سعيّد: إعادة هيكلة المؤسسات وإبعاد من فشلوا... والشعب أولى بالفرص    بلدية تونس تدعو متساكنيها الى الاسراع بالانتفاع بالعفو الجبائي لسنة 2025    للمواطنين التونسيين: لماذا عقد الكراء المكتوب هو أفضل وسيلة لحمايتك؟    أمام دائرة الفساد المالي: تأجيل النظر في قضية توفيق المكشر ومسؤول بنكي سابق    عاجل/ قتلى ومفقودون في غرق عبّارة ..    "نتنياهو" يتوعد بالقضاء على حماس..#خبر_عاجل    عاجل/ وفاة هذا اللاعب في حادث مرور..    عاجل : يوسف البلايلي ينشر ''هذه الرسالة'' بعد إيقافه في مطار باريس    النادي الإفريقي: إقالة مدير الحديقة من مهامه .. وتزيز منتظر للهيئة المديرة    محرز الغنوشي: أمطار رعدية بهذه المناطق.. بعد هذا الوقت    الحماية المدنية تحذّر: تيارات مائية ساحبة تهدّد حياتكم...وهذه طرق الوقاية    التيارات البحرية الخطيرة: كيف تتصرف لإنقاذ حياتك؟    السخانة مش ديما مضرة.. تنجم تكون دوا!    القهوة: ''astuce''هايلة باش تهربلك الناموس والنمل    تليفونك يتشرّجى وانت راقد؟ هكّا تنجم تصبّح في السبيطار!    بشرى سارة لمرضى السرطان..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ هذا الفريق الرياضي لكرة القدم يعلن عن قرار هام..    وزارة الصحة تعقد اليوم جلسة تفاوض جديدة مع الأطباء الشبان..    الكونغرس يطالب البيت الأبيض بتوضيح سبب تعليق شحنات الأسلحة لأوكرانيا    روسيا توقف لجوء العلويين وتستعد لتسليم مطار حميميم لدمشق    وزير الخارجية ونظيره العماني يؤكدان على ضرورة متابعة تنفيذ توصيات الدورة 16 للجنة المشتركة التونسية العمانية    محمد الرابحي يطمئن التونسيين حول سلامة الدلاع ويحذّر من التسممات الصيفية    كولومبيا تضبط لأول مرة غواصة مسيّرة لتهريب المخدرات    لي سيو-يي.. رحيل مفاجئ لنجمة الدراما الكورية يثير التساؤلات    ما تخبئه الكواكب ليوم الخميس 3 جويلية: يوم حاسم لمواليد الأبراج المائية والنارية    أكثر من 30 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ منتصف الليل    محمد صلاح يتصدر قائمة أغنى اللاعبين الأفارقة لسنة 2025 بثروة قدرها 110 ملايين دولار    عاجل: صفقة جديدة للنادي الإفريقي    باريس تدين استمرار اعتقال فرنسيين في إيران "بتهم ملفقة"    كوريا الشمالية تصعد لهجتها ضد الولايات المتحدة    تراشق فايسبوكي بين خميس الماجري ومحجوب المحجوبي: اتهامات متبادلة بالتكفير والتطبيع و«الإفتاء للراقصات»    تونس – نحو توسيع محطة تحلية مياه البحر بقابس    باجة: رياح رملية قوية وتحذيرات من تقلبات جوية وأمطار غزيرة    رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية سلطنة عمان: علاقات تاريخية متميزة    وزير التجهيز: تقدم ملحوظ في أشغال الطريق السيارة تونس-جلمة [فيديو]    أخبار الحكومة    مجلس الجهات والاقاليم يحيل مشروعي قانون يتعلقان باستغلال المحروقات على اللجان    وزارة الفلاحة تُحذّر    بنزرت: حجز 34 ألف بيضة مخبأة بمستودع عشوائي ببنزرت