"امرأة ساسها الشموخ وأنتجها الألم فخرجت من شرنقات التكلس والجمود إلى ساحات التحدى والمواجهة.. معارضة حادة تؤمن بضرورة بل بحتمية التغيير فى بلدها رغم القيود والعقبات.. صامدة فى ميادين العمل لإخراج العقول من كهوف الظلام.. أذابت جليد الصمت بدوى الكلمة القوية التى عبرت من خلالها عن إرادة اليمنيين.. فكانت لسان حالهم الناطق بأوجاعهم وهمومهم.. باختصار هى امرأة بألف رجل!". "انتفاضة تونس قامت على يد صاحب عربة خضروات وفى اليمن ستقوم على يد امرأة أحبت شعبها".. "توكل ولدت حرة أبية.. ترفض الظلم والقهر والخنوع.. ترفض التوريث والعبث بالدستور".. "توكل كرمان.. بركان فى أرض اليمن الراكدة".. "توكل هزت أركان النظام.. لله درها". كان هذا بعض ما سطره مؤيدو الصحفية والناشطة السياسية اليمنية المعارضة "توكل كرمان" على بعض صفحات الموقع الاجتماعى الشهير "فيس بوك"، بعد ما لمع اسمها فى الفترة الأخيرة، وكثر الحديث عن دورها فى تحريك آلاف اليمنيين، وتأجيج الاحتجاجات التى اجتاحت العاصمة اليمنية صنعاء لمطالبة الرئيس على عبد الله صالح (الذى يحكم منذ عام 1978) بالتنحى. وبتهمة "إقامة تجمعات ومسيرات غير مرخص لها قانونا والتحريض على ارتكاب أعمال فوضى وشغب وتقويض السلم الاجتماعى العام" اعتقلت السلطات اليمنية المسؤولة فى حزب الإصلاح الإسلامى توكل كرمان والتى ترأس منظمة "صحفيات بلا قيود" ليل الأحد 23-1-2011، لكنها عادت وأفرجت عنها الاثنين 24-1-2011. وقادت الصحفية توكل كرمان فى الأيام الأخيرة تظاهرات طلابية فى جامعة صنعاء مؤيدة لانتفاضة شعب تونس، ودعت فى رسائل اعتبرت "ثورية" للإطاحة بصالح، كما انتقدت فى الوقت نفسه الحكم الشمولى للحكام العرب. وعلى الرغم من توارد أنباء عن رفض توكل كرمان الخروج من المعتقل، واشترطت خروج باقى المعتقلين الذين ألقى القبض عليهم أثناء قيامهم بمظاهرة للتنديد باعتقالها فإن إدارة السجن المركزى رفضت طلبها وأفرجت عنها قسرا مع ضمان من أسرتها بعدم مخالفة النظام والقانون. وأكد مصدر قضائى يمنى أن "أية مظاهرة أو مسيرة يتم تنظيمها أو الدعوة لها دون اتباع الإجراءات القانونية والحصول على الموافقات اللازمة تعد محظورة بموجب القانون وسيخضع المخالفون لذلك للمساءلة القانونية"، بحسب ما نقلت تقارير إخبارية. من هي؟ وبعد اعتقال توكل كرمان، انتشرت على "فيس بوك" مجموعات تؤيدها وتطالب بالإفراج عنها، مثل "الحرية لكرمان"، و"أحرار اليمن لمناصرة توكل كرمان"، و"مناصرو توكل كرمان"، كما انتشرت سيرتها الذاتية التى توضح كفاحها المستمر ضد ما أسماه مؤيدوها "الظلم والطغيان". تنحدر توكل كرمان من أسرة ريفية من منطقة "مخلاف شرعب" فى محافظة تعز، وفدت أسرتها مبكرا إلى صنعاء مهاجرة كغيرها من أسر اليمن التى تتوجه نحو العاصمة بحثا عن فرص عمل. والدها هو السياسى عبد السلام كرمان، أحد قيادات حزب التجمع اليمنى للإصلاح (إسلامي)، ويشغل حاليا عضو مجلس الشورى للدولة. توكل من مواليد عام 1979، وزوجها محمد إسماعيل النهمى ولها منه أربعة أبناء ولاء وعلياء ومحمد وإبراهيم. تشغل حاليا منصب رئيسة منظمة "صحفيات بلا قيود" منذ عام 2005، وعضو مجلس الشورى فى التجمع اليمنى للإصلاح، بالإضافة إلى كونها كاتبة صحفية فى العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، ومدربة فى مجالات: مكافحة الفساد، حقوق الإنسان، المهارات الإعلامية. وتحضر توكل كرمان فى الوقت الحالى ماجستير