السجود لله أثناء الصلاة يصعب على كثير من المسلمين الكبار في السنّ بسبب آلام الظَّهر أو المفاصِل. ولذلك فقد تمّ في مدينة "كارلْسرُوِّه" الألمانية ابتكار سجادة طبية خاصة لمساعدة المصلين على تأدية الصلوات دون عناء. يصلي المسلم خمس مرات في اليوم باتجاه القبلة، فينحني إلى الأمام راكعا ثم يسجد واضعا جبهته وأنفه على الأرض إجلالا لِخالقِه. مَن يتمتع باللياقة البدنية من المُصلِّين لا تمثّل له حركات الصلاة أية مشكلة. أما المُصلُّون الذين يعانون من آلام في الركبة أو مشاكل في الظهر فقد تمّ في مدينة "كارلْسرُوِّه" الألمانية تطوير سَجّادة طبيّة خاصة بهم تُراعي ظروفهم الصحية.
حشْوَ خاص يقع محل بيع السَّجاد "ينيرَر" منذ أكثر من 20 عاما في قلب مدينة "كارلْسرُوِّه" الألمانية. في المحل منسوجاتٌ يدوية أفغانية وقِطع فارسية ثمينة وأقمشة هندية ملونة، بالإضافة إلى عدد من السجاد المصفوف بعضه فوق بعض. وكل سجادة موضوعة في حقيبة بلاستيكية ذات مِقبَض مريح. هذه هي سجاجيد الصلاة الخاصة بالمصلّين الذين يعانون من آلام في العظام. اسم السجادة : "مِحراب". وأطلَق هذا الاسم على هذا النوع من السجاد السيد"تورغاي ينيرَر" من تركيا ف"المحراب هو مكان في مقدمة كل مسجد، واتجاهه باتجاه القبلة وهي مكةالمكرمة، يصلي فيه مَن يؤم المصلين".
تتميَّز السجادة بوجود حصيرة فيها من مادة رغوية متعددة العناصر اسمها "بولي يوريثان". وبفضل هذه المادة يصبح السجاد ليِّنا ً. ولكن ليونة المادة الرغوية محسوبة بدقّة بحيث لا تسمح باتصال أعضاء جسم المُصَلِّين بشكل مباشر مع الأرض الصلبة أثناء السجود مثلا. ويستطرد ينيرَر شارحاً: "المادة الرغوية في السجاد تحيط بركبِهم، تحميها وتدعمها أثناء السجود". خطَرت فكرة هذا السجادة على بال ينيرَر عندما لاحظ آلام ظهر والديْهِ، المتقدمين في السن، أثناء الصلاة. فعمِل ينيرَرهو وشقيقه بعناية لمدة سنتين كاملتين في سبيل التوصُّل إلى ابتكار سجاد طبيّ للصلاة. واجهتهما أسئلة عن مادة حشو السجاد المناسبة، وعن أماكن إنتاجها. وكان الحل هو مادة رغوية، مُبتكَرة ُسُجلت براءة اختراعها. وهي مادة مستخدمة في مجال الحصير المستعمل في العيادات الطبية لإعادة تأهيل العظام. وتمنح هذه المادة للسجاد الطبي خصائصه المميزة، وما بقي من السجاد يتألف من نسيج قطنيّ اصطناعيّ. توجد أشكال وألوان مختلفة لهذا السجاد الطبي البالغ ارتفاعه سنتيمترا واحدا ونصف السنتيمتر. ويمكن طيّ السَّجادة على شكل حقيبة بحيث يوضع المُصْحَف بداخلها وزجاجة ماء مثلا. هذه السجاجيد التي يتم إنتاجها في تركيا يستخدمها ينيرَر تورغاي نفسُه للصلاة كما يقول: "على الرغم من أنه ليس لدي أية مشاكل في ركبتي، لكن السجاد الطبي ممتاز جدا لوقايتي من آلام العظام في المستقبل".
سَجَّاد معروف عالمياً
لقد تم بالفعل بيع نحو 1000 سجادة طبية من هذا النوع بسعر بما يقارب سبعين يورو للسجادة الواحدة. تأتي الطلبات على سجاد الصلاة الطبي من جميع أنحاء ألمانيا، ومن إندونيسيا وأستراليا. ويتم تسويق السجاد عبر الإنترنت. وفي محراب الجامع المركزي بمدينة "كارلْسرُوِّه" الألمانية توجد أيضا إحدى هذه السجاجيد لإمام الجامع، والذي يشيد بها ويصفها بأنها مريحة. ومدَح أحد المُصلِّين الحضور في المسجد سجاد الصلاة الطبيّ قائلا: "أنا رجل كبير في العمر، والسجادة الطبية أمر جيد جدا بالنسبة لي".
سجادة طبية مناسبة تسمح قواعد الدين الإسلامي للمسلمين، الذين يعانون من حركات السجود والركوع، بالصلاة في أية وضعية ممكنة لهم، مثل الجلوس أو الاستلقاء. اختراع السيد ينيرَر تورغاي له مزايا أكثر حيث يقول: "السجادة الطبية تشجع الناس على الصلاة. وكما يقول المَثَل الألمانيّ: من لا يتحرّك فإنه يصدأ".
مصدر الخبر : www.dw-word.de a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=12500&t="محراب"سجادة الصلاة الطبية &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"