الجنوبية    مستقبل المرسى يتعاقد مع المدافع يسري العرفاوي لمدة موسمين    تاريخ الخيانات السياسية (3) خيانة بني أبيرق في عهد رسول الله    صيف المبدعين .. الكاتبة عائشة السلاّمي .. لم أكن أرحّب بالعطلة... كان السّجن في انتظاري    التحقيق مع راغب علامة بقضية "المكالمة الهاتفية" المسرّبة    مستقبل المرسى يعزز صفوفه بالحارس سامي هلال    عاجل/ تغييرات في رحلات "تونيسار" من وإلى فرنسا خلال هذه الفترة    السجن 12 سنة لتونسية هرّبت الكوكايين من تركيا داخل حقيبة سفر    وفاة مفاجئة للمطرب المصري الشاب أحمد عامر    الدورة 20 لمهرجان أيام السينما المتوسطية بشنني قابس من 15 إلى 19 أكتوبر 2025    صادم: فيديو تحرش بفتاة في مكتب بريد بهذه الجهة..فتح تحقيق وايقاف المتهم..    جوان 2025: استقرار معدل نسبة الفائدة في السوق النقدية في حدود 7.5 بالمائة    محاضرة بعنوان "حوار على ضوء القيم ... عندما يصبح التسامح ثقافة والسلام خيارا" بمقر الالكسو    3 حاجات لازم تخليهم سرّ عندك...مش كلّ شيء يتقال    عاجل/ موجة حر الأسبوع المقبل..وهذه التفاصيل..    ماهر الهمامي يدعو إلى إنقاذ الفنان التونسي من التهميش والتفقير    كيفاش تستغل دارك والا محلك وتدخل منهم فلوس؟    وزير السياحة يلتقي ممثلي الجامعة التونسية للمطاعم السياحية والجمعية التونسية لمهنيي فن الطبخ    تاريخ الخيانات السياسية (2)... قصّة أبي رُغال في هدم الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



برلمان عتريس لضمان التوريث: ياسر حسن
نشر في الحوار نت يوم 27 - 12 - 2010


برلمان عتريس لضمان التوريث
بقلم / ياسر حسن* مدير المركز الاكاديمى للصحافة بالقاهرة

يحكى أن بلداً من بلاد الله الجميلة عملت انتخابات ديموقراطية نزيهة كل القوى شاركت بخيرة شبابها ورجالها كانت النتيجة يا سادة يا كرام أن النتيجة ظهرت أنه لم ينجح .. وفاز الحزب الحاكم الذي يحبه الجميع ويعشقه الكل بغالبية المقاعد . .حدث هذا في عام 2010 والتي سوف تحُكي للأجيال عن هذا النصر المظفر الذي سيضاف إلى نصر أكتوبر ونصر منتخب فريق الكرة بكأس أفريقيا .
وإذا كنت لا ترى من الغربال فأنت بالتأكيد أعمى أو تتعامى أو تنظر ولكن لاتحب النظر ، لأنك لم تشهد مثل هذه الانتخابات التي واجه فيها كرومر نفسه وقضى عليه بالثابتة .
إن مشاهد التزوير التي حدثت في الانتخابات التشريعية ووصلت إلى حد الفجور وقد شاهد العالم هذا كله على اليوتيوب ورجل قد أمسك بورقتين وضع الورقتين في الصندوقين عن يمينه ويساره لكي ينجز المهمة التي كُلف بها ما هي إلا بداية لما كان متوقعاً في الفترة الماضية من ترتيب أولويات للحزب الحاكم ..لم يكن يعلم بها المواطن الساذج أنها فترة انتقالية أرادها رجال الحزب الحاكم ممهدة بيضاء نظيفة لوريث العرش الجديد الذي سيحكم مصر بدلاً من أبيه أطال الله عمره . ولكي يضمن ذلك فإن الانتخابات التشريعية قد حدثت بها بعض الشوائب البسيطة التي لا تضر من العملية ككل هكذا قال الرئيس مبارك!
