الهادي بريك - بون - ألمانيا / خاص بالحوار نت / انتظمت يوم السبت 24 أكتوبر 2009 تظاهرة احتجاجية أمام قنصلية تونس بمدينة بون الألمانية وذلك بدعوة من المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين (تأسست في أواخر شهر جوان حزيران 2009 ومقرها باريس).
شارك في التظاهرة عدد من الرجال والنساء التونسيين المحرومين من حقهم في جواز سفر تونسي بسبب معارضتهم السياسية لسلطة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
تعبأت القنصلية التونسية كعادتها في مثل هذه التحركات الاحتجاجية فجندت عشرات من التونسيين والتونسيات الذين تسلط عليهم معاول التخويف والإرهاب تمنّ على هذا بتجديد جواز سفره وتتوعد تلك بتهمة التعاطف مع الإسلاميين في حالة رفض التعاون مع زبانية القنصلية التي حولتها السلطة سيما بعد انقلاب بن علي ضد بورقيبة إلى خلايا أمنية نشيطة تتعقب المعارضين.
بينما اقتصرت هذه الحركة من جانب التونسيين المعارضين على رفع شعارات مكتوبة باللغتين العربية والألمانية تطالب بتمكينهم من حقهم الدستوري في جواز سفر مسفهين كعادتهم في برلين منذ عام تقريبا ومناسبات أخرى مماثلة الصاخبين بحناجرهم في الضفة الأخرى للشارع الذين ظلوا على امتداد ساعات ثلاث كاملات يرددون شعارات سخيفة من مثل "الله وحد الله وحد بن علي ما كيفو حد" فضلا عن تفاهات أخرى يربأ هذا التقرير بنفسه عن ذكرها.
من المظاهر التي تؤكد تضرر المواطنين التونسيين حتى وهم في ألمانيا من السياسة الأمنية القمعية التي تبسط سلطان الخوف والهلع على كثير من الناس.. من ذلك ما شاهدناه في هذا اليوم: عجوز مسنة يبدو أنها ترزح تحت وطأة المرض تمشي الهوينا مثقلة تستند عن يمين وشمال إلى رجلين يقودانها إلى القنصلية لتتمكن من الإدلاء بصوتها في المسرحية الانتخابية الهزلية.. من ذلك أيضا: رجل يقسم بأغلظ الأيمان لزبانية القنصلية بأنّ زوجه طريحة الفراش ولا يتسنى لها القدوم إلى القنصلية وهو مستعد للتصويت بالنيابة عنها إذا سمح له بذلك..
من تلك المظاهر كذلك وهو ما شد انتباه المارة فضلا عن المتظاهرين أن امرأة ظلت تعبر بحمية ساخنة عن مساندتها المطلقة لبن علي شانة حملة ضد المتظاهرين حتى أنها وهي في يم الهستيريا التي أودعها إياها زبانية القنصلية خلعت خمارها وظلت تلوح به في اتجاه المتظاهرين تشبعهم كلاما بذيئا مما ذكر المتظاهرين بحالة شبيهة بالتظاهرة التي نظمت أمام سفارة تونس في برلين إذ تعمد السلطة في كل مرة إلى تسخير سفيه من هؤلاء يستدرج المتظاهرين إلى الخروج عن أدب التعبير السياسي والحقوقي المتحضر..
كما جندت القنصلية لمواجهة التظاهرة كعادتها رجلا ألبسته العلم التونسي وزودته بآلة طبل فيما استحال المشهد في جزء كبير منه إلى حفل يرقص الحاضرون على أنغام موسيقاه سيما أنّ القنصلية ثبتت في بوابتها مصدحات تشنف الآذان بالأغاني وموسيقى المزود بضاعة سلطة بن علي بعد الانقلاب ضد بورقيبة الذي منع المزود بالكلية في حياته..
غطى الحوار.نت هذه التظاهرة وكذلك راديو كلمة عن طريق ممثله السيد طه البعزاوي الذي أجرى حوارات مع عدد من الحاضرين يمكن متابعتها على إذاعة الراديو..
وفي الختام شكر البوليس الألماني المتظاهرين على حسن سلوكهم وتعاونهم على حفظ النظام متمنيا لهم عودة كريمة إلى بلادهم.