السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بطولة انقلترا: مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية نظيفة    الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا يفتح باب التسجيل للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج "تبنّى شاطئاً"    مدير "بي بي سي" يقدم استقالته على خلفية فضيحة تزوير خطاب ترامب    هل نقترب من كسر حاجز الزمن؟ العلم يكتشف طريقاً لإبطاء الشيخوخة    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    قابس: حريق بمنزل يودي بحياة امرأة    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلمو أوروبا في مواجهة حملات تشويه الإسلام ... ورقة توجيهية
نشر في الحوار نت يوم 23 - 04 - 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
مسلمو أوروبا في مواجهة حملات تشويه الإسلام
ورقة توجيهية
قسم المواطنة والعلاقات العامة
باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا
اسطنبول، مايو 2008
مسلمو أوروبا في مواجهة حملات تشويه الإسلام
ورقة توجيهية

في هذه الورقة
أولاً مرامي حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا" والمستفيدون منها
ثانياً كيف يواجه مسلمو أوروبا تشويه الإسلام؟ إرشادات على مسارات التحرك.
أ) إرشادات تتعلق بحماية النسيج المجتمعي.
ب) إرشادات تتعلق بالإطار العام لمواجهة التشويه.
ج) إرشادات تتعلق بالملامح الأساسية لمضامين الردّ.
د) إرشادات تتعلق بالجهود الوقائية والعلاجية.
ثالثاً بعض مضامين الخطاب في مواجهة حمى التشويه

أولاً مرامي حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا" والمستفيدون منها:

تتعدّد مرامي حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا" المتصاعدة في أوروبا حالياً، وذلك بحسب الأطراف التي تنخرط في هذه الموجة/ الموجات أو تسعى للاستفادة منها.
ولا بدّ من إدراك أنّ هذه الموجات تسعى باستمرار للاغتراف من مستنقع الجهل والمخاوف، وتوظيف الصور النمطية والأحكام المسبقة السلبية المستقرة في بعض ثنايا الوعي الجمعي، واستعمالها على نحو متجدِّد ومُبتَكر أحياناً.
وبشيء من التحليل؛ يتضح أنّ هذه الحمى تحقق أغراضاً لعدد من الأطراف، ومن هؤلاء:
1/ المعبِّرون أساساً عن قناعات سلبية متأصلة في أعماقهم تنظر إلى الإسلام نظرة متعصِّبة تفيض بالتحامل، بحيث يلجأ هؤلاء إلى إذكاء حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا" انسجاماً مع توجّهاتهم تلك.
2/ العنصريون الذين يجدون في حمى العداء للإسلام وممارسة التشويه والتحريض بحق المسلمين "ملاذاً آمناً" لهم، طالما أنّ هذه "العنصرية الانتقائية" أقلّ كلفة وأكثر رواجاً من النهج العنصري التقليدي الذي يتراجع في خطاب كراهية "الأجانب" والذي يحجم مثلاً عن التعبير عن كراهية اليهود الذين استهدفهم التشويه والتعصّب طويلاً في عهود سالفة، وكذلك الغجر وعدد من الأقليات في بعض بلدان أوروبا.
3/ الساعون لإيجاد استقطابات حادة داخل المجتمع الواحد وشحن الأجواء طمعاً في تحقيق مكاسب سياسية أو انتخابية؛ تتحقّق لهم أساساً عبر حالة الخصام تلك [1].
4/ المغمورون الطامحون إلى الشهرة بأي ثمن واجتذاب الأضواء بغض النظر عن المسلك غير الأخلاقي لذلك، بل والمسارعة إلى تقمّص دور ضحية مناهصي "حرية التعبير" واستعطاف قطاعات من الرأي العام إن أمكن [2].
5/ الراغبون في تضييق الخناق على الحريات العامة والشخصية، وتقليص حقوق الإنسان وممارسة الإقصاء والتهميش المجتمعي [3].
6/ المنهمكون في إذكاء التعصب الديني للمسيحية في مجتمعات علمانية، وذلك بجعل الجدل المتعلق بالإسلام وإثارة المخاوف من المسلمين هو قضية الساعة؛ ما قد يؤدي إلى ردود أفعال من قبيل التمترس ب"الهوية المسيحية" وربما إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة إنتاج تجارب تاريخية بائدة [4].
7/ العاملون بدأب على عزل المسلمين عن السياق المجتمعي الأوروبي، وتقويض مساعي المشاركة والاندماج الإيجابي التي يقوم بها المسلمون، بها وقطع الطريق على التواصل الإيجابي بين مكوِّنات المجتمع التعددي.
8/ الحريصون على اصطناع قطيعة بين أوروبا والعالم الإسلامي، وتوسيع الفجوات القائمة، وكذلك بين البلدان الأوروبية ومسلميها، وتوتير الأجواء وافتعال الأزمات البينية [5].
9/ المتطلعون إلى تمرير سياسات أو التغطية على أزمات أو غض الطرف عن ممارسات أيّاً كان نوعها، فهؤلاء جميعاً قد يجدون في حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا" صرفاً للنظر عن ذلك كلّه، وهم يستعملون تلك الموجة لهذه الأغراض حتى بدون قناعات فعلية بما يروِّجون له من إساءات.
10/ الطامعون في الترويج وجني الأرباح عبر الإقبال على مطبوعاتهم وأعمالهم المسيئة، إلى الدرجة التي تجعل نشر رسم مسيء للإسلام بشكل استفزازي؛ كافياً للخروج من أزمة تدهور المبيعات لمطبوعة دورية مثلاً.

