لقد توقعت أن يتأخر ظهور بن علي على التلفاز أياما أخرى إلى أن تتأزم الأوضاع أكثر ؟ ومن ثم يقذف بأحد وزرائه ( الذين هم من دون وزارة ) إلى الواجهة فيتكلم باسمه ويؤخر هو ظهوره إن تطورت الأحداث وتعقدت الأمور ؟ فيفاجئنا بحلوله السحرية ؟ ومواقفه الوطنية ؟ فينسب حينئذ الفشل إلى غيره ؟ ويظهر هو بصورة المنقذ ؟ وصانع التحولات ؟ كيف لا وهو بطل التغيير المشؤوم ؟ عفوا المبارك ؟ ولكن بن علي استبق الأحداث وظن أنه بكلمة منه ستهدأ الأمور ويستبد الأمن ؟ عفوا يستتب الأمن ؟ وفي جميع الأحوال ليظهر بمظهر الماسك بزمام الأمور وأن بن علي اليوم هو بن علي البارحة صاحب القبضة الحديدية مبيد المعارضة الإسلامية ومن والاها من بقية المعارضة الوطنية ؟ وفي ظهوره المبكر إيحاء لجميع المتظاهرين والثائرين من بلدنا تونس أنه لا مجال بعد خطابه هذا للنزول إلى الشارع والتظاهر من جديد ؟ كيف وقد تدخل شخصيا وهو صاحب المقام الرفيع ؟ كما أن ظهور بن علي تكذيب لوسائل الإعلام الرسمية التي وصفت الأحداث الأخيرة بأنها منعزلة ؟ وقع التهويل فيها ؟ أيضا ظهور بن علي فيه تأكيد على الأهمية البالغة للكلمة وللصورة وللفيديو لمحاربة هذا النظام المستبد إذ لولا شجاعة بعض المواطنين وتكلمهم بأسمائهم دون أسماء مستعارة ومبادرتهم بالحديث عما يحصل في سيدي بوزيد كذلك التوثيق البسيط للأحداث عبر عدسات الهواتف المحمولة لبقيت هذه الأحداث طي الكتمان ولكان القمع أشد مما هو عليه اللآن وذلك لخوف النظام على اهتزاز صورته التي يروج لها بوصفه حامي حقوق الإنسان ؟ وصانع المعجزة الإقتصادية التونسية ؟؟ على أن الملفت للنظر في خطاب بن علي هو ما يلي( كما أن لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم الى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض في دولة القانون مهما كانت أشكاله وهو مظهر سلبي وغير حضارى يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق اقبال المستثمرين والسواح بما ينعكس على احداثات الشغل التي نحن في حاجة اليها للحد من البطالة. وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم) وصف بن علي كل من شارك في الأحداث الأخيرة من المواطنين من متظاهرين ومتحدثين لدى وسائل الإعلام الأجنبية كقناة الجزيرة بأنهم متطرفين ؟ محرضين مأجورين (مع ما ينطوي ذلك من اتهام لهم بالخيانة العظمى أوكما وصفوها الإخوةالمساجين من قبل خيانة بالعظمة ؟)وهذا الأمر ليس بالغريب على بن علي فكل معارض أومخالف متطرف ؟؟ الأحداث الأخيرة هي أحداث عنف ؟ لا علاقة لها بالقانون ومن ثم لا شرعية لها ؟ ومن ثم يجب إنزال العقاب بمرتكبيها ؟ المطالبة بالحقوق في نظر بن علي سلوك سلبي وغير حضاري ويعطي صورة مشوهة عن بلادنا ؟ أما الإستبداد فلا ؟ ( وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم ) حين قال هذه الجملة بن علي أشار بيده أو بقبضة يده ولا داعي للتعليق على هذه الحركة ودلا لتها ؟؟ تطبيق القانون لدى سلطة بن علي له مدلول واحد تسليط جلاوزة الشرطة والقضاة على كل من يخالفه حتى يرى الإنتحار أهون من الحياة ؟؟ لذلك أقول الحذر الحذر من إيقاف هذه المظاهرات والتحركات السلمية والتنديد الإعلامي بممارسات الشرطة ؟ لأن النظام التونسي توعد على لسان هرمه بن علي بالحزم تجاه إخوتنا الموطنين المنتفضين ضد القهر والإستبداد لأن أي هدوء سوف يستغله بن علي للإستفراد بكل من تكلم وظهر وندد به على القنوات التلفزية والشبكة العنكبوتية ولا بد بأن أجهزة بن علي البوليسية قد أعدت قوائم في هؤلاء وتنتظر الوقت المناسب لإيقافهم إن لم تكن قد أوقفتالبعض منهم ومن ثم تعذيبهم وسجنهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر ؟؟؟ حينها تترسخ الدكتاتورية أكثر ويظهر بن علي من جديد كقاهر لمعارضيه ؟ ويسودّ شعر رأسه وقلبه أكثر من ذي قبل ولا يُرى أي داع لإنهاء هذه التحركات طالما وأن المطالب التي عكستها الشعارات لم تتحقق تونس حرة حرة والطرابلسية على برة التشغيل استحقاق يا عصابة السراق شغل حرية كرامة وطنية لا لا للإستبداد يا حكومة الفساد