائلا: "أنا في غاية الأسف لأن حوالي نصف رسائل الأطفال لم تجد من يستجيب لها". وللكبار أيضا ولم تقتصر رسائل طلب مساعدة "بابا نويل" هذا العام على الأطفال فقط، حيث وجد في عدد من الرسائل طلبات من أمهات يعبرن فيها عن عدم قدرتهن على شراء طلبات أولادهن، وكذلك دفع فواتير الكهرباء لمنازلهن. فهذه رسالة من أم تطلب فيها "دفع فاتورة الكهرباء عنها.. ومرفق معها إشعار شركة الكهرباء". وكتبت أخرى، وهي أم لفتاة عمرها 8 سنوات وصبي يبلغ سنتين من العمر، خسرت وظيفتها في الآونة الأخيرة، في رسالة قائلة: "أنا غير قادرة على شراء الملابس لأطفالي.. سانتا كلوز هل يمكنك مساعدة عائلتي". واجتاحت الأزمة المالية الولاياتالمتحدة في عام 2008 بعد انهيار بنك ليمان براذرز، أكبر رابع بنك استثماري، والمشاكل المالية لعدد من عمالقة بورصة وول ستريت مثل "أمريكان إكسبرس" و"جي بي مورغان تشيس" و"بنك أوف أمريكا" و"جولدمان ساكس" و"ويلز فارجو".. ويتفق خبراء اقتصاديون على أن السبب الرئيسي للأزمة العالمية بدأ مع منح قروض الرهان العقاري "بشكل غير مدروس" لملايين من الأمريكيين. وبلغ معدل البطالة في الولاياتالمتحدة 9.8% في نوفمبر الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ إبريل من هذا العام، كما أن 43 مليون أمريكي (واحد من كل سبعة مواطنين أمريكيين) تحت خط الفقر الآن، ويتضمن هذا الرقم 15 مليون طفل أمريكي، بحسب الإحصاءات الرسمية الأمريكية.