سمير عواد / ميونيخ: خاص بشبكة الحوار صرحت خبيرة ألمانيا أنها بعد أحداث الأسبوع الماضي في تونس والنصر الذي تحقق لثورة الياسمين، لم تعد تستبعد أبدا انتقال شرارات احتجاجات الغضب إلى بلدان أخرى في العالم العربي. وقالت إيزابيل فيرنفيلز الباحثة في معهد السياسة المرموق في برلين الذي يزود الحكومة الألمانية والبرلمان بالدراسات والتقارير أنه ينبغي تفريق الأمور بين بلد وآخر غير أنه ما من شك أن هناك مناقشات في هذه البلدان حول ضرورة الاستفادة من الدرس التونسي. وتحدثت صحيفة (زود دويتشه تسايتونج) في عددها الصادر يوم الجمعة عن الإجراءات التي بدأ قادة عرب يأمرون بها خشية تعرضهم لغضب شعوبهم كما فعل شعب تونس ضد الطاغية بن علي وزمرته الفاسدة. وقالت الصحيفة أن ثورة الياسمين ألهمت المواطنين المغلوب على أمرهم في البلدان العربية كما فاجأت القادة العرب مثلما فاجأت المراقبين الغربيين وجعلت الأنظمة العربية الاستبدادية بالذات تشعر بالقلق. ونقلت الصحيفة تصريحات أدلى بها جورج اسحاق أحد القياديين في حركة(كفاية) المصرية في اتصال هاتفي معه: نحن فخورون جدا بالشعب التونسي وتابع: يقول الغرب باستمرار أنه من العالم العربي يأتي إرهابيون، ومضى بقوله: أما الآن فإن العالم العربي بدأ يصدر ثورة ديمقراطية وينادي بحق الشعوب العيش بكرامة. وقالت صحيفة(زود دويتشه) أن المعارضة المصرية متشرذمة ومنقسمة لكن ثورة الياسمين في تونس منحتها جرعة شجاعة وتريد الآن جمع قواها للرد على حسني مبارك البالغ 82 سنة من العمرعندما تجري انتخابات الرئاسة في سبتمبر/أيلول القادم ومحاولة وضع نهاية لحكمه الذي بدأ قبل 30 سنة. كذلك ذكرت الصحيفة أن بعض الأنظمةالعربية دفعت رجال الدين لإصدار فتاوي تحرم إضرام النار بالنفس مثلما فعل الشاب التونسي محمد البوعزيزي بعد أن غلبه اليأس وأراد التعبير عن الظلم الذي يعيش فيه، خشية أن تنتشر هذه الظاهرة في تلك البلدان وتحرج أنظمتها وحكامها. وأتت الصحيفة على ذكر نتائج عملية استفتاء دلت أن نسبة 45 بالمئة من الشباب في تونس والمغرب واليمن يتمنون الهجرة من بلدانهم لتحصيل القوت في بلدان أخرى بسبب عدم توفر فرص العمل والتشغيل في بلدانهم فيما ذكرت الصحيفة أن نسبة 90 بالمئة من الفقراء العرب يؤيدون النقمة التي فجرها شعب تونس ضد الفساد وإساءة استخدام السلطة والتعرض للعنف من قبل الأمن. وأوضحت الصحيفة أن ثورة الياسمين أيقظت القادة العرب من سباتهم العميق وجاءت بمثابة تحذير لهم لذلك تداعوا للاجتماع مؤخرا في شرم الشيخ حيث قرروا إنفاق أموال لمكافحة الفقر فيما يراقبون بعصبية تطور الأوضاع في تونس. وأشار خبير في شئون الشرق الأوسط من الأردن يدعى نواف التل ما يتعارض مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الذي سخر من سؤال طرح عليه عما إذا ثورة الياسمين ستهب رياحها على مصر فأجاب: هذا كلام فارغ. وقال نواف التل: إذا رشح حسني مبارك نفسه مرة جديدة لمنصب الرئيس سيشعل بنفسه شرارة ثورة مضادة له. وأردف نواف التل قائلا أن حل مشكلة فلسطين هام وضروري وأن استمراره يخدم أهداف حكام عرب الذين يتعذرون على الدوام بأن عدم حل كثير من المشكلات في بلدانهم له علاقة باستمرار هذا النزاع الذي يستغلونه لتغطية فشلهم في الحكم.