حظي الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس الأسبق للدائرة السياسية للمنظمة فاروق القدومي بزيارة رئاسية رفيعة المستوى الخميس في العاصمة الأردنية عمان حيث قام الرئيس محمود عباس بزيارة خاصة له تتويجا لمصالحة نضجت تماما مؤخرا. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في تقرير للزميل بسام البدارين أنه تم استدعاء القدومي خصيصا لعمان بعد ظهر الخميس للتجالس والتصافح مع خصمه القديم الرئيس عباس الذي زاره في مقره لإنهاء سلسلة من الخلافات القديمة بينهما.
وهذا هو اللقاء الأول بين القطبين من عدة أشهر وبعد حالة هدوء وصمت متواصلة استمرت لأسابيع دخل فيها القدومي الذي كان دائم الانتقاد للرئيس عباس وخطه التفاوضي. ورتب لقاء المصالحة في عمان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون "أبو الأديب" وحصل اللقاء الذي تميز بالدفء والشرح والاعتذار المتبادل حسب شهود عيان بعد أشهر من القطيعة وبعد أسابيع من توقف البيانات والتعميمات التي كان القدومي يصدرها وتتسبب بإزعاج الرئيس عباس. ونقلت "القدس العربي" عن مصادر قولها إن اللقاء حصل بعد الترتيبات التي اقترحها أبو الأديب في إطار تعليقات للقدومي تدعم الموقف الحالي للرئيس عباس من مسألة المفاوضات والاستيطان والأهم بعدما توقف الأخير عن المطالبة باستعادة صلاحياته في الدائرة السياسية للمنظمة التي نقلت تماما لرام الله وأصبحت إدارتها بين يدي الرئيس عباس شخصيا. عباس ينقلب على دحلان وتصالح عباس مع القدومي فيما لا زال مصرا على رفض جهود الوساطة التي يقوم بها الرجل الثالث في حركة فتح أبو ماهر غنيم لاحتواء الخلاف بينه وبين مفوض الإعلام في مركزية حركة فتح محمد دحلان. ونقلت مصادر في رام الله ل"القدس العربي" عن عباس قوله لغنيم انه مصر على محاسبة دحلان على تطاوله المستمر عليه وعلى عائلته مشيرا الى انه لن يتقبل اعتذار دحلان العلني ولا يريد لا مجالسته ولا مصالحته. وطوال الأيام الثلاثة الماضية فشل غنيم على الأرجح في ترتيب أمور المصالحة مع دحلان فيما يعتبر موقف عباس من ملف دحلان من الأسباب التي قاربت وجهات النظر بين الرئيس والقدومي. وفي غضون ذلك علمت 'القدس العربي' بان الرئيس عباس أبلغ الحكومة المصرية وبعض المقربين منه بانه بصدد الإعلان قريبا عن تشكيل فريقين جديدين لإدارة ملف المفاوضات وملف المصالحة بدلا من الطاقم الحالي الذي يقود المصالحة مع حركة حماس والمفاوضات مع إسرائيل. ومن المرجح ان عباس يبحث حاليا خياراته بخصوص الأسماء القيادية الجديدة التي سيعتمدها لتمثيله وتمثيل السلطة وحركة فتح في مساري التفاوض والمصالحة على امل إنتاج تغيير في المعادلات القائمة او تحريك المياه "الاسنة".