ولِدوا في عهد التغيير ورضعوا حليب أمهات طمِعن أن يشمل التغيير بيوتهن فيكبر أولادهن وينشؤوا في عالم "عادل" ينعم به جيلهم بما حرمن منه وحُرِم منه آباءهم. حرصن على تربيتهم وتعليمهم مع مشقة الحياة وقلة اليد وضرورة التضحية والتداين من أجل أن يرتقي أبناءهن في سلم العلم والمعرفة علهم يظفرون بوظيفة تنسيهم أيام الفقر والحرمان والكدح من أجل تأمين دراستهم وسكنهم، والحال أن الأسعار تشتعل كنار ظلت خامدة تحت شعاع الأمل. جيل ولد فكانت هدية ولادته وعود بحياة كريمة لا ظلم فيها بعد يومهم ذاك. فبقي الأمل يحدوهم لعل الأمر يشملهم عندما يكبروا ويحصلوا على شهائد. ليال طويلة قضوها بين الكتب والدفاتر يقلبونها ويحفظون متونها وشروحها، رغم أن كل ما حولهم يشغل ويلهي عن التحصيل العلمي ويجعل الشاب اليافع يغرق في اللهو والضياع بين الحفلات والمهرجانات والمبارايات الرياضية والحفلات التلفزية والمسلسلات.... التي منها ما يبدأ قبل بداية الاختبارات ونهاية السنة الدراسية، وتتواصل أيام المراجعة لاجتياز أهم الامتحانات التي تحدد مصير الطالب، ولا تترك لهم مجالا للتفكير ومراجعة النفس إذ تتوالى حتى بداية السنة الدراسية الجديدة. كل ما يقدم إليهم حري بأن يشغلهم عن التفكير في المستقبل لكن ما يسرب إليهم من أخبار عن الفساد المالي وعصابات الخطف والنهب التي تكونت في عهدهم يجعلهم يعيشون التحدي ويرسمون لأنفسهم أهدافا تعجز عن اكتشافها عيون نظام التغيير لأنها بقيت في صدورهم وجرت في شرايينهم، إذ مُنعوا من التعامل مع أي خيط يربطهم بنفس حرية تَظهر فيه الصورة على حقيقتها غير ما تقدمه وسائل الإعلام الرسمية ، التي كلما فتحناها ضحك أبناؤنا من سماع ما يأذن به صاحب السلطان من فضل على شعبه الذي لا بد أن يحمده على ما يتكرم به ويتفضل عليه حتى وإن كان مجرد استهلاك إعلامي لم ير منه هذا الشعب الصبور في الواقع إلا العكس. فتحمل ما لم يمكن تحمله من أجل أن يؤمِّن لأبنائه "جيل التغيير" لقمة العيش. ها هو الجيل الذي لم يعرف غير هذا العهد يتيقن ، رغم كل الممنوعات على صفحات الإنترنت ، أنه هو حقا جيل التغيير فهو الذي سيغير المعادلة : بين نظام أمسك قبضته الأمنية على شعبه وجعله لا يخشى على شيء قدر خشيته على موطن رزقه وشعب أيقن أن الرزق قل في يده وكثر في أيدي العصابة حتى لم تجد نسبة عالية منه لقمة العيش ولو كانت أقل مما يطمح له قبل مشوار الدراسة الطويل.
مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=12589&t=جيل "التغيير" يقرر التغيير &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"