لقد أطللت علينا من خلال قناة الجزيرة مساء يوم الأحد 9 جانفي 2011 بعد المجزرة الرهيبة التي حصلت في القصرين و تالة و الرقاب و التي ذكّرتنا بما يحصل للأشقاء الفلسطينيين في غزّة كلما قام الصهاينة بتنفيذ أحد إعتداءاتهم الهمجية لتقول ماذا .... بأن الرسالة وصلت .... أيّ رسالة هذه التي تتحدّث عنها .... و أيّ ردّ عليها سيكون ... سوى الوعود الكاذبة و الزائفة و المنافقة ... و القمع و الإعتقال .... و الرصاص .... لو ينطق الحجر .... لو تنطق " حجرة سقراط " التي طالما اعتليتها في كلية الحقوق بتونس لتلهب الجماهير الطلابية بخطاباتك الثورية لو ينطق الحجر فيذكّرك بما كنت تقوله كلما هاجمت قوّات " البوب " أو قوّات القمع كما كنت تسمّيها المركّب الجامعي و تصيح في الطلبة و تدعوهم إلى مقاومتها و الصمود أمامها بالرغم من أنها لم تكن تستعمل سوى الهراوات و القنابل المسيلة للدموع و ليس الرصاص الحيّ كما حصل في المجزرة الأخيرة ... لو ينطق الحجر فيذكّرك بما كنت تتغنّى به من مقولات عن حرية التعبير و الديمقراطية لو ينطق الحجر فيذكّرك بالمسيرات التي كنت تقودها و تشارك فيها دفاعا عن الحركة الطلابية لو ينطق الحجر فيذكّرك بما كنت تقوله في السلطة و ما تطلقه عليها من نعوت هل تستطيع حتى مجرّد التخفيف من سرعة آلة القمع الرهيبة التي انطلقت بشكل هستيري لتطال آلاف الطلبة و التلاميذ ضربا و إيقافا و اعتقالا و تعذيبا .... و قتلا بالرصاص .... هل استمعت إلى آهات الأمّهات وهنّ يبكين فلذات أكبادهنّ الذين فارقوهم إلى الأبد بعد أن أصابهم رصاص الغدر و الظلم ألم تستمع إلى صيحات الإستغاثة في المستشفيات و الشوارع .... ألم تستفزّك آلام و آهات المعذّبين في الأرض في مختلف مدن و قرى البلاد ... أين أنت من شعار " تلامذة و طلبة و عمّال كلّهم جبهة نضال " الذي طالما رفعته في ساحة كلية الحقوق و أين أنت من مبادئ و قيم القوانين التي درستها على أيدي أساتذتك في كلية الحقوق .... هل ما زلت ملتزما بها .... هل مازلت تؤمن بكرامة الإنسان و بالحرمة الجسدية للإنسان ... كلاّ و ألف كلاّ ... فالطلبة الذين كنت تخطب فيهم و تقودهم في التحرّكات يتعرّضون الآن للإعتقال و التعذيب و التنكيل و الطرد من الدراسة و المحاكمات الجائرة .... و القتل بالرصاص الحيّ .... و أنت صامت لم تحتجّ .... لم تندّد كما كنت تفعل من قبل ... لم تقل و لو كلمة واحدة .... و الساكت عن الحقّ شيطان أخرس .... ألم تثرك مشاهد جثث الشباب و قد اخترقها الرصاص و أصابها في مقتل في القلب و في الرأس و في الصدر و في العمود الفقري .... ألم تتألّم لذلك .... ألم تتحرّك فيك المشاعر الإنسانية .... إنك لم تكلّف نفسك حتى الترحّم على الشهداء الذين سقطوا ظلما و عدوانا بالرصاص الحيّ لقوّات البوليس و لم تتقدّم بتعازيك لأهاليهم وهو ما يفعله - بعفوية و بكل تلقائية - كل المتدخلين على شاشات القنوات التلفزية في مثل تلك الأحداث و الحالات و لكنّك لم تفعل .... خسئت و خسئ المافقون و الكذابون و المتزلّفون و الوصوليّون و الظالمون أعداء الشعب و الجماهير .... ابن الوطن آخر تحديث : الساعة 17 و 30 د الثلاثاء 11 جانفي 2011 طلبة تونس