محمد النجار-عمان احتفل عشرات الناشطين الأردنيين ظهر السبت بسقوط نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي أمام مقر السفارة التونسية في عمان. ووزع شبان الحلوى على المعتصمين احتفاء بسقوط "الطاغية" كما رددوا في هتافاتهم، في حين رفع آخرون باقات الورود. وخلال الاعتصام الذي تجمع بشكل عفوي وشارك فيه ناشطون من مختلف الاتجاهات القومية واليسارية والإسلامية، رفعت لافتات كتب عليها "نهنئ الشعب التونسي بسقوط الطاغية بن علي" و"نترحم على أرواح شهداء الشعب التونسي الأحرار". وهذا الاعتصام هو الثالث منذ بدء الاحتجاجات في الجمهورية التونسية الشهر الماضي، والثاني خلال 24 ساعة، إذ تجمع عشرات الناشطين مساء أمس الجمعة احتفاء بتغيير النظام في تونس. هتافات لتونس وردد المعتصمون هتافات لتونسوالجزائر سمع منها "تحية للشعب الثائر في تونسوالجزائر"، و"يا حكام وين نخوتكم.. شعب تونس أشرف منكم". الورود ترفع احتفاء بسقوط بن علي أمام سفارة تونس بعمان كما نالت الهتافات الحكومة الأردنية بشكل قاس، إذ سمع منها "طاق طاق طاقية.. حكومة حرامية"، و"يا رفاعي يا جبان اسأل زيد عن نيسان"، في إشارة إلى أحداث أبريل/نيسان 1989 التي انتهت بتغيير عاهل الأردن الراحل الملك حسين لحكومة زيد الرفاعي والد رئيس الوزراء الحالي سمير الرفاعي وبدء التغيير الديمقراطي في المملكة. كما هتف المتظاهرون ضد مجلس النواب الأردني، وهاجموا منح 111 نائبا من أصل 119 الثقة لحكومة سمير الرفاعي، وسمع من هتافاتهم "111 جبانا أعطوا الثقة بالمجان". كما شملت الهتافات الرئيس المصري حسني مبارك وسمع منها "يا مصر بنستنا الثورة.. حسني مبارك اطلع برة"، وغيرها من الهتافات. وكانت قوات الشرطة الأردنية اعتقلت سائق سيارة أجرة توقف أمام المعتصمين وبارك لهم سقوط "الطاغية"، وقال "عقبال البقية" قبل أن تعتقله دورية للشرطة، لكن الناطق باسم الأمن العام المقدم محمد الخطيب الذي كان موجودا عند الاعتصام أبلغ الجزيرة نت أنه تم الإفراج عن السائق. وقال القيادي النقابي خالد رمضان أثناء وجوده بالاعتصام للجزيرة نت إن المعتصمين أمام سفارة تونس جاؤوا "إحياء لدماء شهداء الشعب التونسي ودماء الشاب البوعزيزي البائع المتجول الذي حوّل رئيس دولة إلى طريد متجول في العالم". وتابع أن الرسالة للحكام العرب أن يتعظوا، وقال إن "ارتدادات ما يجري في تونس تظهر في الجزائر وقريبا في مصر. على الحكام العرب أن ينتبهوا لأنه لا يوجد شيء مضمون إلا الشعب". رمضان: على الحكام العرب أن ينتبهوا لأنه لا يوجد شيء مضمون إلا الشعب مسيرات وهيمنت الأحداث في تونس على مزاج الشارع الأردني منذ أمس الجمعة الذي شهد مسيرات انطلقت في مناطق أردنية من الشمال للجنوب. وهتف المتظاهرون للشعب التونسي، وفي حين رفع بعضهم لافتات تحيي الشعب التونسي، حمل آخرون علمي تونسوالجزائر. وفي إطار متصل قال ناشطون بمدينة الكرك للجزيرة نت إن وزارة الصحة قررت اليوم نقل المساعد الإداري لمدير مستشفى الكرك الدكتور صايل الخيطان إلى مستشفى جرش الذي يبعد عن مقر عمله الحالي أكثر من 200 كلم لمشاركته في مسيرة أمس ضد الغلاء في الكرك. وجاءت المسيرات احتجاجا على ارتفاع كلفة المعيشة في الأردن وسياسات الحكومة الاقتصادية، كما شمل جانب كبير من النقد الشعبي مجلسَ النواب، وهاجم متظاهرون