هي أسطر أود أن تقرأها قبل أن تفلح في إظفاء شرعية على حكمك الفردي المستبد (الفاقد لها أصلا من يوم مجيئك) بإجراء المهزلة الانتخابية غدا.
أعرف كما يعرف كثير مثلى أنّك ستفوز في سباق غد، لا يوجد في المضمار غيرك فعليا وأنّك ستظهر على شاشات التلفزة والإعلام ذلك المواطن الصالح الذي يدلى بصوته أمام إدارة حيادية وأعرف كما يعرف كثير مثلي أنّ مساء غد ستنتهي المسرحية بإعلان نسب تصويت ومشاركة مرتفعة وأنّ الإعلان النهائي بفوزك سيكون بنسبة مرتفعة أيضا وإن أصاب مستشاروك بعض الحكمة فإنهم سيعدلون نسبة الفوز قليلا للخروج من دائرة التسعين وما فوقها وبذلك يستتب لك الأمر ولن ينازعك فيه أحد لسنوات أخرى أو هكذا تظن....
غير أنى أدرك جيدا كما غيري كثير أنّ لي وبعض الناس حقا عندك لن نتنازل عنه ما بقي فينا رمق حياة. وأنّ هذا الحق لن يسقطه لا انتخابك بنسبة ضئيلة ولا كبيرة ولا حكمك بالديمقراطية التى لن تنالها ولا بالدكتاتورية التى أنت عليها ماض حتى ياتيك اليقين.
وهب أنّك ضمنت الحكم لسنوات أخرى وأجريت بعض الإصلاحات بعد أن تأكدت أنّ الحكم والكرسي لن تكون لك به حاجة بعد هذه السنوات وأنّ بعض المعارضين (أحزاب – حركات -منظمات وحقوقيين) قبلوا بما تمنّ به عليهم من إجراءات لصالح الديمقراطية التى يبغون. أو أنّك أجريت مع بعضهم صفقات لما بعد المهزلة الانتخابية فإنّنى أعلمك بل أحذرك بأنّني وكثير مثلي ستجدنا في أوّل منعطف تقر فيه الحقوق نحاسبك على ما لقينا من تعذيب وانتهاك للحرمات بعضنا لازال حيا يعيش بآثارها وبعضنا الآخر وهو الأحسن حظا قضى نحبه وندعوا الله أن يتقبلهم عنده وندعو أيضا أهلهم وأولياء أمورهم أن لا يفرطوا في دمائهم.
بن علي لتعلم أنّ أمنك الخارجي ومخابراتك كما وجدوا بعض من كانوا يحسبون على المعارضة سابقا كي يجعلوهم أداة إدانة لإخوانهم وبهم مرروا شهادة زور لحكمك الرشيد (بيان مجموعة 19 وبيانات أخرى) فإنّك وزبانيتك ستجدون في المعارضة أناس ليسوا على استعداد للقبول بأيّ تسوية أو مبادرات سياسية لا تضمن الحق في محاسبة من أجرم في حقنا وأنت على رأسهم وبأوامرك المباشرة فنحن يا هذا لا نريد سلما لا يقر عدالة ولا خير في ديمقراطية لا ترد حقا.
قد تجد حتى في حركة النهضة من يبرؤك من دماء إخوانهم كما فعلها جماعة أوسلو ولكن ستجد أيضا من يخوض معركة داخل كيانه السياسي لكي يثبت الحق وينصره ولو اقتضي الأمر شق عصا الطاعة.
وأخيرا بن علي (اعتذر للساني عن تكرار اسمك) سيبقى بعضنا شوكة في حلقك وإن حكمت لسنوات أخرى
سنبقى رمد عيناك وإن أقرك ما ترى من خذلان بعضهم لإخوانهم ورفاق دربهم.
سنبقى كابوسك الذى تنام به لأنك لست على استعداد لدفع ضريبة ما فعلت وزبانيتك فينا وفي إخواننا وفي بلدنا فنحن سنحاسبك بإذن الله في الدنيا قبل الآخرة إن كتب الله لنا ذلك، وإلا فعدالة رب السماء ملجؤنا.