القاهرة- طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أئمة العالم الإسلامي بضرورة الالتزام بمنهج الوسطية في تبليغ رسالة الدعوة وإلا "لن يكونوا معبرين عن الإسلام". جاء ذلك خلال لقاءه الأربعاء 22-12-2010 ب25 إمام وداعية وافدين من باكستان وأوروبا لتلقي دورة تدريبية تنظمها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر لمدة شهر. وقال د. الطيب إن "الأزهر لكونه ينتهج وسطية الإسلام استطاع أن يحافظ على مكانته ووجوده، كما حافظ على عقيدة وشريعة المسلمين، وأصبح صوته مقترنا بالحفاظ على الإسلام". وموجها حديثه للأئمة الوافدين، قال شيخ الأزهر "إما أن تكونوا مسلمين وسطيين، وإلا فلن تستطيعوا التعبير عن الإسلام، فإذا أردتم التحدث عن الإسلام يجب أن تلتزموا بضوابط الشريعة التي تعلمتموها في الأزهر". واستطرد: "أرجو أن تكونوا سلاح الحق في تبليغ رسالة الإسلام لقوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}"، مطالبا الدعاة بضرورة الإيمان بتغيير الفتوى حسب المكان والزمان والأشخاص وعدم الوقوف على فتاوى قديمة لا تصلح في زماننا ما دامت "اجتهاد بشري". "الحارس الأمين" من جانبه، قال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، نائب رئيس رابطة خريجي الأزهر، إن "مؤسسة الأزهر أسهمت وتسهم في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية في مصر و في أنحاء العالم لأن الأزهر أكبر مؤسسة دينية إسلامية". وشدد على أن "الأزهر هو الحارس الأمين على وسطية الإسلام واعتداله التي تجسد صحيح الدين القائم علي الاعتدال والتسامح لأن مناهج الأزهر ترسخ الفهم الواعي لمبادئ وقيم الإسلام، وتحترم التعددية الفكرية وتدعم التعايش السلمي بين الشعوب وتعمق أسس ومبادئ المواطنة والتعاون بين الناس وتدعو إلى احترام الآخر ونشر المحبة و المودة بين الشعوب". وأشار إلى أن "مؤسسة الأزهر هي المؤسسة العلمية الوحيدة في العالم التي ظلت طوال عشرة قرون تواصل رسالتها في حماية المسلمين من الطائفية و المذهبية ومن التشدد لأن الأزهر يحمل لواء الوسطية". من جانبه قال اللواء أسامة ياسين، نائب رئيس الرابطة، إن "الرابطة العالمية لخريجي الأزهر تعد نافذة مضيئة على العالم تدعو للتسامح وترسيخ الوسطية والاعتدال وتطالب بالبعد عن التشدد و الغلو و التطرف خاصة أنها تضم في عضويتها علماء الأزهر الشريف الذين ملئوا العالم بعلمهم وأضاءوا الأرض وجنباتها لأنهم نهلوا من نهر الوسطية واغترفوا من معين الاعتدال". يذكر أنه منذ تولي الإمام الأكبر د. أحمد الطيب رئاسة مشيخة الأزهر خلفا للشيخ الراحل د.محمد سيد طنطاوي في مارس الماضي، يسعى الأزهر "لاستعادة دوره كمرجعية عامة للمسلمين تعلي من الإسلام الوسطي وترفع رايته بقوة"، بحسب القائمين عليه.