النواب ووصفوهم ب"الأموات". وغابت أحزاب المعارضة الأردنية وقيادات النقابات المهنية عن مسيرات الجمعة التي كان الغائب الأكبر عنها الحركة الإسلامية بجناحيها (الإخوان المسلمون وجبهة العمل الإسلامي)، بينما شاركت قيادات من الإخوان في مسيرة إربد. وتعتصم أحزاب المعارضة والنقابات أمام مقر مجلس النواب غدا احتجاجا على سياسات رفع الأسعار في الأردن، في الوقت الذي سيناقش فيه البرلمان سياسة الحكومة فيما يتعلق بالأسعار في جلسة خصصت لهذه الغاية. وتأتي هذه التحركات في الأردن رغم ما اتخذته الحكومة من قرارات "لتخفيف الأعباء عن المواطنين"، كما جاء في إعلان رئيس الوزراء سمير الرفاعي الأسبوع الماضي. وقررت الحكومة تخفيض أسعار البنزين والسولار والغاز ودعم سلع أساسية ضمن حزمة قرارات قالت الحكومة إنها ستكلفها 120 مليون دينار (169 مليون دولار) ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ إخوان الأردن يهنئون التونسيين المراقب العام لإخوان الأردن يتحدث في الندوة في منتدى السبيل الإعلامي الليلة (الجزيرة نت) محمد النجار–عمان هنأ المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الأردنيين همام سعيد الشعب التونسي ب"هدم" نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وترحم على أرواح شهداء انتفاضته، مذكرا بأنه ليس هنالك أغبى ولا أجهل من الحاكم الذي يظن أنه أقوى من الشعب، أو أقوى من إسلام الشعب وإيمانه. وقال سعيد -في لقاء جمعه مع صحفيين بمنتدى السبيل الإعلامي مساء السبت- إن الإخوان المسلمين وأبناء الشعب الأردني يهنئون الشعب التونسي المجاهد "الذي انتفض على الطغيان والاستبداد والحرمان والفساد، فهدم نظام بن علي الفاسد، وهدم معه مؤسسة فساد طال عمرها وعم طغيانها". واعتبر سعيد أن النظام التونسي السابق أقام حول نفسه "أحزمة حصينة أمنية وسياسية وقانونية ودولية وحزبية"، معتبرا أن "سقوطه جاء في اللحظة التي كان فيها بن علي يتبختر في أوج قوته، على حساب حرية الشعب التونسي وكرامته". وتابع سعيد أن بن علي "شهد له الكثير من شهود الزور في داخل تونس وخارجها بالإنجازات العظيمة والديمقراطية الرائدة، والانتخابات ذات الأرقام العالية، فهنيئا للشعب التونسي بإزاحته الستار عن هذه المكرهة وكشفه عن هذا المخبوء الفاسد". وأضاف القيادي الإسلامي "ولا يفوتنا أن نقول لشهداء تونس رحمكم الله يا من حملتم الشعار الخالد [ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون]، فلقد مارستم درس الحرية بفعلكم وما نطقت به ألسنتكم، وأنتم تقولون: (وللحرية الحمراء باب ** بكل يد مضرجة يدق)". ووجّه سعيد حديثه للحكام العرب وأنظمتهم بضرورة أخذ العبرة والعظة، وتابع "ها هو بن علي ربيب فرنسا، لم يجد لنفسه مكانا يؤويه في فرنسا، وها هو الشعب التونسي بعد طول انتظار -حتى كاد ييأس المصلحون فيه من الإصلاح- يأتي بهذه المفاجأة وهذا العنفوان". واعتبر أن حكم بن علي تميز بصناعة أشكال سياسية موهومة لا رصيد لها من قوى الشعب الحية، كما تميز باضطهاد الإسلاميين والمعارضين، فقتل منهم من قتل، وسجن منهم من سجن، وشرد منهم من شرد، وما كان يدري أن هذا السلوك هو أهم ناقض من نواقض نظامه. وقال سعيد إنه "ليس هنالك أغبى ولا أجهل من الحاكم الذي يظن أنه أقوى من الشعب، أو أقوى من إسلام الشعب وإيمانه"