ثانياً كيف يواجه مسلمو أوروبا تشويه الإسلام؟

إرشادات على مسارات التحرك:

أ) إرشادات تتعلق بحماية النسيج المجتمعي:

1/ تعزيز نهج الحوار والتواصل: لا غنى عن الحوار والتواصل لاحتواء نزعات التحريض والتشويه، التي ترمي إلى عزل المسلمين ودينهم عن المشهد العام التعددي.
2/ قطع الطريق على محاولات الإقصاء: إنّ تمكين محاولات التحريض والتشويه تلك من قطع وشائج الصلة بين المسلمين وغير المسلمين، أو تغييب دور المسلمين الإيجابي والفاعل في مجتمعهم ودولتهم؛ هو خطأ جسيم ينبغي الحذر منه.
3/ العمل الجماعي لعزل من يحاولون عزل المسلمين: طالما أنّ هناك من يلجأ إلى التشويه من أجل دقّ الأسافين وإثارة الضغائن المتبادلة بين المسلمين ومجتمعاتهم الأوروبية، وكذلك بين أوروبا والعالم الإسلامي؛ فإنّ المسؤولية تُملي على كافة الأطراف المعنيّة أن تتنبّه لما يُحيكه الحالمون بصراع الثقافات، وأن تتداعى لعزل تلك الإساءات وتفويت الفرص على مشعلي الحرائق في فضائنا الإنساني المتنوِّع، بحيث تنتهي تلك المحاولات المسيئة إلى عزل أصحابها [6].
4/ الحذر من تعميم الأوزار: إنّ المسلمين، وبخاصة في القارة الأوروبية، مُطالَبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بأن يعملوا على عزل مشعلي الحرائق بين أبناء المجتمع الواحد والنافخين في نار الأحقاد والمحرِّضين على الكراهية، وهذا ما يستدعي عدم تجريم المجتمع والبلد ككلّ لسلوك فئة فيه مهما اتسع تأثيرها (يسري ذلك على خطاب مسلمي أوروبا أساساً باعتبار حضورهم ضمن المشهد الداخلي)، كما يقتضي الأمر حثّ العقلاء واستنهاض الحكماء من غير المسلمين أيضاً، من المؤسسات والتجمعات وقوى المجتمع المدني والمسؤولين والأفراد؛ كي يساهم الجميع وبشكل مشترك في قطع الطريق على المتربِّصين بثقافة الوفاق والساعين إلى الخصام والشقاق.

ب) إرشادات تتعلق بالإطار العام لمواجهة التشويه:

