سقط جزائري خامس هذه المرة برصاصة طائشة تضاربت الأنباء بشأن مصدرها في مدينة تيارت (340 كلم جنوب شرق العاصمة)،ليرتفع بذلك عدد شهداء انتفاضة الغلاء التي تدور رحاها في المدن الجزائرية إلى خمسة. و أبلغ شاهد عيان الدولية أن الشاب القتيل كان يحاول رفقة والده حماية مقهى و مطعم في ملك العائلة من تعرضه للكسر أو إضرام النار على يد محتجين غاضبين فارين من مطاردات الشرطة،قبل أن يصيبه طلق ناري في رأسه فأرداه قتيلا. غير أن شهود عيان آخرون و مستشار بلدي فضل عدم ذكر اسمه،أشاروا إلى أن الأمر ربما يتعلق برصاصة طائشة انطلقت من بندقية والده حينما كان يحاول منع متظاهرين من اقتحام محله التجاري عبر إطلاق رصاصات في الهواء. لكن مفربين من عائلة الشاب القتيل أكدوا أن ابنهم سقط برصاصة أطلقتها الشرطة الجزائرية التي كانت تستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين الغاضبين،في موجة الغضب التي شهدتها عدة مدن جزائرية احتجاجا على غلاء الأسعار. وبذلك يكون عدد شهداء انتفاضة الغلاء في الجزائر ارتفع إلى خمسة منذ انطلاق الشرارة الأولى للغضب،فيما بلغ عدد الجرحى حوالي 800 شخص بحسب أرقام وزارة الداخلية الجزائرية بينهم رجال شرطة،إضافة إلى حرق و تكسير مئات المبان الحكومية و التجارية في عدة مدن في مقدمتها العاصمة. في الأثناء أبلغ مصدر أمني مطلع الدولية أن عدد المتظاهرين الذين اعتقلتهم الشرطة منذ انطلاق الإحتجاجات الغاضبة في الخامس من شهر يناير/ كانون الثاني الأخير بلغ حوالي الألف،و أن المحاكم الجزائرية ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة محاكمتهم بتهمة العصيان المدني و تخريب ممتلكات عمومية و خاصة و إهانة القوات العمومية. ولم يدل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يحكم الجزائر للفترة الرئاسية الثالثة بأي تعليق رسمي على أعمال الشغب حتى الآن. وفي أول رد فعل لها على الاحتجاجات التي قتل خلالها خمسة أشخاص حتى الآن قالت الحكومة الجزائرية انها ستخفض اسعار بعض السلع الغذائية ووعدت بالقيام بكل ما يلزم لحماية الجزائريين من ارتفاع اسعار الغذاء. وقال شاهد عيان إن العشرات من موظفي البلدية في بلدة بو اسماعيل غربي العاصمة انتشروا في الشوارع في الصباح الباكر ينظفون الشوارع من الحجارة واطارات السيارات المحترقة التي خلفها المحتجون. وقتل رجل واحد في اشتباكات جرت في المدينة التي تقع على ساحل البحر المتوسط. كما عاد الهدوء الى أحياء في الجزائر العاصمة حيث رشق شبان قوات الشرطة بالحجارة ونهبوا المحال التجارية وبنايات أخرى. وأغلق عدد من اصحاب المحال أبوابها منذ بداية الاضطرابات. وقال أحد سكان حي باب الواد الشعبي في العاصمة والذي شهد بعضا من أسوأ الاشتباكات “المحال مفتوحة. كل شيء طبيعي اليوم. اتمنى ان نقضي ليلة هادئة.” وتتضمن الاجراءات التي أعلنت عنها الحكومة تعليق الجمارك وضرائب القيمة المضافة على واردات السكر وزيت الطهي وهي السلع التي تسبب ارتفاع اسعارها في اندلاع الاضطرابات.