رسالة مفتوحة إلى الغوغائي محمد أحمد الهوني بقلم/ سمير عواد تحية إجلال وإكبار إلى الشهداء الذين قدموا دمائهم من أجل أن يبزغ شمس الحرية من جديد على تونس. والخزي والعار للدكتاتور زين العابدين بن علي وأسرته الفاسدة وحاشيته وأزلامه. لقد سقط حجر من حجارة لعبة الدومينو، والسؤال الآن: من يتبع بن علي من الحكام العرب الذين خذلوا شعوبهم واسأثروا بالسلطة في بلادهم ونهبوا ثرواتها وحرموا شعوبهم حتى من لقمة العيش. لقد أعاد الشعب التونسي إلى الأذهان، ذكريات شهدنها هنا في ألمانيا وهي أن شعب ألمانياالشرقية عندما قاد ثورة شعبية غير مسلحة قادت إلى انهيار نظام برلينالشرقية الشيوعي، مثل ثورة الشعب التونسي التي لم تكن مسلحة وسلاحهم الوحيد كان الإيمان بالله تعالى وبحتمية النصر على الدكتاتور. بينما أبناء تونس تحدوا الرصاص وسقط منهم شهداء وكان ولا زال مستعدا لتقديم المزيد من الشهداء، فإن أبواق النظام الفاسد الذي استعان بع بن علي لضمان وجوده في الحكم أكثر من عقدين من الزمن، راحت تشكك بأبناء ثورة يناير 2011. من بينهم محمد أحمد الهوني رئيس تحرير صحيفة العرب التونسية التي تأسست كأول صحيفة عربية في لندن وهناك كانت تعبر عن رأيها بكل حرية في بلد ديمقراطي ولكن منذ انتقالها إلى تونس أصبحت بوقا لنظام بن علي البائد فأفسحت صفحات تشيد ب"السيدة ليلى" زوجة بنت علي بنت أسرة طرابلسي التي تم وصفها بأنها أكثر العائلات فسادا وجشعا ونهبت أموال شعب تونس حيث تقدر ثروة ليلى وزوجها اليوم 5 مليارات دولار هي أموال الشعب التونسي، كما كانت تشيد دائما ببن علي متجاهلة تماما دوره في حرمان شعبه من الحريات والتقدم. جئت من لندن لترتمي في أحضان نظام استبدادي يضطهد شعبه. هاجم محمد أحمد الهوني أبناء ثورة يناير 2011 وفي مقال له نشر في الموقع التونسي"الملاحظ" يقول أبو سكسوكة تحت عنوان يحاول من وراءه أن يحفظ ماء وجه الدكتاتور"من حق التونسيين أن يناشدوا الرئيس بن علي ليواصل مسيرة الإصلاح والتنمية" متجاهلا أن الشعب بدأ ثورة ضد نظام فاسد غير قابل للإصلاح والمناشدة الوحيدة هي تخليه هن منصبه وليس قيادة مسيرة الإصلاح والتنمية بعد أن حول تونس إلى بيت فقير في العالم العربي. كتب أبو سكسوكة يقول دون حياء بينما كان تونسيون يقدمون دمائهم من أجل تحرير الوطن من عبودية الدكتاتور: تعلو أصوات التونسيين نخبا وطلائع وجماهير شعبية، مناشدة الرئيس زين العابدين بن علي بمواصلة قيادة مسيرة البناء والتنمية وتحصين الوطن وحمايته وكسب الرهانات ورفع التحديات وتحقيق المكاسب والإنجازات العملاقة التي تليق بتونس وموقعها الإستراتيجي المؤثر ودورها الحضاري الفاعل وسجلها التاريخي الخالد. أضاف متحدثا عن الدكتاتور الذي ترنح نظامه بسرعة فاجأت المراقبين وانهار حكمه بصورة أسرع من انهيار نظام برلينالشرقية ونظام الرئيس الروماني السابق تشاوشيسكو: الرئيس بن علي عرف دائما كيف ينأى ببلاده عن كل الأزمات والعواصف. الحقيقة أن بن علي ظهر مثل الصنم الذي بدأ يفقد أطرافه وهو يحاول في كلمة