1/ تحاشي ارتباك حضور مسلمي أوروبا ودورهم الإيجابي جراء التشويه: فبعض مرامي حملات التشويه تذهب إلى حدّ الرغبة في إرباك حضور المسلمين وتعطيل دورهم الإيجابي في مجتمعاتهم الأوروبية، ولذا فإنّ حمى التشويه تقتضي التنبّه إلى هذا الجانب أيضاً، والحذر من انشغال المسلمين عن واجباتهم ومسؤولياتهم أو تعكير صفو حضورهم الاعتيادي في المجتمعات الأوروبية.
2/ الردّ على التشويه من جبهة مجتمعية عريضة: إنّ الردّ على حملات التشويه ضد الإسلام والمسلمين لا ينبغي أن يصدر عن "الأقلية" المسلمة وحدها، بل ينبغي بناء التحالفات وتشكيل جبهات عمل وتحريك أكبر حشد من القوى المجتمعية لكي تشارك المسلمين الردّ. ولا ريب في أنّ الاختلال في موازين القوى لهذا الطرف أو ذاك في هذا السجال له تأثيره البالغ على عواقب الأمور ومآلاتها.
3/ كسب قادة الرأي: إنّ حملات الإساءة والتشويه هي بمثابة "أزمات تواصلية" تستهدف الوجود المسلم الأوروبي والإسلام والثقافة الإسلامية بشكل عام، وهنا لا بدّ من إدراك موقع قادة الرأي، من مثقفين وفنانين وكتاب ومعلقين ورجال دين ومشاهير ونجوم الرياضة وغيرهم، وتوظيف مكانتهم وتأثيرهم في الخانة الإيجابية بما يقوِّض حملات الإساءة والتشويه تلك.
4/ وضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم: يتوجب وضع المسؤولين وصانعي القرار في شتى المستويات أمام مسؤولياتهم الأدبية وأدوارهم التي لا ينبغي أن يتنصّلوا منها في مكافحة حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا"، ويجدر اعتبار ذلك أحد الأدوار الأساسية لمشاركة المسلمين المجتمعية. ويلحق بذلك التحرّك القانوني بشتى صوره وحثّ المستوى القانوني على النهوض بمسؤولياته في هذا الجانب.
5/ التنبّه للتشويه خلال المواسم الانتخابية: إنّ إدراج التشويه في المواسم الانتخابية يستدعي التحسّب على نحو خاص لردود الأفعال، بحيث يتم تنسيق تحرّكات الرامية لمعالجة الإساءات على نحو لا يخدم المرامي المسبقة للقائمين بذلك التحريض؛ بل أن يعود قدر الإمكان بتأثيرات معاكسة لما يأملونه.
6/ أخطاء المحرِّضين ودورها التنبيهي: في غمار حملات التحريض التي يمارسونها؛ قد يرتكب أولئك المحرِّضون أخطاء تكتيكية علاوة على خطيئة التشويه التي يقترفونها. إنّ التقاط ذلك واغتنامه له فعالية خاصة لمن يريد استثمار أخطاء المحرِّضين لإحباط حملاتهم وتفكيك مساعيهم [7].
7/ مأسسة الردود: الردّ على التشويه والتصدي لحمّى "الإسلاموفوبيا" المتعاظمة لا يمكن تحققهما بالاكتفاء بمنسوب الأداءات المتفرقة والجهود المبعثرة الصادرة عن قيادات عامة أو مؤسسات غير متخصصة. بل ينبغي إضافة إلى ذلك نهوض أطر مؤسسية ومجموعات عمل متخصصة في معالجة هذه الظواهر المتفاقمة.