فلا تلوموا هزالة الأحزاب المصرية ولا تلوموا الحزب الحاكم الذي فعل ذلك ، إن اللوم لومنا نحن لأنفسنا لأننا ضيعنا من بين أيدينا فرحاً منُحت لنا ولم نأخذ منها شيئاً .
لعلك تسأل ولماذا تلك المقدمة إذا كنا نعرف أن الأمر انتهى وقد خرج الامبراطورمن الصندوق يخرج لسانه متران يقول للمواطن الذي يحرق في نفسه ماذا ستفعل .. المطبخ مطبخناً والمجلس مجلسنا والرئيس إبننا .
إلى هذا الحد وصل الاستهتار بعقول المواطن المصري فقد كل شئ حتى نخوته ورجولته أمام الصندوق واستسلم للأمر الواقع وقال ماذا أصنع.. إن الظواهر التي حدثت قبل عدة أعوام داخل الحزب الوطني سوف نرتبها ترتيباً مبسطاً حتى نعلم ماذا خطط الحزب كى يصل إلى مبتغاه.
أولاً : بتقليص أشخاص بعينهم قد يكونوا عقبة أمام شخص ما ليصل إلى مراده ليس وليد صدفة ، بل مخطط له منذ الثاني من نوفمبر عام 2000 وقتها صدق نجم السيد أحمد عز الرجل الحديدي في الحزب الحاكم . ووقتها أيقن الجميع أن هذا المخضرم لن يضر في شئ وما هو إلا رقماً أضيف إلى رصيد الحزب الوطني من القيادات المليونية أو قل الملياردرية.. لكن عز خيب كل الآمال وبدأ يصنع على يديه جيلاً جديداً من رجال الحزب الوطني ويشكلهم حسب رؤيته هو لكي يمّهد الطريق لما هو قادم ..لذا فقد انزعج الشارع السياسي وقتها يوم أن سقط يوسف والي في الانتخابات وهو الذي يعد ثالث أقدم برلمان في مصر لكنه هو الوحيد الذي أي عز هو الذى قال أن دوره انتهى داخل الحزب وهكذا إلى أن قام عز بتصفية رموز الحزب التي سيطرت طوال عشرات السنين وعششت بداخل الحزب الوطني لكن رائحتها الغير طيبة بدأت تفوح بشكل يضر ويقلقل الوريث المّعد للكرسي .
ثانياً :
وما إن انتهى امبراطور الجديد حتى بدأ ينظر إلى من في الساحة من رموز سياسية وحركية وشعبية بدأها بسقطة طلعت السادات أو هفوته التي قال إن أشخاص فى الحكم قد قاموا بقتل عمه ( أنورالسادات ) في حادث المنصة وقتها بدا أن طلعت السادات قد انفتحت سيرته وأنتهى داخلياً وخارجياً ولا ينفعه تعاطف الرئيس مبارك معه وحبه فقط لأن عمه السادات الرئيس المصري السابق ، ولم تتفق توسلات جيهان السادات زوجته عمته والتى تنصلت منه هو والعائلة بعد تلك الهفوة ، بعدها بدأ مسلسل الانهيارات مع كل الرموز في مصر .
ثالثاً :
كانت العقبة التي كانت تقلقل الامبراطور هي توغل الإخوان بداخل المجتمع والنقابات وكذلك مجلس الشعب التي سيطر الإخوان عليها بثلث المقاعد ( 88 مقعداً عام 2005 ) .
حتى بدأ عاجزاً من الوهلة الأولى لردة فعل شئ تجاه جماعة الإخوان المسلمين لكن هذا المكيرالذي تعلم القوة من الحديد وصلابها من الصلب كان يخطط من خمس سنوات ليوم مشهود يجعل الإخوان يعودوا إلى صفر المونديال التي حصلت عليه مصر فى الكرة.
