أفادت أنباء بأن الجيش التونسي اعتقل مسؤولا أمنيا كبيرا ومقربين من عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بينما كانوا يحاولون الفرار إلى ليبيا. كما أنه اشتبك مع عناصر مسلحة يعتقد أنها من بقايا النظام السابق، وذلك سعيا منه إلى وضع حد للانفلات الأمني وأعمال النهب والسلب التي يتصدى لها المواطنون بلجان شعبية لحفظ الأمن. وذكرت روايات -نقلتها الجزيرة عن مصادر في مدينة بنقردان الواقعة على الحدود مع ليبيا- أن مواطنين ألقوا القبض على مدير الأمن الرئاسي السابق الجنرال علي السرياطي الذي يعتقد أنه ضالع في تنظيم العناصر الأمنية المسلحة التي تشير تقارير متواترة إلى أنها تعمل على إحداث بلبلة. وذكرت الروايات ذاتها أن سليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع اعتقل أيضا أثناء محاولته الفرار إلى ليبيا, وأنه معتقل في ثكنة للجيش في المنطقة. ونقل شاهد عيان للجزيرة رواية تفيد بأن اثنين آخرين من عائلة زوجة الرئيس المخلوع وهما حسام الطرابلسي وزوجته اعتقلا. وفي باريس, قالت الخارجية الفرنسية إنها لا تتوقع من أقارب لبن علي يوجدون حاليا في فرنسا -ومن بينهم ابنته نسرين (24 سنة)- أن يظلوا فيها. وقال مراسل الجزيرة في باريس زياد طروش إن السلطات الفرنسية ربما تكون طلبت منهم فعلا المغادرة, وبالتالي فإنها لن تمنحهم اللجوء. من جهتها, ذكرت قناة "نسمة" التونسية الخاصة أن عماد الطرابلسي -ابن شقيق زوجة بن علي وأحد أبرز المتهمين بالفساد- قتل طعنا بسكين. شبان في إحدى الضواحي شكلوا لجنة شعبية لمواجهة اعتداءات محتملة (الفرنسية) إنهاء الانفلات وقد أظهرت لقطات بثها التفزيون التونسي صورا لشبان اعتقلوا وفي حوزتهم أسلحة بيضاء, فيما تم تداول أشرطة فيديو على موقع فيسبوك أظهرت اعتقال عناصر يعتقد أنها أمنية من قبل الجيش. وقال مراسل الجزيرة في تونس لطفي الحجي إن الجيش يلقي القبض على أشخاص يخلون بالأمن, مشيرا إلى هدوء يسود العاصمة تونس التي كانت شهدت في وقت سابق أعمال نهب واعتداءات استهدفت مجمعات تجارية وممتلكات أخرى خاصة في محيط المدينة. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية, فإن الجيش تبادل إطلاق النار لمدة عشر دقائق مع عناصر مسلحة في ضاحية الكرم الغربي القريبة من ضاحية قرطاج حيث قصر الرئاسة. وأفادت أنباء بأن اشتباكا آخر بين الجيش ومسلحين وقع في ضاحية باردو غرب العاصمة. وأفادت أنباء بأن وحدات أمنية تعمل مع الجيش حذرت السكان في ضاحية المرسى من مسلحين على متن سيارات مستأجرة, فيما تواترت شهادات من عدة مناطق في العاصمة وخارجها عن محاولة مسلحين يركبون سيارات مستأجرة أو لا تحمل لوحات تسجيل تنفيذ اعتداءات وترويع السكان. وقال مراسل الجزيرة في تونس لطفي حجي ونقابيون من مدن مختلفة إنه شكلت لجان شعبية لحماية الممتلكات الخاصة والعامة من الاعتداءات. من جهتهما, أشار مراسلا الجزيرة في بنقردان بسام بونني ونبيل الريحاني إلى أن الجيش والحرس الوطني يسيران دوريات مشتركة. وقال ضابط في الشرطة التونسية للجزيرة إن قوات الأمن الداخلي تنظم نفسها لتساعد الجيش على وضع حد للانفلات. وفي الأثناء هاجم محتجون مزيدا من المباني التي يملكها الرئيس المخلوع وعائلته, وكان آخرها مسكن فخم في منطقة الحمامات السياحية جنوب العاصمة. الجيش انتشر في عدة مناطق لحماية الممتلكات والأفراد (الجزيرة نت) أحداث بالسجون وبينما يحاول الجيش والقسم المتبقي من أجهزة الأمن إنهاء الانفلات وضبط العناصر المسلحة التي يعتقد أنها من أجهزة موالية لبن علي -الذي فر الجمعة إلى المملكة العربية السعودية- مثل الحرس الرئاسي, شهدت سجون تونسية السبت ما يشبه التمرد مما تسبب في مقتل عشرات وفرار عشرات وربما مئات. وقتل ما لا يقل عن 57 شخصا حرقا أو اختناقا بالدخان في سجن مدينة المنستير الساحلية, بينما لقي عشرة مصرعهم في ظروف مشابهة بسجن مدينة المهدية المجاورة. ونقل مراسل الجزيرة في العاصمة التونسية أن سجونا أخرى في مدينة بنزت شمال العاصمة والمرناقية وصفاقس ومدنين جنوبها شهدت أحداثا مماثلة. ونقلت وكالة أسوشيد برس أن مدير أحد السجون التونسية سمح بإطلاق ألف سجين, وهو ما رأى فيه مساندون للانتفاضة التي أطاحت ببن علي دليلا آخر على محاولة بقايا النظام إرباك الوضع