8/ توزيع الأدوار: إنّ الطابع المعقد والمتشابك لظاهرة التشويه و"الإسلاموفوبيا" تفرض توزيع الأدوار في التعامل معها من مواقع شتى تغطي ألوان الطيف المجتمعي قدر الممكن وتتنوّع فيها الأداءات وألوان الخطاب. فالتركيز على أداءات بعينها، مثل إصدار البيانات وحسب، أو لون بعينه من الخطاب، وصدور ذلك عن جهات محدودة الحضور؛ مما لا يحقق الغرض ولا يعكس الجدية في الاستجابة للتحدي القائم.
9/ التعويل على "الشجاعة المدنية" في إحباط تمرير الرسائل المسيئة في ميدانها: إنّ الشجاعة المدنية (أو الأدبية) يمكنها أن تحبط تمدّد حمى التشويه، عبر ما يقوم به الأفراد والمؤسسات من صدّ تلقائي مباشر لمحاولات الإساءة تلك حتى في مهدها أو نطاقها الأقرب [8].
10/ استنفاذ التحرّكات القانونية المتاحة دون الاكتفاء بها: إنّ حمى الإساءة والتشويه تفرض معالجات متعدِّدة ومتشعبة، تستدعي أحياناً تحركات قانونية يخضع تقديرها لكل حالة بعينها. ولكن ينبغي في هذا الجانب عدم الاستئناس بالتعويل الحصري على المكاسب القانونية لأنها لا تنزع فتيل التشويه و"الإسلاموفوبيا" بالكامل؛ بل قد تصاحبها ردود أفعال أكثر سلبية؛ من قبيل عدم نجاح التحركات القانونية بما يعنيه ذلك من عواقب على تشجيع المسيئين والمحرِّضين، أو من قبيل تصوير المرافعات القضائية باعتبارها "محاكمة لحرية التعبير"، والسعي لاستدرار التعاطف مع المتورِّطين في الإساءات لأنهم يخضعون للمحاكمة أو حتى يُضطرون لقضاء عقوبات جزائية بسبب "آرائهم". وفي كل الأحوال؛ فإنّ الاكتفاء بالتحرّك القانوني هو قصور في مواجهة حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا"، إذ لا بدّ من استنفاذ أدوات الفعل المجتمعي ووسائله، وتطوير خيارات متجدِّدة في التعامل مع هذه الظاهرة المتفاقمة.
11/ تنسيق التحركات: مع تصاعد موجات الإساءة والتشويه تكون الأطر الجامعة والمؤسسات الكبرى المعبِّرة عن المسلمين في أوروبا، وكذلك خارجها؛ مطالبة بأن تتداعى إلى التوافق على السبل الأنجع للتعاطي الواعي مع تلك الظاهرة، والنظر في خيارات التصدي الناجع لنزعات الاستعداء والتحريض، وأن تضع تصوّرات مشتركة ترقى لأهمية هذه التطوّرات المقلقة ولكيفية قطع الطريق عليها واحتوائها بشكل حكيم. كما يلحق بذلك التواصل مع كافة الأطراف المجتمعية والسياسية (من غير المسلمين) في الفضاءات الأوروبية والدولية في الاتجاه ذاته، مع الحذر من أن يتصرّف المسلمون بمعزل عن نسيجهم المجتمعي الأوروبي.
12/ التعاطي الحسّاس مع العلاقات بين الأمم والدوائر الحضارية: الحذر من أن يظهر مسلمو أوروبا على أنهم يحرِّضون ضد بلدانهم ومجتمعاتهم الأوروبية في العالم الإسلامي [9].