رابعاً :
والعقبة الثانية هي كم يلزم لإسكات الأقباط بعد المواقفة التي أيدت فيها الكنيسة وباركت خطى الرئيس في الأونة الماضية ، ولما كان هي عقبة فإن الطرفين الذين احتله الإسلاميين في الماضي أصبح الآن خالياً وممهداً لكي ينال القبطي قسطاً من الحرية في وطنه ، فلا نداء سيسمعه بعد ذلك مثل الإسلام هو الحل ولا تكبيرات سترتفع بها مجلس الشعب .
وكان تفكير ( عز ) أن يصنع من الأقباط حائطاً منيعاً له يحجز عنه عتاولة التفكير الإسلامي طالما أن الكنيسة ترتضي بالقليل مع بعض التسيرات في بناء الكنائس والانفراجه في أداء الطقوس فلا مانع ، وما حدث في أحداث العمرانية خير دليل على خروج الأقباط من السجن بعد أحداث شغب راح ضحيتها لواء شرطة وضباط هم في الأصل لحماية الكنيسة خير دليل على أن الأمور التي يرتبها لها ( بخير ) تدور في فلك النظام الذي يرغب في ( كمال المسيرة وتنفيذ المخطط كما أطلق عليه والتفعيل الأحزاب ما تشاء فأنت تريد وأنا أريد والحزب يفعل ما يريد )
خامساً: وحتى يحمى نفسه ولاتنهار إمبراطوريته وكذلك إمبراطوريات الوزراء فى الحكومة التى طالما بنوا عليها أحلاماً لن يعيشوا حتى يروا إنهيارها أمام أعينهم فمن المؤكد أنهم سوف يدافعون عنها حتى الموت وإن كلفهم ذلك رقاب الشرفاء والوطنين .
سادساً: ما حدث بالانتخابات التشريعية التى انتهت أشبه بالكابوس الذي استيقظت عليه جماعة الإخوان من حلم وعادوا خاليين الوفاض وعاد الإخوان بلا مقاعد وخرج من المجلس شخصيات أثرت فى مصر مثل حمدين صباحي ومصطفى بكري وعلاء زهران الذين فضحوا المزورين والمرتشيين والمسرطنين . وحدث ولا حرج على إقصاء تلك النواب من مقاعدهم إما بنزول وزير فيُكتب عليه محجوز أو ل( ناب أزرق جديد ) مستعد للموت مقابل هذا الكرسي الذي تعطف عليه الحزب وأعطاه له بعد سنين الدفع المباشر للحزب الوطني دون أخذ أي شئ . إلى أن انتهى إلى آخر المحترمين . وبدا طريقه ممهد لما هو أراد أو ما أرادوا صنعه .
إنها أصعب لحظات مصر الفارقة على مدى خمس سنوات من البرود السياسي بعد أن أصبح مجلس الشعب فرعاً جديداً للحزب الوطنى ، وهل سيظل الباطل يحصد كل شئ ولا يترك شيئاً للجميل والطيب في مصر، ويصبح الشرس محتكراً لكل شئ.
إن تحرك القوى السياسية والمنهزمون كما وصفهم الإعلام الحكوم في مصر بإنشاء مجلس نواب حرهذا المرة حقيقي للمجلس الموقر أقصد ( المزور ) دليل على أن النبض ما زال في جسد المصري والذي يأبى إلا أن يأخذ حقه مهما كلفه من عمره ووقته وروحه . إن التغيير قادم ليس الذي ينشده الحزب الوطني ولكن الذي يبتغيه فئات المجتمع المصري كافة للأفضل والأصلح والأجمل لمستقبل مصر ، لكنه يحتاج إلى جد وجهد ، وكذا اتحاد ليس فيها مسميات ولا أفراد ولا أحزاب . فالحزب الآن هو حزب كلنا مصر ونحن على السفينة بها ربان واحد هو قبضة واحدة تحرك السفينة إلى برالأمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.