اندلعت إضطربات في مدن جزائرية أمس الأربعاء 5-1-2011 بين مجموعات من الشباب الغاضب وقوات الأمن ،دارت أعنفها في العاصمة ،إحتجاجا على غلاء المعيشة وتدهورالخدمات الحكومية الأساسية وغياب فرص العمل. وأظهرت صور خاصة بقناة"العربية "مواحهات عنيفةالليلة الماضية رشق خلالها متظاهرون قوات الشرطة بالحجارة في أحياء بلكور وباب الواد وميدان الشهداء في قلب العاصمة ،وفي زرالدة والشراقة بالضاحية الغربية للمدينة وردت قوات الأمن باطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وأفاد صحفيون تحدث إليهم موقع"العربية.نت"أن مئات الشباب خرجوا إلى الشوارع في العاصمة،احتجاجاعلى الزيادات في أسعارالمواد الاستهلاكية وتراكم المشاكل الإجتماعية،واقتحموا مقرمحافظة الشرطة الخامسة،القريبة من مبنى المديرية العامة للأمن الوطني في حي باب الواد. وحسب شهود عيان فقد جندت أجهزة الأمن قواتها وأغلقت طريقا رئيسا،يربط بين شوارع وأحياء وسط العاصمة. ودخلت فرق مكافحة الشغب في مواجهات عنيفة مع المحتجين الذين كانوا في غضب متوهج، بعد أن منعتهم من الخروج في مسيرة . وذكرت تقاريرصحفية أن المواجهات في الأحياء الشعبية بقلب العاصمة اندلعت تضامنا مع قمع قوات الدرك التابعة للجيش لاحتاجات مدن زرالدة والشراقة ومعالمة في الضاحية الغربية للعاصمة، حيث دارت اشتباكات عنيفة قادتها مجموعات من الشباب كانت تردد هتافات منددة بارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الرئيسية. وفي محافظة تيبازة الواقعة على بعد 70 كلم إلى الغرب من العاصمة،اعتقلت قوات الأمن 32 شخصا عقب تجدد الاحتجاجات الاربعاء 5-1-2011 تخللتها مواجهات عنيفة داخل تجمعات سكانية في بلديات فوكة والدواودة وفي المدنية الرئيسية بالمحافظة . وفي وهران ،كبرى محافظات الغرب الجزائري خرج المئات من الشباب الى الشوارع في أحياء الحمري ,وابن سينا ورأس العين وأغلقوا طرقا في المدينة وألقى بعضهم بأكوام من عظام الماشية في الشارع ،وقال احدهم ان ذلك رسالة للحكومة لأنها"لم تترك للشعب إلا العظام" كما نقلت صحيفة "الخبر". وهذه هي أول مرة تندلع فيها اضطرابات شعبية في وقت واحد بالجزائر في العقد الأخير،مختلفة بذلك عن المظاهرات المتفرقة وغير المتزامنة التي تشهدها مدن الجزائر رغم القيود الامنية التي تفرضها الحكومة بداعي مكافحة الإرهاب. صمت حكوميوتجاهلت قنوات التلفزيون الحكومي في نشراتها الليلة الماضية هذه الأحداث وأذاعت تقارير لمشاريع سكنيه وبنى تحتية تم انجازها او تقترب الحكومة من تسليمهما.كما لم يصدر حتى الآن ايبيان رسمي بشأن مايجري. وقال مراسل قناة "العربية" في الجزائر ان السلطات وضعت قوات الأمن في حالة تأهب قصوى تحسبا لانفلات الوضع واتساع رقعة الإحتجاجات . وتصاعدت حدة الغضب ضد حكومة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الفترة الأخيرة على خلفية زيادات يفوق بعضها نسبة 150% في أسعار رئيسية مثل الزيت والسكر و الدقيق . واستطاعت الحكومة الجزائرية طيلة عقد التسعينيات ان تسكت مواقع الغضب الشعبي رافعة سيف الإجراءات الأمنية متشددة التي رافقت حربها ضد الجماعات المسحلة الإسلامية،لكن قطاع واسع من الجزائريين بات يعبر عن غضبه دون خشية منذ أن انحسرت أعمال العنف السياسي. والاضطرابات الحديثة التي لم تتزعمها أي من التيارات السياسية،تعيد إلى الأذهان الإنتفاضة الشعبية في اكتوبر/تشرين الأول 1988 التي اسقطت نظام الحزب الواحد وفرضت إصلاحات سياسية أدخلت التعددية السياسة والصحف والتنظيمات النقابية المستقلة عن الحكومة وأدت الى اكتساح الاسلاميين لأول انتخابات حرة في مطلع عقد التسعينيات ،قبل ان تصاب بانتكاسة في أعقاب تدخل الجيش وتجميده العملية الانتخابية في يناير 1992 ماأفضى الى حقبة من العنف الدامي استمر حتى منتصف سنوات 2000 وخلف مقتل 150 الف شخص وتدمير اقتصاد البلاد . ومنذ وصوله إلى الحكم بدعم من الجيش عام 1999،في انتخابات طعنت المعارضة في شرعيتها،يكافح الرئيس بوتفليقة لإنعاش الإقتصاد الجزائري وتحديث البنى التحتية لكنه عجز حتى الأن عن خفض معدلات البطالة التي لاتزال فوق مستوى 10% في بلد يتجاوزعدد سكانه 35 مليون نسمة.