ج) إرشادات تتعلق بالملامح الأساسية لمضامين الردّ:

1/ ينبغي الحذر من مسعى الاستدراج الذي تعمد إليه جمهرة المحرِّضين ضد الإسلام والمسيئين للمسلمين والثقافة الإسلامية؛ بتحويل الجدل من أزمة بشأن خطاب الكراهية والتحريض إلى نقاش بشأن حرية التعبير و"القيم الأوروبية". وهذا يقتضي من جانب عدم تركيز المرافعات على مسألة حرية التعبير، ومن جانب آخر على التذكير بأنّ التذرّع بحرية التعبير يبقى واهياً أمام محاولات الإساءة والتحريض، لأنّ الحرية تقتضي المسؤولية، وهذه المسؤولية لا تتجزّأ. كما يتوجّب التحذير من أن يتحوّل التذرّع بحرية التعبير إلى وصفة لإثارة الأحقاد والكراهية وملجأ يغتنمه العنصريون وغير المتسامحين. وإنّ ذلك مما يتعيّن كذلك تأكيده في مواثيق الشرف التي تتنّباها قطاعات الصحافة والإعلام والفنون، وتفعيله في التزاماتها الأدبية وممارساتها العملية. وفي كل الأحوال؛ فإنّ ردود الأفعال المسلمة ينبغي أن تتحاشى الظهور في خانة من يحرص على تقليص هوامش حرية التعبير أو الانقضاض عليها. كما ينبغي التنبيه إلى أنّه من غير اللائق توفير المبرِّرات لحمْلات التحريض ضد الإسلام وخطاب التشويه، وأنّ "قيم أوروبا" التي استماتت قروناً لترسيخها لا يُنتَظَر منها أن تنسجم مع نزعات التعصب والكراهية تلك.
2/ التعريف بالحقائق الناصعة ردّاً على التشويه: إنّ مسلسل الإساءات المتكرِّرة للرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، يبرز أهمية إيلاء عناية فائقة، للتعريف بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وبالرسالة التي جاء بها من عند الله جلّ وعلا. ولا يخفى ما عبّرت عنه المجتمعات الأوروبية من رغبة جامحة في الفهم والتعرّف على الإسلام والثقافة الإسلامية إثر أزمات السنوات الماضية، وهو ما يقتضي توفير أعمال مقروءة وبرامج إعلامية وثقافية تتجاوب مع ذلك بشكل رشيد ومثمر. إنّ تطوير آليات التعريف بالإسلام واغتنام الشغف المتعاظم في التعرف على هذا الدين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو أحد الاستجابات الأساسية الهامة لتحدي التشويه و"الإسلاموفوبيا" [10].
3/ التعويل على التأثير الارتدادي: كثيراً ما تُستخدم أوصاف ومعايير مثيرة للجدل بحق بعض ثنايا الوجود المسلم في أوروبا، من قبيل "خطباء الكراهية" و"مثيري الأحقاد" و"المحرضين على الكراهية". إنّ هذه الأوصاف لا ينبغي أن تغيب في مجالات الردّ على "خطاب الكراهية" و"إثارة الأحقاد" و"التحريض على الكراهية" التي يعمد إليها المنهمكون في حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا".
4/ الحذر من ردود الأفعال المُسيئة: إنّ المسؤولية إزاء حملات الإساءة والتشويه تقتضي الحذر من الانجرار إلى ردود أفعال تُذكي تلك الإساءات وتفاقمها، وتحقِّق للمحرِّضين ضد الإسلام بعض ما يَصبُون إليه من الخصام والتباعد بين المسلمين وغير المسلمين، خاصة مع نزعة الحرص على إظهار الثقافة الإسلامية لصيقةً بإرادة العنف والنزوع إلى الغضب الجامح. إنّ محاولة استلاب وعي الجمهور في المجتمعات الأوروبية لصالح التشويه والتحامل؛ تقتضي تبصرة العقول وكسب القلوب؛ لا شحن النفوس والإلقاء بها إلى مرتع التنابذ والخصام.
5/ تفكيك مرتكزات الادعاءات والمزاعم التي يستند إليها التشويه، والردّ عليها بما يتيحه المجال، ولكن دون حصر الردود في هذا الجانب بل ينبغي تفعيل شتى خيارات التعاطي المتاحة. فربما لا يكون من المناسب الردّ على الإساءات بإثارة نقاش عام في مسألة بعينها طالما كانت الأجواء مشحونة بما لا يساعد على التداول الهادئ والعلمي، وطالما أنّ العامل الابتدائي في الأمر هو التشويه والتحامل الذي قد يطغى على أجواء النقاش والتداول، خاصة في ظل الافتقار إلى المعرفة الحقة وشيوع الأحكام المسبقة السلبية والصور النمطية في شرائح واسعة من الجمهور. ويمكن توزيع الأدوار من الناحية الزمنية بحيث يتم السعي للاحتواء العاجل لموجة التشويه القائمة، قبل أن تجري معالجة مرتكزات الادعاءات التي استندت إليها بوسائل متوسطة المدى وطويلة المدى [11].
6/ تفكيك خطاب التشويه: يعتمد خطاب التشويه على مرتكزات وادعاءات، ويوظف عناصر نفسية، ويوغل في الإثارة، ويورد حقائق مجتزأة ليضرب الحقيقة الكلية بالحقيقة الجزئية، وغير ذلك من الوسائل في المضمامين والقوالب والشكل العام والسياقات المصاحبة. إنّ قسطاً وافراً من الاهتمام ينبغي أن ينصبّ على التوجّه لتفكيك ذلك الخطاب وإظهار تهافته وحقيقة مرتكزاته الواهية وتناقضه أيضاً [12].

د) إرشادات تتعلق بالجهود الوقائية والعلاجية:

1/ استباق الإساءات المتوقّعة بتحرّكات وقائية أو بتحضيرات كافية: ففي بعض الحالات يكون بالوسع توقّع الإساءات وحملات التشويه والتحريض قبل وقوعها، وهذا يتيح هامشاً أوسع للتحضير والمناورة والاستباق؛ يمكن أن تفيد منه المساعي الرامية لإحباط تلك الحملات والحيلولة دون تمدّدها [13].
2/ مكافحة التشويه و"الإسلاموفوبيا" عملية متواصلة: ينبغي الحذر من مكافحة التشويه و"الإسلاموفوبيا" بطريقة ردود الأفعال الآنية وحسب؛ بل يتوجب إدراك أنّ هذه ظاهرة متواصلة وكامنة تعبِّر عن ذاتها بشكل صارخ من جولة إلى أخرى. إنّ مواجهة ذلك لا ينبغي أن يكون بطريقة الأداء الموسمي المتقطع، بل اعتبارها عملية متواصلة وتسير بخطى منهجية.
3/ الحذر من تحوّل التشويه إلى ممارسة اعتيادية مقبولة: إنّ تعاقب حملات التشويه و"الإسلاموفوبيا" وتلاحقها واتساع نطاقها وتنوّع تجلِّياتها؛ يجعلها أقدر على تثبيت أقدامها في مواقع مجتمعية متقدمة بحيث يتسع تأثيرها وتتحوّل إلى ممارسة اعتيادية مقبولة يصعب احتواؤها أو التخفيف من عواقبها الوخيمة.
4/ رأب الصدع بين أوروبا والعالم الإسلامي دون الانفراد باحتواء عواقب الإساءة: مسلمو أوروبا حريصون على عدم اتساع الشقة بين أوروبا والعالم الإسلامي، وهم سيبذلون جهودهم في هذا الاتجاه، ولكن لا يُنتظر منهم أن يتطوّعوا في كل جولة تلقائياً بتهدئة خواطر العالم الإسلامي دون أن تكون هذه مهمة مشتركة من كافة الأطراف المعنية، فعلى الجميع الوقوف عند مسؤولياته.
5/ تجنّب تبلوُر عقدة المظلومية والانزواء لدى المسلمين: إنّ حمّى التشويه والاستهداف الضاري للإسلام؛ تتزامن مع حالات الاحتلال والحروب والأزمات التي يعاني منها العالم الإسلامي، وكذلك مع وقائع الانتهاكات والتعديات على الحقوق الفردية والجماعية التي تسجل بحق الوجود المسلم في بعض مناطق أوروبا. إنّ هذه الظواهر المتضافرة يمكنها أن تنتج، أو تذكي؛ حالة من المظلومية والاعتقاد بالوقوع ضحية الاضطهاد في أوساط المسلمين، بحيث تدفع إلى ردود أفعال متطرِّفة في طابعها وتحرِّض على نزعة الانزواء عن المشاركة المجتمعية والانكفاء على الذات والتقوقع والإحجام عن التواصل مع الآخرين وخبو إرادة المشاركة. إنّ مسعى التصدي لحملات الإساءة والتشويه تلك؛ ينبغي أن يولي هذه المضاعفات السلبية عنايته أيضاً ويعمل على احتوائها، ومن ذلك حثّ الجمهور المسلم على التفاعل الإيجابي والتعبير عن ذاته بثقة وانفتاح وإيجابية، وتوليد خيارات متجدِّدة من الفعل المثمر والمشاركة الحميدة.

ثالثاً بعض مضامين الخطاب في مواجهة حمى التشويه:

