سم الله الرحمن الرحيم اسطنبول، 1 4 صفر 1432 ه / 6 9 يناير 2011 م عقد مجلس شورى "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، بعون الله وتوفيقه، على مدى الأيام من الأول وحتى الرابع من صفر 1432 ه، الموافق من السادس وحتى التاسع من يناير 2011، اجتماعه الدوري الثاني في دورة الاتحاد التاسعة، في مدينة اسطنبول، بحضور مسؤولي الاتحاد وممثلي المؤسسات الأعضاء من عموم القارّة، وبمشاركة عدد من الضيوف الكرام. وقد تدارس المجلس الخطّة التي اقترحها المكتب التنفيذي للدورة الحالية، بما تسعى إليه من مواصلة التطوير المؤسسي وتعزيز مساهمة الاتحاد ومؤسساته في مجالات الحضور الاجتماعي وتنمية المشاركة الإيجابية، وإطلاق الفرص أمام الشباب وتعزيز مشاركة النساء والفتيات في شتى مستويات عمل الاتحاد، وتوسيع دائرة التعاون والتنسيق مع تعزيز المشاركة في الحوار المجتمعي، واستمرار السعي لخدمة مصالح المسلمين في عموم القارّة الأوروبية والصالح العام لمجتمعات أوروبا وبلدانها. وناقش المجلس هذه الخطة الطموحة ثمّ اعتمدها مع الملاحظات المقدّمة، متطلّعاً إلى أن تكون إيذاناً بمزيد من الإنجازات ومن تطوير الأداء والمشروعات والبرامج، بعون الله وتوفيقه. كما اتخذ المجلس قرارات وتوصيات عدّة، بما يهدف لتطوير عمل الاتحاد ومزيد من الارتقاء في واقع مؤسساته في مجالات متعدِّدة، وبما يحقق التفاعل المثمر بين المؤسسات الأعضاء وتبادل الخبرات وتلاقح التجارب في ما بينها. وفي نهاية أعماله، التي تمّ خلالها التباحث في أداء الاتحاد ومؤسساته، والتداول بشأن الأوضاع الأوروبيّة وشؤون المسلمين في القارّة وما يتّصل بذلك من اهتمامات ومسائل؛ خلص المجلس بحمد الله تعالى وفضله إلى ما يلي: 1/ يتوجّه المجلس إلى المسلمين في أوروبا، تجمّعاتٍ ومؤسساتٍ وأفراداً، داعياً إلى مواصلة تكاتف الجهود الخيِّرة وتطوير الأداء الإيجابي في شتى الجوانب، والنهوض بشتى المسؤوليات المُلقاة على عاتقهم بمقتضى مواطنتهم الأوروبية، وتنمية واقع الحضور المسلم الأوروبي، وخدمةً للصالح العام للمجتمعات الأوروبية، مع توجيه قسط وافر من الجهود لرعاية احتياجات الأجيال الصاعدة وما تتطلّبه من مشروعات وبرامج وجهود حثيثة. 2/ يدعو المجلس المسلمين إلى التمسّك بمبادئ الدين الإسلامي وتقوية صلتهم بالله عزّ وجل، وأن يجسِّدوا في حياتهم اليومية، المواطنةَ الصالحة والأسوة الحسنة، والتعامل بروح التسامح والخُلق الكريم والمساهمة الفعّالة في خدمة مجتمعاتهم والسعي إلى ازدهارها. 3/ يلحظ المجلس تفاعلات الأزمة الاقتصادية في بعض البلدان الأوروبية، بكلّ ما يترتّب عليها من أعباء على المواطنين، ويرى المجلس أنها مدعاةٌ لمضاعفة الجهود في حقول الرعاية ومجال التضامن الاجتماعي. ولا ينبغي لاحتواء الأزمة أن يجري على حساب الفئات الأضعف أو فرص الأجيال الجديدة في الرعاية والتعليم والعمل. كما ينبِّه المجلس أيضاً؛ إلى أهمية صوْن الأسرة في هذه المرحلة الصعبة، فالأسرة لا ينبغي أن تدفع الثمن وتتكبّد الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. 