تلفزيونية أن يهدئ الشعب الغاضب وتذكرت تشاوشيسكو وهو يتحدث إلى المتظاهرين أمام قصره قبل أن سيق إلى التحقيق والمحاسبة والإعدام. بن علي ونظامه يا أبو سكسوكة صمدا ساعات قليلة فقط أمام عنفوان ثورة يناير 2011. ما كان لبن علي أن يبقى طويلا في منصبه دون تأييد ودعم الغرب خاصة أوروبا وفي طليعتها فرنسا التي رفضت استقباله عندما أراد اللجوء إلى أراضيها مثلما رفضت استقبال زوجته"السيدة الفاسدة ليلى". لقد أقنع بن علي الغرب أن العمل بسياسة القبضة الحديدية يقضي على نفوذ الجماعات الإسلامية ودون أن تصبح تونس مثل الجزائر مرتعا لهم. الثمن الباهظ لذلك كان التزام الأوروبيين الصمت على الرغم من تقارير برلمانيين أوروبيين ومنظمات تدافع عن حقوق الإنسان، وحين كانوا يصمتون على ممارسات نظام بن علي وفساده واضطهاده لشعبه فإن الغرب المعروف بتعامله بسياسة المعيارين تجاه كثير من القضايا، كان ولا يزال يوجه الاتهامات لرئيس روسياالبيضاء وهذا لا يمارس سياسة تختلف عن بن علي أبدا. كتب محمد أحمد الهوني: في ظل تجربة الديمقراطية يشهد التونسيون قبل غيرهم(لا بد أنه قصد أزلام بن علي)، والمراقبون الدوليون(دون الإشارة إلى اسم) والمنظمات الدولية(أيضا دون الإشارة إلى اسم) بأنها تجربة ناضجة! تعتمد في الأساس على العقلانية والشمولية والالتزام بالثوابت الوطنية وسيادة القانون. والرئيس زين العابدين عمل منذ السابع من نوفمبر 1987 على أن يكون ناصر الفكر والثقافة وحاضن الإبداع والمبدعين ألخ. ترى في أي عالم تعيش يا محمد أحمد الهوني؟ ألا تعلم أن الشعوب تريد التحرر من العبودية التي سخرت الصحيفة لخدمتها لقاء الدولارات؟ ألا تعلم أن الستارات الحديدية بدأت تسقط في عالمنا العربي، وأن رياح التغير قد هبت؟ إضافة لذلك كتب أبو سكسوكة في الموقع التونسي beca-tunisia.com يهاجم تلفزيون الجزيرة وقال ردا على تغطيتها المكثفة لثورة يناير 2011: الجزيرة صدمتنا وألمتنا كإعلاميين عرب (لاحظوا كيف حشر نفسه بين الإعلاميين العرب) نناضل من أجل تقدم هذه الأمة وسأل من هو أكبر منه من صحيفته التي حولها إلى صحيفة إعلانات للأنظمة ومين يدفع: لماذا تتعمد الجزيرة تجاهل النجاحات اللافتة لهذا البلد العربي(أي لماذا يا الجزيرة لا تنضمي لأبواق سلطة الدكتاتوريين العرب وتحمي مكاتبك من الإغلاق) وتصر على تضخيم التفاصيل الصغيرة التي تحدث في أي بلد في العالم؟. في النهاية خذل بن علي رئيس تحرير صحيفة العرب التونسية وأزلامه وهرب ومصيره مثل مصير شاه إيران ولو فيك بعض شهامة والدك المرحوم أحمد صالحين الهوني لبدأت فورا حزم أمتعتك واللحاق بسيدك زين العابدين فمن هم أمثالك وأمثال مدير التحرير عندك علي قاسم، لا مكان لهم في تونس الحرة. لقد مارست صحافة البلطجة وبعت نفسك للدكتاتور تشيد به وهو يأكل قوت شعبه وينهب ثروات البلد ويزج بالمناضلين في السجون. لقد غامرت وقامرت وخسرت ونسيت أن الشعب إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد للقيد أن ينكسر. احمل امتعتك وارحل وراء الطاغية.