1/ إنّ هذا التشويه وتلك الإساءات والمزاعم الواهية عندما تحاول النيل من الدين الإسلامي إنما تصدر عن جهل وافتقار للمعرفة الحقة الصحيحة، وهي نتاج معلومات مشوّهة وانطباعات مسبقة وأحكام جاهزة حافلة بالتعصّب والتحامل تجافي الحقيقة وتتجاهلها.
2/ إنّ التطاول على الدين الإسلامي ومقدّساته، والتعدِّي على المقام النبوي الشريف، مما يشي بروح عنصرية ذميمة، وينطوي على انتهاك سافر للقيم والمبادئ والأخلاقيات المرعية، علاوة على أنها محاولة تقويض خطيرة لفضاءات التفاهم الإنساني المشتركة. إنّ ذلك يقتضي بكل تأكيد الإدانة الواضحة لتلك الإساءات وشجبها بأقصى العبارات والتنبّه لمراميها وعزل القائمين عليها.
3/ الدعوة إلى الحوار والتفاهم وإعلاء هذه القيمة وأهميتها بالنسبة للسلم المجتمعي، مع إبداء الحرص على التواصل لاحتواء نزعات التحريض والتشويه، التي ترمي إلى عزل المسلمين ودينهم عن المشهد العام التعددي.
4/ استدعاء عبر التاريخ وعظاته والتحذير من تكرار التجارب الخاطئة والمسيئة بكل ما تفضي إليه من عواقب وخيمة. والتذكير بأنّ ما يجري هو إعادة إنتاج الصور الكريهة المنقولة من عصور الظلام ومن الخطاب العنصري البائد في أوروبا. كما أنّ النزعات المتطرِّفة من التحامل والإساءة بحق الإسلام، التي أطلّت من نافذة الخطاب السياسي المشحون أو رسوم الكراهية، سبق وأن عبّرت عن نفسها في التاريخ الأوروبي الحديث بصور شتى في مجال التعبئة السياسية وحقل الإعلام والفنون ورسوم الكاريكاتير. وقد اكتشفت أوروبا خطورة ذلك المنحى العنصري ومآلاته، وما أفضت إليه ثقافة الكراهية والأحقاد تلك من عواقب وخيمة وانتهاكات خطيرة وفظائع، مثل ما جرى في النصف الأول من القرن العشرين. ولذا فإنّ دروس التاريخ القريب وعِظاتِه تقتضي عدم التساهل مع أعمال التحريض والكراهية التي تستهدف المسلمين هذه المرّة، والعمل على تطويقها بمزيد من التماسك المجتمعي وتجسير الفجوات، مع تجريم تلك التجاوزات والإساءات.
5/ التحذير من أنّ حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا"، بشتى تجلياتها ومستجداتها؛ إنما تمثل محاولة للإساءة البليغة إلى البلد الذي يشهد الحالة المعنية وقيمه، مع الإشارة إلى ما شهده هذا البلد من تجارب إيجابية مفترضة في التعايش والوفاق، بما يفرض على كافة الأطراف أن تعمل على تعزيز تجربة الوفاق والتواصل الإيجابي هذه، وعزل نزعات التحريض والكراهية التي تشي بها الرسوم المسيئة.
6/ تأكيد حاجة المجتمعات لتعزيز إرادة الحوار وروح الوفاق بين مكوِّناتها، بما يشمل المسلمين أيضاً، وضمن الفضاء العالمي؛ بما في ذلك العلاقة بين أوروبا والعالم الإسلامي.
7/ ربط حمى التشويه و"الإسلاموفوبيا" بالانتهاكات والتعديات على السلم المجتمعي، والاستدلال بأية معطيات موثقة متاحة عن شواهد مقلقة في هذا الجانب، من قبيل الاعتداءات البدنية والتهجّمات اللفظية وممارسات التفرقة والتمييز التي تستهدف المسلمين.
8/ حثّ العقلاء واستنهاض الحكماء في المجتمع الواحد (من غير المسلمين أيضاً)، من المؤسسات والتجمّعات ورجال الدين وقوى المجتمع المدني والمسؤولين والأفراد؛ كي يساهم الجميع وبشكل مشترك في قطع الطريق على المتربصين بثقافة الوفاق والساعين إلى الخصام والشقاق، وأن تتعزّز الجهود الرامية لتشجيع التضامن المجتمعي المتبادل والتماسك في وجه التعصب والإساءات.
9/ التعبير عن الحرص على الصالح العام للبلد والمجتمع مهما صدرت تلك الإساءات، ونبذ أية ردود أفعال تذكي تلك الإساءات وتفاقمها، وتشحن النفوس وتظهر الثقافة الإسلامية جوراً وكأنها لصيقة بإرادة العنف وتنزع إلى الغضب الجامح.
10/ التذكير بالمسؤولية الذاتية للإعلاميين ووسائل الإعلام، وكذلك للفنانين والقطاعات الفنية، في الحذر من أن تتسلّل مساعي الإساءة وإثارة الأحقاد ونشر الكراهية عبر أعمال إعلامية أو فنية، مع الإعراب عن التقدير للإبداع والحرية التي تكتسب قيمتها بالمسؤولية.