فى العلوم السياسية، وتحمل دبلوما عاما فى التربية، حصلت عليه عام 2000 من جامعة صنعاء، وبكالوريوس تجارة وإدارة أعمال عام 1999 من جامعة العلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى دبلوم كامبريدج فى اللغة الإنجليزية وآخر فى البرمجة اللغوية العصبية. وحصلت الصحفية اليمنية على عدد من الدورات التخصصية فى المجال الإعلامى، منها دورة فى التحقيق الصحفى من وزارة الخارجية الأمريكية، ودورة فى كيفية بناء التحالفات والحشد الإعلامى، والمقابلة التلفزيونية، والإخراج والإنتاج التلفزيونى والوثائقى. "اعتصامات دورية" تشتهر الناشطة توكل كرمان بمواقفها المناوئة للسلطة الحاكمة فى اليمن، وتقود فى سياق ذلك اعتصامات دورية أمام مجلس الوزراء للمطالبة بإطلاق الحريات الصحفية والإعلامية، وأخيرا مظاهرات طلابية فى جامعة صنعاء للمطالبة بالتغيير فى بلادها بعد اندلاع "ثورة الياسمين" فى تونس. قادت العديد من الاعتصامات والتظاهرات ضد الانتهاكات التى تنال حقوق الإنسان فى اليمن، منها -بحسب مؤيديها- أكثر من 80 اعتصاما فى عام 2009 و2010، للمطالبة بإيقاف المحكمة الاستثنائية المتخصصة بالصحفيين. وبلغ عدد اعتصاماتها فى عامى 2007 و2008 على التوالى: 26 اعتصاما للمطالبة بإطلاق تراخيص الصحف وإعادة خدمات الموبايل الإخبارية، و5اعتصامات ضد إيقاف صحيفة "الوسط" اليمنية المعارضة. كما شاركت توكل كرمان فى العديد من احتجاجات الجنوب المنددة بالفساد والمطالبة بحقهم فى الشراكة فى السلطة والثروة على رأسها اعتصام ردفان الضالع، كما أعدت العديد من أوراق العمل فى عديد من الندوات والمؤتمرات داخل الوطن وخارجه حول حقوق المرأة، وحرية التعبير، وحق الحصول على المعلومة، ومكافحة الفساد، وتعزيز الحكم الرشيد. وتولى صالح (68 عاما) الحكم فى عام 1978، ولكن كرئيس فعلى لليمن الشمالى فقط فى فترة انشطار اليمن إلى شمالى وجنوبى، ونجح بالتعاون مع القوى السياسية الأخرى فى توحيد الشطرين بعد حرب مريرة عام 1990، وبات منذ ذلك الحين رئيسا لليمن الموحد. "المرأة الشجاعة" توكل كرمان عضوة فى عدد من المؤسسات المدنية المحلية والعالمية، أبرزها عضوية نقابة الصحفيين اليمنيين، واتحاد الصحفيين العرب، واتحاد الصحفيين العالميين، وصحفيين لمناهضة الفساد، والاتحاد النسائى الإسلامى العالمى، واتحاد العالمات المسلمات. ساهمت فى صياغة العديد من التقارير السنوية الراصدة لحرية التعبير فى اليمن، من بينها التقرير السنوى الأول والثانى والثالث والرابع الخاص بمنظمة "صحفيات بلا قيود" حول الحريات الصحفية فى اليمن، كما ساهمت فى إعداد التقرير السنوى الأول والثانى لصحفيين لمناهضة الفساد. وأشرفت وأخرجت العديد من الأفلام التسجيلية المعنية بالحقوق والحريات والحكم الرشيد فى اليمن منها: فيلم "دعوة للحياة" حول ظاهرة الانتحار فى اليمن، وفيلم "المشاركة السياسية للمرأة فى اليمن"، وفيلم "تهريب الأطفال فى اليمن". كرمتها وزارة الثقافة اليمنية وبيت الشعر اليمنى كأحد النساء اليمنيات الرائدات، كما حصلت على شهادة المرأة الشجاعة من السفارة الأمريكية لعام 2009، وتم ترشيحها من قبل منظمة "مراسلون بلا حدود" ومقرها باريس، ضمن "سبع نساء فى العالم قمن بالتغيير". مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=13901&t="ثورة اليمن ستقوم على يد امرأة أحبت شعبها".. "توكل"؟!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"