أكد د. راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي في تونس، أن سقوط الديكتاتور زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي المخلوع، لا يعني سقوط عهد الديكتاتورية التي ما زالت باقيةً حتى الآن في البلاد. وقال في تصريحات لصحيفة (الفاينانشال تايمز) البريطانية، من منفاه بلندن: إن الأوضاع في تونس تغيَّرت كثيرًا في عهد الرئيس المخلوع الذي حارب حركة النهضة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي؛ ما دفع ألفًا من أعضائها إلى الفرار إلى الخارج؛ وهو ما تسبَّب في عدم معرفة الجيل الجديد في تونس أفكار الحركة. وأضاف أن الحل لتحديد شعبية حركته هو خوض الانتخابات التي ستكشف عن الحجم الحقيقي لحركته في الشارع التونسي بعد عقود من القمع، اعتقل فيها نحو 30 ألفًا من أنصار النهضة. ونقلت عنه أنه لا ينوي الترشح لمناصب قيادية إذا عاد إلى تونس، مشيرًا إلى وجود أجيال جديدة في حركته أكثر قدرةً حاليًّا منه على ممارسة الأنشطة السياسية. وطالب باستكمال الثورة حتى يتمَّ القضاء على هيمنة حزب "بن علي" على الحكومة، وتشكيل مجلس مشترك من أحزاب وجماعات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني؛ من أجل وضع دستور جديد، مشددًا على أن الدستور الحالي للبلاد الذي يُوصف بالديكتاتوري الفاسد لا يمكن أن يخلق نظامًا ديمقراطيًّا. وأضاف الغنوشي أن على القائمين بشئون البلاد في تونس أن يسمحوا لحركة النهضة الإسلامية المعتدلة بنشر أفكارها؛ لمواجهة الفكر الراديكالي والمتطرف هناك. ووصفت الصحيفة الغنوشي برائد الفكر الإسلامي، واعتبرت حركته رائدةً في نشر الإسلام المعتدل، إلا أن الرئيس المخلوع حال دون انتشارها؛ بسبب الاعتقالات التي طالت 30 ألفًا من أتباعها، وأدت إلى هروب نحو ألف من أعضائها إلى أوروبا. وأشادت بكتبه التي تُرجمت إلى اللغة التركية، وأسهمت بشكل كبير في دعم الإسلاميين الأتراك، وتزويدهم بالفكر الإسلامي المعاصر.