4/ يعرب المجلس عن أسفه لبعض حالات الانتقاص من الحقوق الأساسية والحرِّيات الدينية والشخصية، في عدد من الدول الأوروبية، كما يبدي المجلس قلقه لارتفاع أصوات الكراهية والتحريض ضد الإسلام والمسلمين، والتي تغذِّي ثقافة التعصّب وتضرّ بثقافة المجتمع وانسجامه ولا تخدم مصالح أيّ بلد كان. 5/ يعرب المجلس عن تقديره للجهود والمساعي التي تبذلها مؤسسات المسلمين في أوروبا، في دعم خيار المواطنة الصالحة، والسعي المستمرّ لإزالة أيّ حيف أو مظلمة عبر المشاركة المجتمعية ومن خلال النظم القانونيّة والأخلاقيّة. ويحثّ المجلس في هذا الصدد، الجميعَ، من المسلمين وغير المسلمين؛ على الوقوف الحكيم والفاعل في وجه كلّ ما يسيء إلى أواصر التعايش الودِّيّ والاحترام المتبادل. 6/ يرحِّب المجلس بعدد من التصريحات التي صدرت في الآونة الأخيرة عن رموز وشخصيات أوروبية بارزة، عبّرت عن إرادة الانفتاح على مسلمي أوروبا وتدعيم التفاهم المتبادل في المجتمعات الأوروبية. ويحثّ المجلس على تعزيز هذا التوجّه والبناء عليه عبر مواقف عملية وتوجّهات ملموسة الأثر، وهو ما ينسجم مع التزامات دول أوروبا في مجال احترام التنوّع ونبذ الإقصاء بشتى أشكاله. 7/ يندِّد المجلس بممارسات العنف والتطرّف بشتى صورها، كما يعرب عن استنكاره الشديد لحوادث التفجير الآثمة التي شهدتها العاصمة السويدية استوكهولم مؤخراً، ويندِّد بشدّة بأي محاولة لزعزعة الاستقرار أو سفك دماء الآمنين أو ترويعهم. ويشيد المجلس بالأداء الحكيم والتصرّف المسؤول الذي أبدته الحكومة السويدية في تعاملها مع هذا الحدث المروِّع، وإنّ المجلس على ثقة بقدرة المجتمع السويدي بأطيافه المتنوِّعة، على التماسك في مواجهة الموقف، والعمل سوياً ضمن فضاء دولة القانون على تفويت الفرصة على أيِّ عابث بالسلم الاجتماعي وأمان المواطنين كافّة. 8/ يُعرِب المجلس عن قلقه البالغ لمعاناة الشعب الفلسطيني واستمرار حرمانه من حريته وحقوقه وسيادته على أرضه وموارده، ويستهجن المواقف الدولية الهزيلة إزاء ما يقترفه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بشعة بحقّ المدنيين العزّل، وتمادي سياساته الاستيطانية وإجراءاته العنصرية. ويدعو المجلس إلى ضغط أوروبي فاعل لإيقاف عجلة التطهير العرقي المندفعة في القدس بما في ذلك كبح سياسات طرد المقدسيين وهدم بيوتهم وإبعاد نوّابهم البرلمانيين المنتخبين. 9/ يعرب المجلس عن إدانته الشديدة، للاعتداءات المشينة التي استهدفت كنائس في العراق ومصر، موقعة كثيراً من الضحايا الأبرياء. ويحذِّر المجلس من أنّ تلك الاعتداءات تستهدف أساساً وحدة الشعوب والتعايش السلمي بين مكوِّناتها وتماسك المجتمعات وتآخيها المتجذِّر في وطنها الواحد عبر التاريخ. ويدعو المجلس إلى تدعيم أواصر التعايش والوئام وروح التواصل والحوار، وتفويت الفرصة على أي محاولة لإشاعة التوتر أو العبث بالسلم الأهلي أيّاً كان مصدرها. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين، اسطنبول، في 4 صفر 1432 ه موافق 9 يناير 2011 م اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا مجلس الشورى Federation of Islamic Organizations in Europe (FIOE) Head Office 34, rue de la Pacification B-1210 Brussels BELGIUM T: +32 2 742 31 50 F: +32 2 742 31 55 E-Mail: [email protected] www.euro-muslim.com SKYPE: fioe.office