تباينت آراء الصحف الليبية الصادرة الاثنين حول الانتفاضة التي شهدتها تونس، ففي حين رحبت صحيفة خاصة ب"ثورة الياسمين" شككت صحيفة رسمية بالتغيير الذي حصل مؤكدة ان الاطاحة بزين العابدين بن علي لا تستحق الدماء التي سالت. وتحت عنوان "ثورة الياسمين تنهي حكم بن علي" كتبت صحيفة قورينا القريبة من سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي "ان الثورة الشعبية العارمة في تونس اعادت للاذهان سطوة الجموع وتسارع بركان الغضب وانهيار كل الاصفاد والتدابير الامنية". واضافت الصحيفة "انها الثورة التي اسقطت رئيسين في اقل من اسبوع: بن علي والغنوشي، انه حقا درس مستفاد لكل من يستخف بمقدرة الشعوب". ولفتت الصحيفة الى ان "الحكومة التونسية التي يزيد عدد رجال الامن فيها عن افراد الجيش بخمس مرات، لم تفلح في حبس المارد الشعبي عندما قرر الخروج من القمقم، رغم فهم الرئيس المتأخر لما يريده شعبه، ورغم كل التنازلات التي افصح عنها في اللحظة الاخيرة، والتي لو قدم ولو ربعها قبل ذلك، لما بلغ السيل الزبى وحصل ما حصل". وحذرت قورينا من "سرقة الثورة من الشعب". وقالت "ان هذه الاحداث لا تخرج عن ضريبة وتوابع كل ثورة، حيث يسيطر العقل الجماعي، وتزحف الجموع الغاضبة دون تعقل وهي السمة الغالبة التي تتصف بها الثورات الشعبية، وهي ذاتها المدخل المحتمل للالتفاف على الثورة، وسرقة نتائجها ولربما اعادة الجماهير الغاضبة للمربع الاول، وهنا كثيرا ما تصدق العبارة القائلة ان الثورة ينظر لها الفلاسفة، وينفذها المتهورون، ويستفيد منها الانتهازيون". بالمقابل اعتبرت صحيفة الجماهيرية الرسمية ان "التضحية بعدد من ابناء تونس وبفائض امكانيتها مقابل تبدل الرئاسة او الحكومة وداخل نفس المربع هي خسارة فادحة جدا". وتساءلت الصحيفة الرسمية "من يملك الوصفة السحرية التي يمكن ان تحل مشاكل العاطلين والمحتاجين والمحرومين، فمن المؤسف ان قصة ذهب الرئيس وجاء الرئيس سوف يعاد استنساخها من جديد والذي مات من الشعب لن يعود وبدون مقابل". واعتبرت "الجماهيرية" ان المشهد في تونس يشبه "الحمل الكاذب لن يصمد طويلا، تسعة اشهر وتظهر الحقيقة وتطير السكرة الاعلامية وتعود الاوجاع كلها". وكان الزعيم الليبي معمر القذافي اعلن السبت انه "متألم جدا" للاطاحة ببن علي الذي "لا يوجد احسن منه في هذه الفترة" لرئاسة تونس. وفي كلمة موجهة الى "الشعب التونسي الشقيق" بثتها وسائل الاعلام الرسمية قال القذافي "انا معكم ومتألم جدا وانا قريب منكم "..." وان شاء الله تعودون لرشدكم وتضمدون جراحكم"، مشيدا في جزء كبير من كلمته ببن علي. وقال "لا يوجد احسن من +الزين+ ابدا في هذه الفترة بل اتمناه "ان يبقى في الرئاسة" ليس الى ال2014 بل ان يبقى إلى مدى الحياة"، مؤكدا ان "الزين حتى الآن افضل واحد لتونس وعمله جعل تونس في هذه المرتبة".