11/ اعتبار أنّ التذرّع بحرية التعبير يبقى واهياً أمام محاولات الإساءة والتحريض، لأنّ الحرية تقتضي المسؤولية، وهذه المسؤولية لا تتجزّأ. ويتوجّب التحذير من أن يتحوّل التذرّع بحرية التعبير إلى وصفة لإثارة الأحقاد والكراهية وملجأ يغتنمه العنصريون وغير المتسامحين.
12/ التنبيه إلى أنّه من غير اللائق توفير المبرِّرات لحمْلات التحريض ضد الإسلام وخطاب التشويه، وأنّ "قيم أوروبا" التي استماتت قروناً لترسيخها لا يُتَصوَّر أنها تنسجم مع نزعات التعصب والكراهية تلك.
13/ الدعوة إلى تجريم الإساءات البليغة وحمى التشويه التي تستهدف الإسلام ومقدّساته، مع التذكير بما تحقّق في هذا الشأن من مكتسبات والحثّ على تطويرها والبناء عليها، مع الإشارة إلى الأدوار والمسؤوليات الملقاة على عاتق المستويات الرسمية والجهات المختصة في هذه الشؤون.
14/ إبداء الاستعداد للنقاش العلمي بشأن بعض المسائل المثارة، بالشكل المبني على أسس صحيحة، وإظهار انفتاح الإسلام على التساؤلات النقدية، مع التشديد على نبذ التشويه والتحريض والكراهية وما يشحن النفوس ويوغل في توظيف القوالب النمطية المستوحاة من عصور الظلام [14].
------------------------------------------------------------------------
[1] من قبيل التكتيكات التي يتبعها اليمين السياسي المتطرف في الحملات الانتخابية.
[2] يكفي هنا مثلاً الحديث عن تلقي تهديدات بالقتل للقفز إلى قلب دائرة الضوء الإعلامي.
[3] ففي ظل الخوف يمكن تمرير قوانين مثيرة للجدل وشرعنة التعدي على المجال الشخصي للأفراد وممارسة انتهاكات إجرائية وافرة.
[4] تمارس ذلك بعض المجموعات الأصولية المتطرفة من قبيل "الوسط المسيحي" في ألمانيا، وكذلك يقوم بعض رجال الدين للأسف بإذكاء هذه النزعة بطريقة غير مسؤولة.
[5] غالباً ما يتم ذلك لمرامٍ سياسية، كما يبدو أنّ افتعال أزمات من هذا النوع هي خيار مفضل للحدّ من تضامن الشعوب الأوروبية مع القضايا العادلة في العالم الإسلامي كالتحرّر من الاحتلال.
[6] يُشار هنا مثلاً إلى الردود الإيجابية التي شهدتها تجربة الإساءة التي شهدتها السويدية في سبتمبر 2007، وتجربة إخفاق السياسية النمساوية المتطرفة سوزانا فينتر في كسب تأييد الجمهور في يناير 2008، وكذلك الانتقادات التي قوبل بها الفيلم المسيء "فتنة" في هولندا.
[7] يشمل ذلك مثلاً؛ الممارسات التي يقوم بها الجمهور المتأثر بخطاب التحريض وأية تعديات على السلم المجتمعي يمكن أن يقوم بها أفراد على خلفية العداء للإسلام، كالهجمات على المساجد والمدارس الإسلامية وتشويه مقابر المسلمين والاعتداءات البدنية والتهجّمات اللفظية على المسلمين.
[8] من قبيل امتناع موزعي صحيفة "كلاينه تسايتونغ" النمساوية عن توزيع عدد الصحيفة التي تضمّنت نشراً للرسوم الدانمركية المسيئة، وذلك في يناير 2006.
[9] يمكن استلهام الدروس والعظات من التجربة الدانمركية في هذا الشأن عقب أزمة الرسوم الأولى المنشورة في 30 سبتمبر 2005.
[10] من أمثلة ذلك إصدار كتب، وعقد ندوات، وإطلاق مواقع إلكترونية.
[11] مثلاً؛ يمكن التداعي لعقد ندوات أو تأليف دراسات في الموضوعات المُثارة، كما يمكن السعي لتعديل المناهج الدراسية في هذا الشق عبر جهود تخصّصية، وهذا كلّه يتطلب وقتاً ومما لا يتيسّر الإتيان به في غمار التعاطي العاجل ومحاولات الاحتواء السريع لموجات الإساءة والتشويه.
[12] مثال: عندما تُشَنّ حملة ضد المآذن واعتبارها دخيلة على الهوية المعمارية لأوروبا؛ يمكن الاستشهاد بوجود عدد كبير من المآذن والقباب المبنية على نمط المساجد منذ قرون في أوروبا الغربية وبمبادرة من معماريين غير مسلمين.
[13] من قبيل توقع مضامين الخطاب في الحملات الانتخابية المقبلة، أو توقّع ردود الأفعال على تقرير رسمي ما سيصدر بتاريخ معروف سلفاً، أو غير ذلك.
[14] يُلاحَظ هنا أنّ أجواء الشحن السلبي والدعاية التشويهية لا تمثل الملابسات الأنسب للنقاش العلمي والحوار الموضوعي والنقاش الهادئ، فلكل مقام مقال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.